"الأكل الزاكي"طوق نجاة
لنا حجازي
تعتقد عطاف عجاج أنها سيدة محظوظة، لامتلاكها مهارات طوعتها لإنجاح مشروعها "أكلي زاكي"، الذي لجأت له بعد خسارة زوجها عمله ودخول بناتها الجامعة، وتحملها المسؤولية عن المنزل.
عجاج معلمة في مدرسة البيرة الأساسية والتي تقطن في ذات المدينة، لاقت تشجيع عائلتها وأصدقائها لتوسيع دائرة زبائن طعامها الشهي، ونجحت في جذب انتباه الكثيرين لمنتجاتها التي تتنوع بين المعجنات والمخللات ومشتقات الألبان.
غامرت بادئ الأمر بإنتاج كميات كبيرة من المكدوس، وخشيت أن لا تتمكن من بيعها، لكن نفدت كلها بسبب سحرها مذاقها الذي لا يقاوم كما يقول الزبائن.
تعتز عجاج بأنها تزرع الكثير من مواردها في حديقتها، فمثلاً تلتقط أوراق العنب عن الدالية التي تنبت في ساحة المنزل، ونجحت في عصر صفيحتيّ زيت زيتون من الشجر التي قامت هي بجني ثماره، وتقوم بتصنيع الزعتر بنفسها.
حب عطاف للزراعة لم يقتصر على ما يمكن اكله من المزروعات، بل يمتد لأشجار الزينة التي قامت بتشتيلها بعد ان كانت الساحة المقابلة لمنزلها هي مجرد موقف للسيارات.
البيئة بشكل عام تأخذ الكثير من اهتمام هذه السيدة، إذ تهتم بإعادة تدوير مستوعبات الطعام المستعملة، وتقوم بتنظيفها لتعبئة المخللات التي تبيعها، بالإضافة إلى استخدام عجلات السيارات القديمة كأحواض زراعة للأعشاب، مثل المردقوش، والزعتر والنعناع، وتقوم بعمل سماد طبيعي من بقايا المواد الطبيعية التي تستخدمها لمشروعها.
تشجع عطاف عجاج النساء على عدم الوقوف مكتوفات الأيدي أمام المعضلات التي تواجههن، "يجب أن يعتمدن على أنفسهن ويعلمن في مجالات من شأنها تغيير ظروف معيشتهن للأفضل. الحياة قاسية جداً لا ينفع أمامها الاستسلام والتنازل".