ثناء هرشة.. "ظمأ الغياب"
طولكرم- هدى حبايب- "ظمأ على شفة الغياب"، ديوان شعر للشاعرة الواعدة، ثناء هرشة، ابنة بلدة قفين شمال طولكرم، قالت فيه:
هنا الحب الذي قد صار زرعا، هنا وطني المكبل بالسلاسل
هنا الموت الذي كم ضاق ذرعا، لتنبت دمعة كل السنابل
من قاعة محافظة طولكرم، أعلن عن إطلاق هذا الديوان الذي يضم 21 عنوانا لقصائد عمودية ضمت شعرا وطنيا وعاطفيا، بصورة ملونة تزين بها الغلاف مثّلت ظهر يد هي فلسطين تحمل القدس التي تأبى السقوط، وتحمل في أصابعها مفاتيح العودة، تمثل اللاجئين المغتربين عن أوطانهم، بريشة الفنان الكرمي محمود أبو دغش.
"أسميته بهذا الاسم، لأن الغياب محور الديوان، سواء كان الغائب لاجئا عن وطنه، أو عاشقا حال الغياب بينه وبين معشوقه"، قالت هرشة.
هرشة، طالبة تدرس في جامعة النجاح الوطنية بتخصص اللغة الغربية وآدابها في السنة الثالثة، انطلقت بموهبتها من الصف السادس، أطلقت كتيّبا بعنوان "نوافذ" وهي في الصف السابع، ضم مجموعة نثرية واقتباسات، وعندما وصلت الصف التاسع أطلقت كتيب " ليت الفرح عنواني" الذي تضمن كتابات نثرية.
اختارت دراسة اللغة العربية لتنمية موهبة الشعر والتوسع في عالم الشعر والثقافة والأدب، ليكون في جعبتها حصيلة أكبر من المفردات.
حصلت على لقب "بست تالنت" وهو برنامج للمواهب في فلسطين، كأفضل موهبة في فلسطين عام 2014، وشاركت في عدد من المسابقات الشعرية والخطابة على مستوى طولكرم والوطن، وحصلت على المراتب الأولى، كما كانت لها مشاركات خارج الوطن في أمسيات شعرية في الأردن ولبنان... وتطمح مستقبلا لإصدار ديوان شعر أكثر تميزا.
ووصف محافظ طولكرم عصام أبو بكر، الشاعرة هرشة، بأنها امتداد طبيعي للبيئة الثقافية في طولكرم والوطن، وقال: كلنا تفاؤل أن تكون ثناء هرشة أحد رموزنا الثقافية والشعرية في المستقبل.
واعتبر وزير الثقافة ايهاب بسيسو، هذا الإنتاج الشعري يمثل إضاءة جديدة في سماء إبداع الشباب من خلال ما تقدمه هرشة في كتابها الجديد.
وقال: إن إطلاق هذا الإبداع ليس بالحدث العابر بقدر ما هو يثبت صمودنا على أرضنا انطلاقا من إيماننا أن الثقافة أداة من أدوات النضال والمقاومة.
وكتبت هرشة، تحت عنوان "آخر نورس" سألته لما تفاقم همه، أبقيت وحدك ها هنا تشكو الأسى؟.. كل النوارس غادرت شطآنها، وبقيت أنت على المدائن حارسا...
وتحت عنوان "قد كنت وهما"، لا أنت ولا الدموع نصابي، قد كنت وهمي في الهوى وسرابي.. أحرقت بعدك ذكرياتي والأسى، لا ترج صفحا عز في محرابي....
وقال الشاعر والناقد الفلسطيني محمد دلة، عن هرشة، بأنها شاعرة من المستقبل، فهي تكتب قصائدها من شرفة القرن الواحد والعشرين، وكشاعرة شابة تدخل مملكة الشعر مكتملة الأدوات، وتمتلك حصيلة من المعرفة باللغة العربية تحرضها على قطف أغنياتها من شجرة القلب، وتنويتها في شغاف الورق.
قال بسيسو اليوم تقدم طولكرم لوحة من لوحات الثقافة الفلسطينية والكل الفلسطيني من خلال الاهتمام بالشعراء والذاكرة معا نحو المستقبل.
وزارة الثقافة كما صرح بسيسو، تضع نصب عينها الاهتمام بالمبدعين والمبدعات من جيل الشباب، مع التأكيد على ضرورة أن تكون الثقافة أداة من أدوات النضال الفلسطيني من خلال تثبيت عوامل الصمود.
واكتمل المشهد الثقافي في طولكرم، بإطلاق اسم الشاعر الشهيد علي فودة، على شارع جامعة خضوري غرب المدينة، وهو من مواليد قرية قنير في حيفا، هجر إلى مخيم نور شمس في طولكرم، كرس صورة شعرية مقاومة، وسقط شهيدا باجتياح بيروت عام 1982، حملت أشعاره الكثير من المعاني الفلسطينية غناها الفنان اللبناني مرسيل خليفة، أشهرها :إني اخترتك يا وطني حباً وطواعية..
فيما أطلق اسم الشاعرة سنديانة فلسطين فدوى طوقان على شارع نابلس شرق طولكرم، والتي انطلقت من نابلس لتمثل أيقونة من أيقونات الفعل الثقافي الفلسطيني والعربي.
وأضاف بسيسو، طولكرم اليوم لها دلالة خاصة، لأجل الثقافة ومن أجل فلسطين، طولكرم أبي سلمى وعبد الكريم محمود.. طولكرم الأسماء الكبيرة في سماء هذا الوطن.