فضائيات "الرويبضة"
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
ثمة فضائيات عربية، معظمها من قطاع الاعلام "الخاص" التجاري في سعيه على نحو صريح، فلا تدرك الكلمة الجامعة، ولا تحمل أي هم من هموم المعرفة والثقافة، ولا أي هم من هموم الأمة وقضاياها وضرورات عافيتها، ولا تسعى لغير الربح حتى لو كان من المال السياسي الحرام، بعض هذه الفضائيات التي انتشرت في السنوات الأخيرة، في الأثير العربي كما تنتشر الأورام الخبيثة في جسد منهك، لا تعرف غير خطابات الفرقة والتمزيق والتهريج والفهلوة والتسطيح، لتخليق ما يمكن تسميته بوعي اليأس والهزيمة، خدمة لمشاريع الاستحواذ والهيمنة الاستعمارية...!! وفي هذا السياق لا تبحث هذه الفضائيات بغير حاويات القمامة عن أشخاص تساقطوا من اطاراتهم الوطنية والأخلاقية، لتقدمهم كقادة وأصحاب موقف ورأي ورؤيا، وأنهم من أهل مكة الأدرى بشعابها (..!!) وهم في الحقيقة من سقط المتاع، ومن خوارج هذه الأمة ومن أدوات اعدائها..!!
لا يستحق من نتحدث عنهم ان نسميهم، اذ لا نريد تسميم ذائقتنا البصرية والسمعية، ولا تشويه نصوصنا بتدوين ألقابهم، التي تدحرجت منذ زمن بعيد نحو مزبلة التاريخ، غير اننا لن ندع ما يقولون من على شاشة هذه الفضائيات المأجورة، وهم يحاولون تشويه وعينا الوطني وضرب قيمه ومفاهيمه التي تنورت وتعطرت بدم الشهداء البررة، والتطاول على قيادة نضالنا الوطني الحكيمة والشجاعة، لن ندع ما يقولون دون توصيف وتعريف، اذ هو قول الخطيئة والضغينة معا، وقول المؤامرة التي تستهدف اليوم كسر اللا الفلسطينية الكبرى التي أشهرها الرئيس الزعيم أبو مازن، وتمرير صفقة الخديعة الأميركية التي لا تسعى لغير تأبيد الاحتلال الاسرائيلي لبلادنا، بتدمير مشروعنا الوطني، مشروع الحرية والاستقلال.
ولعله ليس عجيبا في هذا الزمن العربي المرتبك، والمطعون بصراع الخوف والقلق وغياب الرؤية القومية الصائبة، ان يتحدث اللصوص والزناة عن العفة والأمانة، والعملاء عن النضال والوطنية..!!! وان يتحدث فيها "الرويبضة" بأمر العامة والرويبضة هو الرجل التافه حسبما أوضح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عن السنوات الخداعات التي ستأتي على الناس، والتي نعيش اليوم على نحو أليم.
انها فضائيات "الرويبضة" إذن، وها هو الرجل التافه يتكلم في هذه الفضائيات بأمر العامة، ولا توصيف بعد هذا التوصيف البليغ، ولا غاية لفضائيات من هذا النوع غير الفتنة والتخريب، والمال السياسي الحرام لن ينتج غير القول الحرام لكن الذي لا نص له ولا مستقبل، غير مستقبل الخزي والعار والهزيمة.