طولكرم تجتاز مرحلة الجفاف
هدى حبايب
كمية الأمطار التي هطلت منذ بداية الموسم وحتى اليوم بلغت (300) ملم في محافظة طولكرم، بما يمثل تقريبا 50% من المعدل العام، حيث وصل معدل الهطول خلال شهر كانون الثاني الجاري (84) ملم.
وأثار تأخر الموسم المطري الذي بدأ نهاية شهر تشرين الثاني خفيفا بعد انحباس طويل، مخاوف المزارعين والجهات المعنية من حدوث جفاف في الأرض، وعطش بالمزروعات، وتأثير سلبي على المياه الجوفية التي تتغذى بمياه الأمطار، إلا أنها تبددت خلال الشهر الحالي مع توالي سقوط الأمطار في فترات متقاربة، وأعادت للحياة الزراعية عافيتها، وهرع المزارعون إلى ممارسة نشاطهم الزراعي.
وأشار مدير عام مديرية زراعة طولكرم باسم حماد إلى أن منطقة عتيل شمالا سجلت أعلى كمية أمطار منذ بداية الموسم بلغت (310) ملم، فيما أقلها كانت في مقياس خضوري الذي يمثل المدينة حيث بلغت كمية الأمطار (266) ملم، معتبرا ذلك "مبشرا بموسم جيد".
وأوضح أن طولكرم مدينة تزرع الخضار، ومعظمها زراعات محمية تعتمد على الري، فيما تعتمد بشكل أساسي على البستنة خاصة الزيتون، مشيرا إلى وجود (100) ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، الذي اعتماده الأساسي على المطر.
وأكد أن استمرار هطول المطر مع تأثر فلسطين بمنخفض جوي ثان في أقل من أسبوع سيساعد على استعادة هذه الأشجار نشاطها وحيويتها، ويكون لها مردود اقتصادي لموسمه القادم.
بدوره، قال المدير الفني في زراعة طولكرم المهندس الزراعي براء الغول: مع تحسن الوضع المطري في هذا الوقت، إلا أن المستوى الزراعي ما زال في مرحلة الخطر، معزيا ذلك إلى أن المعدل العام لم يصل إلى المستوى المطلوب وهو 350 ملم في مثل هذا الوقت، ولكن المعدل الحالي يعتبر إلى حد ما مؤشرا يبعث على التفاؤل في تجاوز هذه المرحلة.
ولفت الغول إلى أن المياه الجوفية جيدة على اعتبار أن أي كمية من الأمطار سواء قليلة، أم أكثر تعود بالفائدة على هذه الآبار، مشيرا إلى وجود 45 بئرا زراعية في طولكرم تستفيد بشكل مباشر من المياه الجوفية، خاصة في فصل الصيف، وكلما زادت كمية الأمطار حافظنا على وجود الحوض الغربي.
ويرى أن توزيع المطر هو الأهم والمفيد للزراعة، على اعتبار أن الموسم المطري يبدأ من شهر تشرين الأول وحتى شهر أيار، وبالتالي لها فائدة عظيمة للزراعة البعلية، إضافة إلى وجود عنصر البرد أي أقل من 10 درجات، حتى تنخلق البراعم الزهرية في الثمر خاصة للزيتون التي هي بحاجة إلى برودة معينة ما زال مفتقدة حتى اليوم، وهو ما يجعل الوضع عرضه للقلق تجاه موسم الزيتون القادم.
ويتهافت المزارعون صباحا إلى دائرة زراعة طولكرم للحصول على أشتال مثمرة وحرجية كانت أعلنت عن توزيعها منذ بداية الموسم، ضمن سياسة وزارة الزراعة في تنفيذ مشروع تخضير فلسطين والتوسع بالغطاء النباتي سواء المثمر، أو الحرجي، للفائدة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية، خاصة في هذه المحافظة الزراعية، بعد أن دخلت الزراعة الاستوائية وشبه الاستوائية إليها، عدا عن الزراعات التصديرية كالأفوجادرو والمانجا، ما جعلها مميزة زراعيا عن المحافظات الأخرى.
وكانت فلسطين تعرضت منتصف الأسبوع الحالي لموجة من المنخفضات الجوية، بدأت الاثنين الماضي صاحبها سقوط أمطار متفرقة، اشتدت وتيرتها اليوم.
وإذا ما استمر هطول الأمطار بنفس هذه الوتيرة خلال الشهرين القادمين، فإن ذلك يعني إنقاذ الحياة الزراعية في كافة محافظات الوطن، بما فيها محافظة طولكرم التي تعتبر من أخصب المناطق زراعة بكافة أنواع المحاصيل، بما في ذلك الاستوائية، بسبب تربتها الخصبة، وظروف مناخها المعتدل صيفا وشتاء والملائم للزراعة، مع توفر المياه خاصة أنها تقع في منطقة الحوض الغربي الغني بالمياه والأكبر حوضا في فلسطين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ