الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

محمية وادي الزرقا العلوي.. تنوع نباتي وحيواني

 عُلا موقدي

في الجهة الغربية من محافظة سلفيت وعلى امتداد حدود قرى دير بلوط وكفر الديك وبروقين ودير غسانة تقع محمية وادي الزرقا العلوي (وادي صريدة)، تقدر مساحتها بـ 2700 دونم تتوزع بين مناطق طبيعية ومزارع للمواطنين.

يصل طول الوادي إلى 20 كم، وتحيط به جبال على ارتفاعات تبدأ من 270 حتى 400 متر عن سطح البحر، تطغى تربة التيراروزا الحمراء على أراضي المحمية، وتتراوح كمية الأمطار السنوية ما بين 400-700 ملم سنوياً.

وبحسب دراسة التنوع الحيوي في محمية وادي "الزرقا العلوي"، والتي أصدرها متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي ومؤسسة فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة في جامعة بيت لحم وبالشراكة مع سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة، مؤخرا، يوجد في فلسطين أربع مناخات مختلفة وهي مناخ البحر الأبيض المتوسط، والمناخ الصحراوي، ومناخ الطور السوداني ومناخ الطور الإيراني تتميز كل منها بخصائصها وحيواناتها ونباتاتها، كل هذا التنوع في البيئات والظرف المناخية أدى لوجود تنوع حيوي هائل في الكائنات الحية.

وذكرت الدراسة أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن عام 2005 عن وجود 48 محمية طبيعية بمساحة إجمالية تقدر بـ69939 هكتار، ما نسبته 12.53% من مساحة الضفة الغربية، إلا أن المخطط المكاني يشير إلى أن إجمالي مساحة المحميات الطبيعية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية 51157 هكتار، مشكلة 9% من مساحة الضفة الغربية.

أدت الإجراءات الإسرائيلية من ضم وتوسع وبناء مستوطنات والقواعد العسكرية بالإضافة إلى التصنيفات السياسية للمناطق الفلسطينية إلى سيطرة الاحتلال على معظم هذه المحميات واقتصار السيطرة الفلسطينية على 13 محمية طبيعية، أي 11.3% من إجمالي مساحات المحميات في فلسطين.

تقسم المحمية إلى جزئيين هما الجزء الغربي (دير بلوط) والجزء الشرقي (كفر الديك)، حيث أن المنطقة الغربية تشكل منطقة جافة قليلة الغطاء النباتي، أما المنطقة الشرقية فهي كثيفة الغطاء النباتي كأشجار البطم والبلوط.

تم عمل مسح ميداني للمحمية من قبل خبراء في علم التصنيفات النباتات، وتم تسجيل وجود 195 نوعا من النباتات تعود إلى 53 عائلة نباتية منها أشجار الزيتون والخروب والزعرور والقيقب، كما تضمنت القائمة 17 نوعا من النباتات النادرة كالسحلب البري خاصة في الجزء الشرقي من المحمية التابع لكفر الديك ودير غسانة، كما تم رصد أنواع كثيرة من الفقاريات (ثديات، وطيور، وزواحف وبرمئيات)، واللافقاريات (حشرات، وعناكب وحلزونيات)، ورصدت الجولات الميدانية للخبراء 9 أنواع من الثديات بالإضافة إلى تسجيل وجود أنواع أخرى بناء على مشاهدات السكان المحليين.

إضافة إلى ذلك، تم توثيق وجود عدد كبير من الخفافيش أهمها خفاش الفاكهة، وأعداد كبيرة من تجمعات الوبر الصخري في المحمية، وأعداد قليلة من الغزلان في الجزء الغربي فقط من المحمية، أما الخنازير البرية فقد تم رصدها بأعداد كبيرة في المنطقة الشرقية من المحمية.

وخلال فترة الربيع والصيف سجل الخبراء أكثر من 88 نوعا من الطيور منها المهاجرة كالبجع والمقيمة كعصفور الشمس الفلسطيني، تم ايجاد نوع واحد من البرمئيات في محمية وادي الزرقا العلوي وأكثر من 15 نوع من الزواحف منها أفعى فلسطين السامة، والحنش (العربيد)، وسلحفاة المتوسط وأنواع عديدة من السحالي، و19 نوعا من الحلزونات الأرضية منها بعض الأنواع (A,B) التي وجدت في المحمية ولم يتم إيجادها في مناطق أخرى من الضفة الغربية.

وبسبب التنوع الكبير في النباتات تم رصد عدد كبير من الحشرات تجاوزت 200 نوع، تم تصنيف بعضها، 31 من الفراش، 15 نوعا من الجنادب والعديد من الخنافس وأعضاء من عائلة الذبابيات والنحل والدبابير ونوعين من العقارب الكاذبة، وهي أنواع لم تدرس من قبل في الضفة الغربية، وعنكبوت الجمل والعديد من أصناف العناكب.

 كما قام طاقم البحث العلمي في متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي برصد العديد من المخاطر المحدقة بالمحمية والتي تهدد انخفاض التنوع الحيوي والتأثير على الإنسان.

وبين الطاقم أن أراضي المحمية تتعرض إلى الرعي الجائر غير المنظم وهذا الرعي يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي وعدم السماح للنباتات بإكمال دورة حياتها، الأمر الذي يؤثر على التنوع الحيواني في المحمية وزيادة انجراف التربة، كما تتم في المنطقة أعمال صيد غير شرعية لعدة أنواع من الحيوانات مثل الغزلان والطيور والنيص والوبر الصخري، بهدف التغذي على لحومها مما يساهم في الإخلال بالتوازن البيئي وسيادة بعض الأنواع على حساب اختفاء أنواع أخرى مثل ازدياد أعداد الخنازير البرية، ووجود عدد من الأنواع الداخلية في المحمية مثل طائر المنيا وحفار ساق التين.

إضافة إلى ذلك، يسهم النمو السكاني المتزايد وشق الطرق  في المحمية بهدف التوسع العمراني على حساب المحمية إلى التأثير سلبا على البيئة وعلى التنوع الحيوي الموجود فيها بالإضافة إلى زيادة كمية النفايات في المحمية، وتم ملاحظة انتشار النفايات على اطراف المحمية وفي المناطق التي يسهل وصول السكان إليها وتسرب المياه العادمة القادمة من محافظة سلفيت والمستوطنات المجاورة، الأمر الذي يؤثر سلبا على صحة الإنسان والتنوع الحيوي وبيئة المحمية.

وأوضح الطاقم، أنه خلال عدة جولات للمحمية تم ملاحظة وجود حرائق عشوائية في المحمية إما للتخلص من الأشجار القريبة من أشجار الزيتون أو للتخلص من الأعشاب الميتة ومخلفات عمليات التقليم للأشجار بالإضافة عمليات حرق النفايات، حيث تؤثر هذه الحرائق على البيئة وصحة الإنسان والحيوان والنبات والإخلال في التوازن البيئي والتغير المناخي، ويقوم الاحتلال الإسرائيلي بأسوء التعديات والمخالفات بحق البيئة الفلسطينية بحجج واهية، فمثلا يعمل جدار الضم والتوسع على الحد من انتقال الثديات وانحصارها خلف هذا الجدار من الجانب الإسرائيلي بالإضافة إلى عمليات صيدها من الجانب الفلسطيني، كما أن التأثيرات الناتجة من مخلفات المستعمرة الصناعية بركان تؤثر على كل الكائنات الحية بما فيها الإنسان، وقد تم عمل دراسة في جامعة بيت لحم لإثبات ذلك.

وفي الحفل الختامي لمشروع دراسة التنوع الحيوي في محمية وادي الزرقاء العلوي الذي أقيم في محافظة سلفيت، أكدت  رئيس سلطة جودة البيئة عدالة الاتيرة على أن دراسات التنوع الحيوي بما فيه دراسة محمية وادي الزرقاء العلوي تعد وسيلة من وسائل توثيق تاريخنا الطبيعي لنحافظ عليه من التهويد الذي يتعرض عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأشارت إلى أنه تم تسليط الضوء على المحميات الطبيعية من خلال الدراسات العلمية والمسارات البيئية التي تشكل درسا علميا لكافة الفئات العمرية في المحميات وإثراء مفاهيم التنوع الحيوي.

ومن جهتها أكدت ممثل مرفق البيئة العالمي نادية الخضري، على أهمية توثيق مناطق التنوع الحيوي في الأراضي الفلسطينية، وذلك بالتعاون مع سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة وكافة الخبراء في مجال التنوع الحيوي، لما في ذلك من أهمية لتعزيز العمل البيئي في المحميات الطبيعية.

-

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024