عندما تبلغ الغطرسة أوجها..الاحتلال يصادر خيام البدو قبل نصبها
عبد الرحمن القاسم
"نحن نصادر ونهدم وأنتم تعوضون وتبنون" هذا ما قاله بتبجح ينم عن غطرسة المحتل ضابط ما يسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية لأحد أعضاء المجالس البلدية والقروية بالأغوار الفلسطينية خلال توزيع السلطة الوطنية عدد من صهاريج المياه والبركسات والخيام على عائلات بدوية تعرضت منازلهم للهدم وممتلكاتهم للمصادرة من قبل الاحتلال.
وصادرت سلطات الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء 125 خيمة وبركسا كانت معدة للتوزيع في منطقتي الكسارات على الطريق الرابط بين أريحا ورام الله، وكذلك في منطقة الخان الأحمر الواقعة على الطريق الرابط بين أريحا والقدس الشريف.
وتسبب الإجراء الاحتلالي في تبخر أحلام عشرات العائلات البدوية التي كانت تمني النفس بخيمة تقيها برد الشتاء القارس أو بركس يحمي مواشيهم في هذه الأجواء.
ويقول مواطنون من البدو بالأغوار الفلسطينية إن سلطات الاحتلال صعدت من اعتداءاتها بحقهم، وإن إجراءاتها تحولت من الاستيلاء على ما هو قائم إلى مصادرة ما سيقوم.
ويروي جودة اسعيد عضو الأمانة العامة لاتحاد الفلاحين وأحد المكلفين بتوزيع تلك الخيام والبركسات ما جرى اليوم بالقول: "فوجئنا بقوات كبيرة من جيش الاحتلال وما تسمى بالإدارة المدينة، تقتحم مكان التوزيع في منطقتي الكسارات والخان الأحمر، وتقوم باحتجاز بطاقات الحضور وسائقي الشاحنات المحملة بالخيام ومصادرة جميع المواد والمعدات المعدة للتوزيع على أبناء البادية.
ويضيف بعد احتجازنا وكذلك زميلي إسماعيل أبو خرابيش مسؤول ملف البدو بوزارة الحكم المحلي لعدة ساعات أطلقوا سراحنا واقتادوا الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى مستوطنة ومعسكر "بيت ايل" وقاموا بالاستيلاء على حمولتها.
ويوضح زميله أبو خرابيش أنها هذه ليست المرة الأولى التي يقومون فيها بتقديم الإعانات لمواطنين يصمدون ويقاومون كل محولات اقتلاعهم من أرضهم والتضييق عليهم في مصادر رزقهم بل وتشريدهم في العراء.
ويضيف، المفاجئة كانت اليوم بقيام جنود وشرطة وأجهزة الاحتلال ترافقهم الكلاب بالاستيلاء على هذه المساعدات قبل توزيعها بذريعة عدم وجود تنسيق لإيصالها إلى مستحقيها.
ويقول أحد البدو المتضررين من سكان الخان الأحمر، "هذه حجج واهية فسلطات الاحتلال تحاول التضييق علينا منذ فترة لنرحل عن المنطقة كليا، مشيرا إلى إغلاق الاحتلال قبل أيام مدرسة "الإطارات" والتي يدرس فيها أبناء المنطقة من البدو وإقامة حواجز أعاقت انتظام الدراسة فيها.
وكانت مجلس الوزراء قد خصص مبلغ 23 مليون دولار من موازنة الحكومة لدعم التجمعات البدوية والنائية وتقوم لجان مختصة من الوزارات المعنية بتوزيع صهاريج مياه متنقلة للتجمعات البدوية وتوزيع خيام وبركسات للبدو وفق الأولوية المناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري والمواطنين الذين تتعرض ماشيتهم للمصادرة أو النفوق بسبب اعتداءات المستوطنين أو الهدم والتجريف من قبل جيش الاحتلال.
وخصصت الحكومة ضمن هذه المساعدات مؤخرا حافلات لنقل طلبة المدارس من أبناء البادية والنائية إلى أقرب مدرسة إلى مناطق سكناهم مجانا، وهي إجراءات يبدوا أنها لم ترق للمحتل الذي شرع بتصعيد عدوانه على سكان المنطقة لدفعهم إلى الرحيل عنها تمهيدا للاستيلاء عليها.