نابلس العصيّة على الاحتلال
بدوية السامري
في عملية عسكرية كبيرة شهدتها مدينة نابلس مساء أمس، واجه شبان المدينة الجيبات الاحتلالية التي حاصرت إحدى البنايات في منطقة الجبل الشمالي لساعات عدة.
وعندما قرر جنود الاحتلال الانسحاب بعد اعتقال عدد من الشبان، حاصر عدد كبير من المواطنين الجيبات دفاعا عن مدينتهم.
لم تستطع القوة الاحتلالية الكبيرة التي دخلت المدينة الانسحاب إلا بوابل من الرصاص تجاه المواطنين الفلسطينيين، ما أدى الى استشهاد الشاب خالد التايه، وإصابة العشرات، وصفت بعض منها بالخطيرة، وهي تتلقى العلاج في مستشفيات المدينة.
وعلق الكثيرون على فيديوهات وصور نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ"هكذا عهدنا نابلس جبل النار، نابلس عصيّة دائما".
في العام 1967 استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدينة، دخلتها بدبابات وجيبات احتلالية، بعد معركة استمرت 3 ساعات في الجهة الغربية من المدينة، سميت بمعركة "وادي التفاح"، دافع فيها الجنود الأردنيون عن المدينة ببسالة حتى استشهاد بعضهم.
وبقي الاحتلال مستوطنا المدينة حتى انسحابه منها في كانون الأول من العام 1995 بحيث أصبحت نابلس إحدى المدن الفلسطينية المحررة، وشهدت حينها احتفالات وزغاريد وصيحات الفرح.
نابلس مقامة حاليا على مساحة 28.6 كيلو متر مربع من الأراضي، بواقع 5.352 شخصا في كل كيلو متر مربع، وتمتاز بموقعها الجغرافي بين جبلين: عيبال الشمالي، وجرزيم الجنوبي، وبحكم ذلك فإن مداخل المدينة محدودة، وجغرافيتها هذه شكلت مصاعب لقوات الاحتلال في اقتحاماتها للمدينة.
وطالما اعتبرت نابلس أكثر المدن الفلسطينية تعرضا للحصار والضربات العسكرية من قبل جيش الاحتلال، فقد عانت المدينة الكثير خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.
ولكن المدينة التي عانت الكثير من الاجتياحات كانت دائما عصية ومقاومة، وأهلها يقفون مع بعضهم ضد الغازي.
ففي الاجتياح الكبير للمدينة عام 2002، وعرف أيضاً بمعركة البلدة القديمة التي دارت في البلدة القديمة بين المقاومين من الفصائل الفلسطينية من جهة وقوات الاحتلال من جهة أخرى، وهي جزء من عملية "الدرع الواقي"، سجلت المدينة الكثير من قصص الصمود والتلاحم الإنساني.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الاجتياح عشرات المنازل بشكل كامل وجزئي، وبلغ عدد الشهداء خلال ذلك الاجتياح الذي استمر 22، عشرات الشهداء.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بيوت ومختلف مباني البلدة القديمة بصواريخ طائراتها الحربية "أف 16" والأباتشي، واستخدمت الجرافات الضخمة في هدم المنازل للدخول إلى الأحواش، وكذلك استخدمت المتفجرات لنسف المنازل أو اقتحامها إما بتفجير الأبواب أو باختراق الجدران للانتقال من منزل إلى آخر.
وقد تكررت عمليات دخول الجرافات، وهدم المنازل، واستخدام المتفجرات واختراق الجدران في عشرات الاجتياحات اللاحقة للمدينة، وأبرزها اجتياح أيار 2003 المعروف "المياه الراكدة"، وحزيران 2004، حيث كان يسقط الشهداء الواحد تلو الآخر، إضافة الى الأعداد الكبيرة من المصابين بجروح متفاوتة.
وكانت نجحت قوات الاحتلال خلال العام 2004 باغتيال عدد من قادة كتائب شهداء الأقصى، وسرايا القدس، وكتائب القسام، ليتوحد الدم الفلسطيني في وجه الاحتلال وجرائمه بحق شعبنا.
كما عانت المدينة من اجتياح آخر عام 2007 سمي "حملة الشتاء الحار" وكانت قوات كبيرة من قوات الاحتلال اجتاحت مدينة نابلس، وعمدت إلى حصار البلدة القديمة من جميع الجهات.
ويقتحم جنود الاحتلال المدينة بشكل شبه يومي، ويداهم المنازل ويفتشها، ويعتقل الشبان، إضافة الى اقتحامات المستوطنين بأعداد كبيرة لمقام يوسف بحراسة من جنود الاحتلال بشكل شبه أسبوعي، حيث تدور خلالها وفي كل مرة مواجهات كبيرة يصاب بها المواطنون الفلسطينيون.
ــ