التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب في الفترة ما بين 30-12-2011 و6-1-2012، وفيما يلي أبرز ما تم رصده:
تطرق مناحيم كلوجمان (Menachem Klogman) عبر مقالته المنشورة في صحيفة "هموديع" الدينية بتاريخ 3.1.2012 إلى تقرير رصد العنصرية والتحريض في وسائل الإعلام الإسرائيلية. وقال: لقد فوجئت بشدة عندما لفت أحدهم انتباهي لتقرير نشرته "وكالة الأنباء الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية" في رام الله، الذي يتطرق للعنصرية التي تقوم بها إسرائيل، وإحدى الإثباتات هي مقالة لي نشرت في صحيفة "هموديع".. "صحيفة هموديع الدينية، نشرت مقالة كتبها مناحيم كلوجمان، وفيها يطرح معادلة جديدة، وهي أن يهوديًا واحدًا يساوي 1027 عربيا" وهذا حسب رأيهم عنصرية بالغة لا مثيل لها. أنظروا الى أي مدى كذبهم واضح وكبير: حيث أن الفلسطينيين هم من فرض هذه المعادلة الجديدة من خلال صفقة تحرير شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا، لكن بعد إتمام الصفقة يتهموننا بالعنصرية، التي ابتكروها هم.
استعدوا للحرب وتحدثوا حول السلام
على خلفية محادثات المصالحة بين حركتي فتح وحماس وسعي الأخيرة للانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية، نشر موقع "ان ار جي" بتاريخ 3.1.2012 مقالة كتبها الصحفي الإسرائيلي بن درور يميني (Ben-Dror Yemini) ادعى فيها أن "حركة حماس تسعى للسلام ولإيقاف الكفاح المسلح ولكنها تخطط للحرب". وقال: في الأيام الأخيرة سمعنا تصريحا من أبو مازن الذي قال إن حماس مستعدة للاعتراف بإسرائيل بحدود 1967، وتصريحًا من خالد مشعل، الذي دعا إلى إيقاف الكفاح المسلح، أي الإرهاب، في أعقاب تطور العلاقات بين حركتي فتح وحماس. خداع أم نقطة تحول؟ سنعرف هذا مع الوقت. لكن في هذه المرحلة، التصريحات هذه هي جزء من اللعبة. قد يكون هذا رد ذكي على تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين حول المعركة الوشيكة- التي لا مفر منها مع نظام حماس، "الرصاص المصبوب" كما يقولون ولكن على نطاق أكثر اتساعا.
وهذه هي حالة الوضع: إسرائيل هي التي تقاتل وحماس تمد يدها للسلام. لذلك ينبغي أن ندرك هذا: قد تكون حماس تقوم باستعدادات جديدة، على نمط حزب الله، من اجل المواجهة مع إسرائيل.
وقد تكون حماس ترغب بمثل هذه المواجهة. ونحن نعرف أن صناعة التهريب آخذه بالازدياد وأن أنواعا جديدة من الأسلحة تصل الى غزة. ولمنع نمو وتطور الخطر من الجنوب لا مفر من استباق المواجهة، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. ولهذا تقوم حماس بهذا الخدعة البسيطة والأكثر نجاحا والأكثر: استعدوا للحرب وتحدثوا حول السلام.
وقال: على ضوء التصريحات الصادرة عن حماس، يجب على إسرائيل القيام بما تفعله حماس تماما: التحدث عن السلام والاستعداد للحرب.
عمليات دفع الثمن الانتقامية شرعية
نشر موقع "ان أف سي" بتاريخ 2.1.2011 مقالة تحريضية كتبها رافي لئوفرات (Rafi Leufrat) تبرر عمليات "دفع الثمن" الانتقامية العنصرية التي يقوم بها المتطرفون اليهود ضد الفلسطينيين.
وقال: عمليات دفع الثمن تشكلت كاحتجاج أكثر من كونها وسيلة للمس بالعرب، إنها ليست أداة لإلحاق الضرر الاقتصادي بالفلسطينيين، رغم أن الفلسطينيين يفعلون ذلك باليهود منذ عشرات السنين. عمليات دفع الثمن جاءت للاحتجاج على نفاق السياسيين ومواقفهم المتلونة بشأن أرض إسرائيل والمتعلقة بالاعتراف بالشعب الفلسطيني وبحقه في تعريف ذاتي، بينما لا يعترفون بحق الشعب اليهودي بدولة قومية خاصة به.
عمليات دفع الثمن هي رد على النفاق والمواقف المتقلبة بشأن الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل. عمليات دفع الثمن جاءت للاحتجاج على إقصاء سكان يهودا والسامرة على يد قطاعات واسعة في المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف محرضًا ضد المواطنين والمتظاهرين السلميين الفلسطينيين: عمليات دفع الثمن هي احتجاج على دم الذين قتلوا في يهودا والسامرة ولم تجر أي عملية عسكرية، سياسية أو اقتصادية ضد قاتليهم ومرسليهم. كم مرة قام متظاهرو بلعين وأمثالهم بالمس بجنود جيش الدفاع الإسرائيلي كجزء من مظاهراتهم الهمجية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات؟ وماذا حصل للمعتدين؟ كم واحدًا منهم أعتقل، حوكم، طُرد من البلاد؟ متى قام الشاباك بحملة شاملة لاكتشاف مثيري الشغب هؤلاء، المخربين المحترفين العنيفين، ومعاقبتهم بشدة؟.
أبو مازن عين مخربًا مستشارًا في مكتبه
خلال برنامج "هذا اليوم" الذي بث مساءً على إذاعة "ريشت بيت" بتاريخ 2.1.2011 استضاف المذيع موشيه نستلباوم(Mushe Nestelbaum) الوزير سلفان شالوم (Silavn Shalom) وعضو الكنيست أحمد الطيبي للحديث حول عدة مواضيع وبضمنها تجديد المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال شالوم خلال اللقاء: أن نجلس سوية مع الفلسطينيين هو تطور ايجابي، ولكن حسب رأيي أنها مجرد محاولة لمنع قطع الحبل الذي يربطنا مع المجتمع الدولي، وإلا كيف من الممكن أن نقول إننا حقًا نريد أن نجدد عملية السلام في حين أن أبو مازن عين شخصًا كان شريكا في عمليات قتل، مستشارًا في مكتبه الرئاسي؟ كيف من الممكن أن نتحدث عن السلام في حين قام أبو مازن باحتضان المخربة آمنة منى التي كانت مسؤولة عن مقتل الفتى أوفير راحوم؟ كيف من الممكن مجرد التفكير بالحوار مع حكومة حركة حماس هي جزء أساسي منها، الحركة التي لها أجندة واضحة جدًا ولا تعترف بوجود إسرائيل. لكن السلطة الفلسطينية هي شريك في المفاوضات، وعلى أبو مازن أن يأتي للمفاوضات دون شروط مسبقة.
أحمد الطيبي أجاب على سؤال المذيع حول تعيين أبو عوض مستشاراً للرئيس قائلا: إنه ليس مخربًا وهو مسؤول فلسطيني كان قائدًا في قوات الأمن الفلسطينية، اعتقل دون وجه حق على يد قوات الأمن الإسرائيلية، والسلطة تعهدت بإعادة كافة الأسرى الى مناصبهم السابقة أو مناصب مشابهه. وأضاف: في حكومة إسرائيل يتم تعيين أشخاص كانوا متورطين بقتل مدنيين فلسطينيين ويتم تعيينهم نوابًا ومساعدين لرئيس الدولة، وبضمنهم من ألقى نصف طن من المتفجرات على بيت صلاح شحادة ومس بالمدنيين الفلسطينيين.
يجب اختطاف مدنيين فلسطينيين واستخدامهم كورقة مساومة
على خلفية صدور تقرير لجنة "شمغار" التي حددت سقفًا لمبادلة الجنود المختطفين وأوصت بتبديل أي جندي قد يختطف بعدد محدد من الأسرى الفلسطينيين، نشرت صحيفة "ماكور ريشون" الدينية بتاريخ 5.1.2012 مقالة تحريضية كتبها العميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي عوزي ديان(Uzi Dayan) ، دعا من خلالها إلى اختطاف مواطنين فلسطينيين لاستخدامهم كورقة مساومة في حال اختطاف جندي إسرائيلي.
وقال: عندما دعيت للإدلاء برأيي أمام لجنة شمغار، قلت إن السياسة الإسرائيلية في هذه القضية عليها أن تعتمد على عدة أمور. أولا: يجب بذل أقصى جهد لمنع عمليات الاختطاف. ولكن، إذا اختطف جندي ما، يجب فعل كل شيء من أجل اطلاق سراحه من خلال عملية عسكرية حتى وإن كانت هذه العملية تشكل خطرًا على الحياة.
في المقابل، يجب إجراء خطوات غير مباشرة لتحرير الجندي، وبضمنها المس بالخاطفين وبالقيادة السياسية والعسكرية للمنظمة الإرهابية التي اختطفت الجندي، إضافة لعقوبات قضائية واقتصادية وخطوات أخرى. مثلا، حسب رأيي كان علينا أن نعود من حملة "الرصاص المصبوب" بألفي مواطن غزّي لاستخدامهم كورقة مساومة من أجل تحرير جلعاد شاليط.