الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

أُبوّة معلّقة خلف القضبان

 زهران معالي وعميد شحادة

يُعرف السجن عادة بأنه مفرق بين الأحباب، لكن في الحالة الفلسطينية الاستثنائية بكل شيء كونها تخضع لآخر احتلال في العالم، الوضع مختلف.

بين أزقة مخيم بلاطة شرق نابلس، يتجول محمد خالد خديش (21 عاما)، فيما يسارع الأهالي للسلام عليه واحتضانه، فرحين بالإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد انتهاء محكوميته البالغة 13 شهرا، لكن خديش لم يستطع تحديد شعوره بعد!.

فخديش الذي حرم من شعور الأبوة مذ كان في الرابعة من عمره، بعد اعتقال قوات الاحتلال لوالده عام 2002، كانت الحرية بالنسبة إليه قاسية ومحزنة، والسجن مكان للفرح؛ مكنّه من العيش مع والده الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة.

"لم أشعر بالأبوة إلا داخل السجن" تحدث خديش لـ"وفا".

خديش الذي اعتقل مرتين، كانت الأولى عام 2015 واستمرت ستة أشهر، جمعه سجن "جلبوع" خلالها أربعة أشهر مع والده. لكن خديش الابن الذي لم يعرف والده إلا بالزيارات، غادر السجن دون الشعور بالأبوة، واقتصرت علاقتهما على الصداقة، "فالشعور بالأبوة ليس بسيطا"، وفق قوله.

نهاية 2016 كان الاعتقال الثاني لخديش الابن، وأمضى غالبية مدة محكوميته في سجن نفحة الصحراوي حيث يقبع والده.

ثلاث ساعات، هي المدة التي قضاها خديش في مركبة نقل الأسرى "البوسطة" من سجن مجدو لنفحة، مقيد اليدين والقدمين، فيما يسيطر شبح أسئلة كثيرة على مخيلته، كيف يفكر أبوه وماذا سيناديه؟ هل يقول له يابا، وهي الكلمة التي لم ينطقها في حياته؟ أم يقول له يابو العبد، كما يناديه الغرباء؟

"شعور الأبوة كان معدوما خارج السجن، كل الزيارات لم تمنحني شعور الأبوة، لكن بعد الاعتقال شعرت بالأبوة". يضيف خديش الابن.

ويشير خديش إلى أنه "ليس من السهولة الاعتياد على مناداة والده بـ"يابا"، فاعتاد خلال فترة اعتقاله على مناداته "أبو العبد" في النهار فيما يناديه ليلا "يابا"، فبالمساء تقلب الموازين وأشعر أن الجو طبيعي".

في شهر أغسطس 2017 التأم شمل عائلة خديش في سجن "نفحة"، بعد أن التحق محمود (19 عاما) بشقيقه محمد وأبيه، لكن صدمة الغرابة لازمت الأب: محمود تركته طفلا صغيرا يلعب في البيت، كيف جاء إلى هنا"؟

فيما بادر محمد أباه بالإجابة "مادام هناك احتلال يوجد اعتقال".

ويضيف خديش الابن لـ"وفا"، "خلال فترة الاعتقال، حاول أبي تعويضنا حنان الأبوة التي حرمنا منها 16 عاما، يمضي الليل في الاطمئنان علينا، يغطينا قبل النوم يوميا".

"أبي طوال فترة الاعتقال كان يعاملنا كأطفال كما تركنا، أنا أربعة أعوام ومحمود عامان".. يضيف خديش.

قبل مغادرة محمد السجن بأسبوع، سيطر الضيق والغضب على جبين الأسير الأب، عاتب أبناءه: "الله يسامحكم يابا علقتوني فيكم ليش جيتو عندي، كنت عايش لحالي، ومتأقلم على هذا الوضع، لكن علقتوني فيكم".

ويؤكد خديش الابن "لم أشعر أني غادرت السجن بعد! كون والدي وأخي ما زالا في الأسر، عدت بالسجن وبالي وتفكيري مع والدي واخي في نفحة".

قرابة مليون حالة اعتقال وثقتها مؤسسات الأسرى منذ احتلال فلسطين، واليوم يعيش تقريبا 6500 أسير في سجون الاحتلال، عشرات آلاف الأبناء عاشوا حياة محمد بلا خالد، عشرات آلاف الآباء عاشوا حياة خالد بلا محمد.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024