مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

11 يناير 2009 – عائلة حمودة - لدي حفيد عمره ستة أشهر الآن ولكني حتى اللحظة لم أحمله بين ذراعي

طلعت وانتصار حمودة "لم يعد بمقدوري أن أحضن أي طفل آخر. أشعر وكأن هذا المكان ملك لفارس وحده."
في ساعة مبكرة من صباح يوم الحادي عشر من يناير 2009، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل انتصار حمودة (41 عاماً) في منطقة تل الهوا في مدينة غزة.  أسفر إطلاق النار من قبل الدبابات الإسرائيلية عن مقتل فارس وهو ابن انتصار الذي كان في الثانية من عمره في ذلك الوقت، وابن زوجها محمد الذي اعتنت به انتصار مع زوجها طلعت (54 عاماً) وهو والد محمد.  قتل فارس على الفور بينما كان بين ذراعي انتصار، فيما ظل محمد ينزف حتى توفي، حيث لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى المنزل في ذلك الوقت.
تقول انتصار: "مر فارس ومحمد بظروف متشابهة كثيرة.  بعد أن ولدت فارس، لم أكن قادرة على إرضاعه وكنا نرضعه الحليب الصناعي، وفقد محمد أمه عندما كان عمره عشرة أشهر وكان علينا أن نرضعه الحليب الصناعي.  ونتيجة لذلك، عانى كل منهما من نفس الأعراض المرضية بسبب الحليب الصناعي."  كان محمد وأخوه فارس قريبين من بعضهما البعض في الوقت القصير الذي قضياه معاً.  وتضيف انتصار قائلة: "كان فارس يرفض الذهاب إلى النوم إلى أن يأتي محمد من مدرسته.  في اليوم الذي حدث فيه الهجوم، كان فارس مريضا ولكنه رفض أن أعطيه الدواء وأراد أن يعطيه إياه محمد."
بعد هذا الاعتداء، كانت انتصار ضعيفة للغاية: "لم أتمكن من المشي على قدمي لمدة ستة أشهر بعد الحادث بسبب الجروح التي أصبت بها في ساقيّ وفي حوضي.  كانت بنات زوجي وأخواتي يساعدنني."  خضعت انتصار منذ تاريخ الحادث لثلاث عمليات لإزالة الشظايا من بطنها وكذلك لجراحة تجميلية.
لم يكن فارس مقرباً من محمد فقط ولكن كانت تربطه علاقة وطيدة أيضا برانيا حفيدة طلعت التي كانت في الثانية من عمرها في وقت الهجوم، وكاريمان ابنة طلعت التي كانت في الثالثة عشرة من العمر، وكانت الطفلتان قد تعرضتا للصدمة بسبب الحادث.  تقول انتصار: "أصبحت كاريمان عدوانية للغاية في المدرسة، وعليه قرر طلعت أن يوقفها عن الدراسة بعد توصيات من المدرسين.  بعد مرور ثلاثة أشهر على الحادث، عدت إلى المنزل مع رانيا لنأخذ ألعابها وبعض الأشياء الأخرى.  عندما وصلنا إلى المنزل، أخذت رانيا ترجوني عدم الدخول إلى المنزل وألا آخذ أي شيء.  قبل عشرة أيام، كنت في السوق مع رانيا وشاهدنا جنازة تمر في المكان لشخص قتل في هجوم إسرائيلي مؤخراً.  عندما رأت رانيا الجنازة يبدو بأنها تذكرت ما حل بفارس ومحمد وأخذت في الصراخ والبكاء.  عندما أخبرت رانيا بأن الشخص الذي قتل والذي كان يشيع في الجنازة هو شهيد وسوف يذهب إلى الجنة، ردت علي قائلة "مثل محمد وفارس"."
تأثرت انتصار وزوجها طلعت عاطفياً بسبب فقدان ابنيهما إذ يقول طلعت: "لم يعد بمقدوري أن أحضن أي طفل آخر.  لدي حفيد عمره ستة أشهر الآن ولكني حتى اللحظة لم أحمله بين ذراعي. أشعر وكأن هذا المكان ملك لفارس وحده."  الذكرى السنوية للاعتداء قاسية بشكل خاص على انتصار التي لا تزال تعاني من آلام مزمنة بسبب تلف أعصابها الناتج عن الجروح التي أصيبت فيها في الاعتداء.  "عندما تقترب الذكرى، يعرض التلفاز مقابلات كانت قد أجريت معي بعد الحادث أو يتحدثون في التلفاز عما جرى في الحادث.  من الصعب علي أن أرى أو أسمع قصصاً لنساء أخريات مررن بنفس تجربتي، لذلك لا أفتح التلفاز،" تقول انتصار.
أما بالنسبة للمستقبل، يعتقد طلعت وزوجته انتصار بأنه لم يتبقَ لديهما شيء يخسرانه، حيث تقول انتصار: "لقد فقدنا أعز شيء لدينا، ولم يتبق لدينا ما نخسره.  لم أعد أخاف من القصف حتى."  مع ذلك، تتشبث انتصار ببعض الأمل بأن ترزق بطفل آخر بعد مقتل فارس الذي حملت به بعد 21 عاماً من الزواج: "لقد خضعت لعملية زراعة طفل أنابيب ولكن الأمر لم ينجح.  آمل أن أتمكن من إجراء العملية مرة أخرى."  أما طلعت فيأمل أن تتمكن الفصائل الفلسطينية من تحقيق المصالحة.  ولا تشعر انتصار بالرضا حيال فرص الشكوى التي تقدمت بها العائلة إلى المحاكم الإسرائيلية: "لقد ارتكب الإسرائيليون جرائم حرب ضدنا وهم يواصلون تدمير المنازل على رؤوس المدنيين. لا أتوقع أي عدالة منهم."
تقدم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشكوى جنائية إلى السلطات الإسرائيلية بالنيابة عن عائلة حمودة بتاريخ 21 يوليو 2009، ولكنه لم يتلق أي رد بهذا الشأن حتى الآن.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024