الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

قبلة الوداع قبل الاعتقال

بسام أبو الرب

لم تمض دقائق على نوم الطفلة "اسما المنى" عبد الرحمن اشتية، عامين ونصف، من بلدة سالم شرق نابلس، حتى طَرق جيش الاحتلال باب منزل عائلتها، وبدأ الجنود الانتشار بداخله وتفتيشه والعبث في محتوياته، إلى أن غادروا وبصبحتهم والدها، والتي صرخت عليه وأخذ يقبلها.

قبلة اليوم مختلفة عن التي اعتادت عليها الطفلة قبل خروج والدها إلى عمله، حيث استيقظت هذا اليوم من نومها مفزوعة، وتقول "جيش جيش"، وتتخبط بين ألعابها التي تناثرت في غرفة نومها.

الساعة الواحدة والنصف فجر اليوم الأربعاء، كان موعد وداع الأب، لطفلته التي تعلقت به.

للمرة الخامسة يعتقل الأسير اشتية  لدى قوات الاحتلال، الذي أمضى 13 عاما في دراسة الهندسة بجامعة النجاح الوطنية؛ من أجل الحصول على درجة البكالوريوس، وقد تزوج في العام 2014، وأنجب طفلته "اسما المنى"، وبانتظار ولادة طفله الثاني قريبا.

وصل طاقم وكالة "وفا"، منزل جدها عند التاسعة صباحا، وما زالت الطفلة نائمة، فلم يغمض لها جفن قبل الفجر. مضت قرابة الساعة، إلى أن استيقظت من نومها تسأل عن أبيها، وهي ترتدي ذات الملابس، وقد بدت آثار التعب والقلق في عيونها.

محاولات جدها نصوح اشتية (64 عاما)، نجحت أخيرا باصطحابها الى باب المنزل ورؤية المطر الذي بدأ ينزل خفيفا، ولدى سؤالها عن أبيها أشارت بإصبعها بعيدا.

تقف الطفلة على باب منزل جدها وتمسك بقطعة شكولاتة، وتشد على أسنانها وتنظر من حولها علّها تجد بينهم أبيها، الذي اعتادت على لقائه كل يوم.

صورة الأسير اشتية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقبل طفلته ويودعها.

الاحتلال داهم المنزل وعبث في محتوياته واستولى على مركبة عبد الرحمن قبل اعتقاله، حسب ما أكد والده نصوح اشتية.

الطفلة "اسما المنى" متعقلة بوالدها بدرجة كبيرة، فهي تلاحقه قبل ذهابه إلى العمل كل يوم،  قال اشتية.

وأضاف الساعة الثانية بعد منتصف الليل اتصل عبد الرحمن بي، وقال إن قوات الاحتلال تعتقله، وأوصاهم بأهل بيته، وتابع: حاولنا الوصول إليه لرؤيته وتوديعه قبل اعتقاله إلا ان جنود الاحتلال منعونا.

ووأردف اشتية "إن هذه المرة الخامسة التي يعتقل فيها عبد الرحمن، فقد أمضى ما مجموعه سبع سنوات في سجون الاحتلال".

تركت الطفلة "اسما المنى" منزلها وخيمتها الصغيرة التي تلعب فيها وتقضي وقتها، للتغلب على غياب والدها، حتى رجوعه، ورحلت عنه الى منزل جدها ولا تعرف ساعة اللقاء مرة أخرى.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024