في الذكرى الـ27 لتحرير الكويت..الكويتيون ضربوا أروع الأمثلة بحب الوطن والدفاع عنه
تنشر وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بالتعاون مع اتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا"، تقريرا، أعدته وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، هذا نصه:
مع حلول الذكرى الـ 27 لتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي غدا الاثنين يستذكر العالم البطولات التي سطرها ابناء الكويت خلال تلك المحنة التي استمرت سبعة أشهر والتضحيات التي بذلوها دفاعا عن وطنهم وحفاظا على سيادته وحريته واستقلاله.
ولم تقتصر مقاومة العدوان العراقي والوقوف بوجهه على الابطال الذين ضحوا بارواحهم في المقاومة الداخلية بل كان لابناء الكويت ممن كانوا في الخارج خلال ذلك العدوان دور كبير في الدفاع عن الكويت بمختلف الوسائل.
فهنالك مواطنون انضموا الى قوات (درع الجزيرة) في حين التحق بعضهم بصفوف قوات التحالف الدولي ومن هؤلاء مدير إدارة نظم وتكنولوجيا المعلومات في وزارة الدفاع حامد التوحيد الذي كان مبتعثا في دورة تدريبية بالولايات المتحدة بالتعاون مع سلاح البحرية الامريكية.
وقال التوحيد انه في عام 1988 وضع سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - وكان آنذاك وزيرا للدفاع - خطة ليتدرب حديثو التخرج من الشباب الكويتي في مجال نظم وتكنولوجيا المعلومات من المدنيين العاملين بوزارة الدفاع على الأنظمة الآلية التي كانت الوزارة تقوم بتصميمها بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.
وأضاف انه في سبيل تحقيق هذه الخطة تم ابتعاثهم للمشاركة في دورة تدريبية بالولايات المتحدة بالتعاون مع سلاح البحرية الأمريكية مضيفا ان الدورة انتهت في نهاية يوليو وكان مقررا مغادرتنا عائدين لدولة الكويت في اوائل اغسطس عام 1990 إلا أن قيام القوات الغازية بغزو الكويت حال دون عودتنا.
وأوضح انه بعد قيام سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح (طيب الله ثراه) بزيارة للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب ابان فترة الاحتلال تم الإعلان عن تشكيل قوات دولية لتحرير دولة الكويت تتألف من عدة دول.
واضاف انه كان لسفير الكويت في واشنطن آنذاك الشيخ سعود الناصر الصباح (رحمه الله) دور في تشكيل قوة عسكرية مساندة من المواطنين الكويتيين الموجودين في الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية من خلال انخراطهم في الوحدات العسكرية الأمريكية المختلفة.
وعن كيفية التحضير لهذه المهمة من الناحيتين المهنية والنفسية قال التوحيد انه بعد الاتفاق على تشكيل قوة دعم لوجستي من المواطنين الكويتيين تم فتح باب التطوع في سفارة الكويت بواشنطن مضيفا ان المئات من الطلبة والمواطنين الموجودين في الولايات المتحدة تدفقوا للسفارة من أجل تسجيل أسمائهم للانضمام إلى قوة الدعم التي ستشارك في حرب (عاصفة الصحراء).
واضاف ان عدد أول دفعة قامت بتسجيل أسمائها وصل الى 300 متطوع تقريبا حيث تم نقلنا إلى قاعدة فورت ديكس العسكرية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية لتلقي التدريبات العسكرية لمدة ثلاثة أسابيع على تقنيات حمل السلاح والمهارات العسكرية واستخدام أجهزة التنصت وبعض الأجهزة العسكرية الأخرى ومهارات الترجمة العسكرية.
وافاد بانه في نهاية الدورة كان الجميع قد تلقى التدريبات اللازمة ومنها التدريب على الإجراءات الأمنية الصارمة في التعامل مع أي هجوم كيماوي قد تتعرض له قوات التحالف والتدريب كذلك على كيفية التعامل مع حركة الاتصالات التي كانت تقوم بها القوات الغازية من داخل الأراضي الكويتية المحتلة وخارجها.
وذكر انه بعد انتهاء فترة التدريب تم نقلنا الى احدى القواعد العسكرية في السعودية قبل إعلان الحرب الجوية بساعة واحدة فقط أي في ال 17 من شهر يناير عام 1991 ليتم توزيع المتطوعين على مختلف الوحدات العسكرية الأمريكية والبريطانية.
واضاف ان كل مجموعة غادرت مع الوحدة التابعة لها و"كنت رئيسا لمجموعة المتطوعين للفيلق الأول التابع لاستخبارات قوات المدفعية الأمريكية المشاركة في حرب تحرير دولة الكويت والتي ضمت كذلك مجموعتين أخريين من المتطوعين الكويتيين".
وعن أبرز المواقف التي واجهها اوضح ان منها صرخة الممتطوعين أثناء وجودنا في القاعدة العسكرية بولاية نيوجيرسي وفرحتهم العارمة بموافقة الكونغرس الأمريكي على طلب الرئيس بوش لخوض حرب تحرير الكويت مبينا ان ذلك كات بمثابة الإعلان عن ساعة الفرج والنصر حيث كان الجميع واثقين بأن تحرير الكويت قادم لا محالة لثقة الجميع بالله تعالى وبانه قادر على نصرة المظلوم.
وعلى الصعيد ذاته قال محمد شهاب الذي كان أحد أصغر المنتسبين لقوات درع الجزيرة خلال فترة احتلال البلاد في لقاء مماثل انه كان في بريطانيا منذ يونيو سنة 1990 لدراسة اللغة الإنجليزية حتى يوم الثاني من أغسطس "عندما بلغنا خبر الاحتلال العراقي للكويت فأصبت بصدمة الخبر وبحالة من عدم التصديق إذا كان الأمر حقيقة أم مجرد إشاعة ومحض خيال ".
وأوضح " تمكنت من الاتصال بأهلي في الكويت في نفس يوم الاحتلال وعلمت ان الامر بات حقيقة والكويت تحت براثن العدوان العراقي وانقطعت الاتصالات بيني وبينهم عشرة أيام تقريبا حتى اتصلوا بي وأبلغوني انهم في البحرين الشقيقة حينها حزمت امتعتي وغادرت بريطانيا الى هناك".
وذكر شهاب انه انتسب في فترة الغزو لاحدى مدارس التعليم الثانوي في البحرين "حتى علمت بنزول إعلان من الجيش البحريني يطلب فيه متطوعين وقررت على الفور ان انتسب " مشيرا الى انه واجه معارضة من قيادات الجيش آنذاك كونه صغيرا في السن لم يتجاوز ال 17 من عمره إلا أن إصراره على الالتحاق ونيل شرف الدفاع عن الوطن حقق له الموافقة على الانضمام.
وأضاف انه في بداية الانضمام للجيش البحريني " تم الحاقنا بدورة تدريبية لمدة شهر غادرنا بعدها الى حفر الباطن حيث احدى القواعد الامريكية".
وذكر انه بعد بضعة أيام طلب الجيش الأمريكي عددا من المنضمين الجدد ممن يجيدون اللغة الإنجليزية للعمل معهم كمترجمين و"كنت ممن وقع عليهم الاختيار وبعدها انطلقنا الى قاعدة في منطقة (رفحاء) في الشمال السعودي وتدربنا لمدة ثلاثة أسابيع على يد الجيش الأمريكي".
وقال انه بعد تدريبات (رفحاء) قرر الجيش الأمريكي الدخول الى البصرة وكانت آنذاك في حالة حرب حيث مكثنا فيها فترة طويلة حتى تحرير الكويت مشيرا الى انه بعد التحرير ساعدنا كمترجمين في اجراء تحقيقات مع الاسرى الكويتيين المحتجزين داخل المعتقلات العراقية.
وأوضح انه بعد شهر من العمل مع الجيش الأمريكي في العراق " دخلت الكويت بتاريخ 22 مارس 1991"، مضيفا انه يعتبر هذه التجربة من أكبر المغامرات في حياته لصغر سنه آنذاك "الا انني اكتسبت الكثير من الخبرات ويكفيني فخرا رفع اسم بلدي الكويت".