شارع "رقم 60" الالتفافي ... الذاهب عليه مفقود والعائد منه مولود
بيت لحم- عنان شحادة- يشكل الشارع الالتفافي رقم 60 الواصل ما بين مدينة القدس ومستوطنة "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم، حالة من الرعب والخوف راح ضحيته عدد من المزارعين شهداء، وآخرون أصيبوا جراء دهسهم من قبل مركبات مستوطنين، أثناء ذهابهم لأرضهم الزراعية.
"شارع 60، الذي يسلكه يعتبر مفقودا والراجع منه مولودا"، بهذه العبارة استطاع منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، أحمد صلاح أن يصفه، بهذه الكلمات التي تحمل في طياتها كل أشكال الرعب والخوف.
وقال صلاح في حديث خاص لـ"وفا"، إن هذا الشارع تاريخي يصل ما بين القدس والخليل، منذ الحكم العثماني يراعي احتياجات المزارعين للوصول الى أراضيهم، مشيرا إلى أنه مع احتلال الأرض عام 1967 قام الاحتلال بتغيير معالمه وأهدافه، لتخدم مصالحهم الاستيطانية على حساب سلب مساحات شاسعة من أراضي الخضر وارطاس.
وأضاف ان الشارع أقيم في العام 1998 وسلب أكثر من 2000 دونم من أراضي الخضر، بدءا من منطقة الانفاق في بيت جالا، وصولا الى مستوطنة "غوش عتصيون"، مشيرا إلى أنه يوصل لأراض زراعية تخص مزارعي الخضر تبلغ 22 ألف دونم.
"خمس مستوطنات جاثمة على أراضي الخضر، افرات، اليعازر، دانيال، ام محمدين، هتمار، إضافة الى عدد من البؤر الاستيطانية".
وتابع حديثة بالقول: أمام هذه الصورة أصبح الشارع يشكل مصدر رعب وخوف على حياة المزارعين، وسط تنكر المحتل لحقوق المزارعين بالعبور عليه وصولا لأراضيهم الزراعية. لافتا إلى أنه تم اغلاق كافة الطرق الزراعية مع غياب المسالك المخصصة للفلاحين سيرا على الاقدام، حتى الخاصة بالدواب، هذا في ظل انها أصبحت مخصصة للمركبات فقط.
ذهب ضحية هذا الشارع ستة من بينهم سيدة وطفلة جميعا من بلدة الخضر، وآخر من قرية ارطاس، عدا عن إصابة عدد منهم بسبب حوادث السير من قبل مركبات المستوطنين، قال صلاح.
وأضاف، ان المزارع يضطر في كثير من الأحيان الى سلك طرق وعرة، سيرا على الاقدام، او من خلال استخدام الدابة، لمسافة تزيد عن 8 كم للوصول الى أراضيهم، خاصة القريبة من قرية واد رحال جنوب بيت لحم.
رئيس بلدية الخضر ياسر صبيح لم يخف حقيقة المخاطر التي تحدق بالمزارعين وصولا لأراضيهم، وقال لـ"وفا": المحتل منعنا في حالات عدة من شق مسالك للمشاة وحتى الدواب، كسبيل للحماية، موضحا ان الخطورة الكبرى عندما يحاول المزارع التنقل بين ارضه التي يفصل بينها "الشارع الالتفافي 60"، وهنا يواجه الموت المحقق.
وأشار صبيح إلى أن الاحتلال كان يمنعهم تحت حجج واهية، بأن الامر يتعلق بالشرطة، ولا يجوز التفرع، لافتا إلى أنه مرات عدة حاولوا شق طرق زراعية كبديل، الا أن الاحتلال كان يوقف العمل ويعتقل من يعمل، ويستولي على الآليات والمعدات وحجزها لأشهر طويلة.
المزارع "أبو احمد" في بداية الستينات من عمره قال، "تعرضت الى دهس من قبل مركبة مستوطن اثناء ركوبي لدابتي، اصبت في انحاء جسدي ونفقت الدابة"، لافتا إلى انهم يحسبون ألف حساب عندما يسلكون شارع الرعب، لأنهم يأخذون جانبا منه بسبب غياب مسالك خاصة.
وأضاف "أفضل كثيرا الذهاب الى ارضي وحدي ومنع اولادي من مرافقتي خوفا على سلامتهم.
اما الحاج "أبو الرائد" في السبعينات من عمره فقال: رغم المخاطر التي نواجهها على شارع الرعب، نمنع من الوقوف الى المواقف المخصصة على طوله، في احدى المرات جاء مستوطنون ومنعونا من التواجد بحجة انه مخصص للمستوطنين فقط، وعليه لا نستطيع القيام بنقل ثمار المزروعات بواسطة سيارة، ما يضطرني الى استخدام الدواب لنقلها، وفي هذا مخاطرة جمة.
ولكن السؤال يبقى اذا ما تم استكمال جدار الفصل العنصري وإغلاق المدخل الجنوبي المسمى "بحاجز النشاش"، فكيف للمزارع أن يصل الى ارضه؟