44 عاما من النضال الدبلوماسي بأروقة الأمم المتحدة
رام الله- أسيل الاخرس- قال مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نبيل شعث، إن خطاب الرئيس أمام مجلس الأمن غدا، يمثل امتدادا لـ44 عاما من النضال الدبلوماسي و"الانتصار للسلام" بأروقة الأمم المتحدة، حيث تمكنا من هناك، من تحويل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين الى قضية سياسية.. قضية شعب وأرض.
وأضاف مستشار الرئيس، أن تاريخ منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، بدأ مع الدعوة التي تلقاها رئيس منظمة التحرير التي تضمنت اعتراف ضمني بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن خلال كلمة رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات عام 1974 الذي القى فيها خطابه التاريخي حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على حدود 67 وعودة اللاجئين.
"إن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وإن القضية الفلسطينية هي قضية العرب، ولذا تدعو الجمعية العامة رئيس منظمة التحرير لحضور جلسة الجمعية العامة". هذا كان جزء من نص الدعوة الأولى لجلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تلقتها منظمة التحرير عام 1974.
ويقول شعث "في الأمم المتحدة تمكنا من تحويل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين الى قضية سياسية.. قضية شعب وأرض، وفتح الباب امام اشتراكنا في المنظمات الدولية والاعتراف بمنظمة التحرير وبفلسطين".
وعن كلمة القائد ياسر عرفات الأولى امام الجمعية العامة التي تضمنت العبارة التاريخية، لقد جئتكم وأنا أحمل بندقية الثائر بيد، وغصن الزيتون الأخضر بيد، فلا تسقطوا الغصنَ الأخضر من يدي، لا تسقطوا الغصن الأخضرَ من يدي، لا تسقطوا الغصنَ الأخضرَ من يدي، قال "لحظات تاريخية عاشتها القيادة ومنظمة التحرير خلال التجهيز للكلمة التاريخية، وانه قاد العمل وخط الخطاب الخاص حيث كان هناك لجنة لكتابة الخطاب بالإضافة الى الشاعر الفلسطيني محمود درويش ولجنة أشرفت على صياغة الكلمة".
وأشار الى ان الكلمة امام الجمعية لاقت صدى فلسطينيا وعربيا وعالميا، خاصة وانها كانت بعد حرب 1973 والموقف العربي الداعم والايجابي خاصة بعد الهزيمة العربية عام 1967، موضحا أنه في وقت لاحق من العام نفسه اقرت الجمعية العامة عضوية منظمة التحرير وحق الشعب الفلسطيني.
وتابع، خلال سنوات نضالنا الوطني حققنا عدة إنجازات لترجمة القرار الصادر عام 1974 الى قرارات اكثر تفصيلا، وإضافة تدريجية للقرار.
وأوضح انه بعد حرب الخليج وانهيار الاتحاد السوفيتي وبروز أميركا كقوة عظمي واهتمامها بان تكون وسيطا في عملية السلام، بإطلاق عملية السلام وتوقيع اتفاقية أوسلو في واشنطن عام 1993 ، وبناء علي ذلك كان للأمم المتحدة دور مختلف في متابعة والنظر في المخالفات والانتهاكات الإسرائيلية، مشيرا الى ان القيادة عملت على استصدار قرارات لإدانة ووقف الاستيطان والعدوان الإسرائيلي، بالإضافة الى المعارك التي خاضتها في المحكمة الدولية لمنع بناء الجدار.
وعن الحراك والجهد الدبلوماسي، قال: انضممنا الى المحكمة الجنائية الدولية التي تنظر في الاستيطان والأسرى والعنف الإسرائيلي والعدوان على غزة، ومن الممكن ان تقرر عقوبات على القادة الإسرائيليين، علينا ان ننقل الجهود الدبلوماسية خطوة للأمام بشكل دائم ومستمر. مؤكدا على ان وجود اميركا كقوة رئيسية منعت الأمم المتحدة من تنفيذ القرار رقم 2234 الخاص بانه لا يجوز بناء المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، كما ورفضت اميركا تنفيذ أي عقوبات بحق إسرائيل.
وأوضح ان إعلان ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرار نقل السفارة الأميركية اليها، وإيقاف تمويل "الاونروا" جعل من الضروري رفض الاعتماد على الولايات المتحدة كوسيط للسلام، وإيجاد اطار دولي لعملية السلام يرتكز على الشرعية الدولية، لأن الولايات المتحدة لم تعد الحاكم الوحيد للعالم في ظل القوى المتصاعدة التي تمكن فلسطين من العودة للأمم المتحدة لاستصدار قرارات على أسس الشرعية الدولية.
وعن كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المرتقبة غدا، قال شعث: سيطالب الرئيس مجلس الأمن بدور رئيس في تشكيل اطار دولي للوصول لحل عادل على أساس الشرعية الدولية وحق اللاجئين، وان السلام والعدالة تأتي من خلال اطار دولي، وان سيادته سيتطرق للمخالفات والانتهاكات إسرائيلية، وان أميركا لم تعد وسيطا، وسيشير الى ضرورة الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ورفع تمثيل فلسطين الى دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.