الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

شادي لم يعد طفلا

 رشا حرزالله

قبل عام ونيف، عندما كان الطفل شادي فرّاح يحاكم على ذنب لم يقترفه في محاكم الاحتلال، سألته أمه فريهان إذا كان هناك شيء ما يرغب به، فأجابها "أريد كيسا من الشيبس، وعلبة شوكولاتة، والسندويشات التي كنت تعدينها لي عندما كنت أذهب إلى المدرسة"، لكن شادي بات اليوم يخجل من ذلك!

واظبت الأم على جلب الشوكولاتة والحلويات أو ما تعرف بـ"الزواكي"، إلى جانب بعض الألعاب ليتسلى بها طفلها ويشغل وقته في عتمة المعتقل، غير أنه لم يعد يقبل أن تحضر له والدته هذه الأشياء، طالبا منها عدم إحضارها بالمطلق؛ قائلا لها: "أنا لم أعد طفلا، وأخجل من باقي الأسرى عندما يرون بحوزتي ألعابا، ثم لا تقولي لي (ماما) لأنها تصلح للأطفال، فأنا كبرت قولي لي يما".

لم تصدم الأم كثيرا بما قاله طفلها الذي كبر عقب عامين من الاعتقال، ففي كل زيارة تلمح فريهان تغييرا جديدا يطرأ على شخصية ابنها، ملامحه تغيرت، ونبرة صوته وأفكاره، وقالت "إنه أصبح أكثر وعيا ومثقفا، ويعرف ما يدور حوله، فالمعتقل فرض عليه أن يكون هكذا، كما أصبح له بنية جسم قوية، له عضلات، يلعب الرياضة، لحيته بدأت تنبت، وصار أطول من والده".

في التاسع والعشرين من كانون الأول عام 2015، اعتقل الاحتلال شادي، الذي لم يكن في حينه قد تجاوز الثالثة عشرة من العمر، زجوا به في السجن وحكموه عامين، وثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن ضد جنود الاحتلال، أثناء عودته من مدرسته في بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، حينها كان شادي يرتجف من الخوف، يريد أن يعود مع أمه لمنزله وسريره وألعابه المكومة داخل غرفته، ولكتبه المدرسية، وكان يسأل عائلته التي كانت تحضر المحكمة آنذاك "رح أروّح معكم اليوم"؟

لم يعد الخوف والرعب من المعتقل يسيطران على شادي الذي صار اليوم في الخامسة عشرة من العمر، وفي كل زيارة يخبر أمه بأنه صار سندا لغيره من الأسرى الأطفال، يسديهم النصح والمشورة، ويساعدهم في حل مشكلاتهم، ويحدثهم عن السجن وكيف يجب أن يتصرفوا، هذا الأمر دفع بإحدى السجانات لاتهامه بتحريض الأسرى على الإدارة، قائلة لأمه: "هذا هو الوجه الحقيقي لابنك.. ابنك محرّض لذا يجب أن نعيد محاكمته، يجب أن يعاقب"!

وقبل أيام أبلغت إدارة أحد مراكز ما يسميه الاحتلال "الإصلاح والتأهيل" المخصص لاعتقال الأطفال المقدسيين ممن هم دون سن الـ14، والموجود في مدينة طمرة القريبة من الجليل المحتل، ان هناك نية لإعادة محاكمة شادي، بعد اتهامه بالتحريض.

ومن المفترض أن يتم إطلاق سراح شادي في شهر تشرين الثاني 2018، حيث حكم بالسجن عامين، لكن العام الذي قضاه قبل الحكم لم يتم احتسابه من قبل سلطات الاحتلال، ليكون بذلك قد قضى ثلاث سنوات، ومع التطورات الأخيرة التي حصلت معه في السجن، فإن عائلته لا تعلم بعد قرار المحكمة الذي ينتظر ابنها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024