البحث عن مأوى
الحارث الحصني
سيكون بشكل جبري أن يبحث أغلب سكان خربة ابزيق، في الشمال الشرقي لمدينة طوباس، عن مكان يحتويهم لأربعة أيام متفاوتة، بعد أن أخطرتهم قوات الاحتلال يوم أمس بالطرد؛ بحجة التدريبات العسكرية.
وفي خربة ابزيق، يتخذ الاحتلال سهول المنطقة سنويا ساحة للتدريبات العسكرية لدباباته المشاركة في تلك التدريبات، ويوم أمس، أخطرت ما تسمى "بالإدارة المدنية"، 16 عائلة فلسطينية بإخلاء مساكنهم؛ بحجة التدريبات العسكرية.
وجاءت الإخطارات التي سلمتها بما تسمى بالإدارة المدنية لعدد من العائلات في أربعة أيام متفاوتة من الفترة الواقعة من 7 وحتى 21 الجاري، من الساعة السابعة صباحا، حتى السادسة مساء.
وقال سكان المنطقة هذه أول مرة يخطر الاحتلال فيها هذا العام، وقال محمد نصر الله، أحد المخطرين: "فُتح باب الإخطارات (...)، هذا أول الغيث، ، عدد أفراد عائلتي 9 ضمنهم أنا وزوجتي، وعندي طفلة بعمر 13 عاما.
وتابع نصر الله: "أمتلك تقريبا 400 رأس من الغنم، سأبقيها في حظيرتها تحت نيران القذائف(..)، لا يمكن لقطيع من الدواب بهذا العدد أن يسير لمسافات طويلة".
وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات: "شملت الإخطارات 16 عائلة تضم 75 فردا منهم 39 طفلا، مشيرا إلى أن عدد العائلات في ابزيق 22 عائلة، وتضم 119 فردا.
بدوره، قال نمر حروب أحد المخطَرين: "أين نذهب فيها، الإدارة المدنية ستطردنا من خيامنا طوال النهار، في الصباح لدينا مشاغل كالاعتناء بالأغنام، وبالليل معروف إنه للنوم".
وتتخذ العائلات في تلك المناطق تربية الماشية مصدرا أساسيا للحياة، ويلاحظ على المدى البعيد السهول المفتوحة المزروعة بالمحاصيل البعلية، ويتخوف مواطنون بأن تكون تلك السهول مراحا للدبابات الإسرائيلية، وتلك السهول هي ذاتها التي يشتعل بعضها صيفا بالنيران؛ بفعل قذائف الدبابات الإسرائيلية.
بالعودة إلى هذه الأيام، فإنها واحدة من أكثر أيام السنة التي يعتمد عليها مربو الماشية في إطعام دوابهم، بسبب أن الحشائش تكون قد نمت بشكل وافر.
وتنتشر خيام المواطنين على سفوح الجبال المحاذية لطريق ترابية وعرة في الخربة يصل فرع منها إلى الأغوار الشمالية، وتمكث أغلب العائلات في الخربة الواقعة شمال شرق طوباس، أغلب أِشهر السنة فيها.
وقال بعض سكان المنطقة، نبقى في الخربة تسعة أشهر باستثناء أشهر الصيف الحارة، التي نرحل فيها إلى قرى جنين، وقال المواطن عادل تركمان، الأمر لم يتوقف على الطرد لأيام معدودات كل مرة يجري فيها الاحتلال التدريبات، يريدون الاستيلاء على الأرض".
وأشار المستهدَفون بالإخطار، إلى أن ضابط الإدارة المدنية طلب منهم شفويا التوجه إلى قرية رابا القريبة من خربة ابزيق، وقت التدريبات العسكرية، وقرية رابا هي إحدى قرى محافظة جنين.
وتبدأ الإخطارات في السابع من الشهر الحالي بطرد عائلتين من مساكنهم، وفي الثالث عشر سيطرد الاحتلال جميع العائلات المخطرة وعددها (16)، وفي الرابع عشر، والحادي والعشرين سيطرد الاحتلال عائلتين في كل مرة.
وجرت العادة في مناطق متفرقة من الأغوار أن يخطر الاحتلال سكانها أكثر من مرة سنويا لأغراض التدريبات العسكرية بتسليمهم أوراق الإخطارات.
وقال مواطنون مخطرين لمراسل "وفا": سلمونا الإخطارات باليد ومن ثم صورونا ونحن نمسكها".
ويتخوف المواطنون أن يكرر الاحتلال الفعل ذاته ويخطرهم في أوقات قادمة من العام الحالي.