الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

نسرين العزة.. قصة صمود

أمل حرب

نسرين أيوب العزة، لاجئة فلسطينية من مواليد السعودية، وصلت إلى الضفة الغربية عام 1995 من خلال تصريح زيارة.. تزوجت من سكان الخليل، لم تسطع الحصول على لم الشمل لمدة 15 عاما.. استشهد زوجها عام 2015، ولا تزال صامدة في أكثر الأماكن اضطهادا بين مستوطنين حاقدين يحتلون منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل بالنار، والحديد.

"صدمت بمجيئي إلى الخليل صدمة العمر.. كنت قادمة من مكان سلم وأمن ورفاهية إلى آخر محاط بالمستوطنات والحواجز العسكرية في حي تل الرميدة... عدا عن قرب مسكني من مستوطنة " رمات يشاي" التي يسكنها أشد المتطرفين العنصرين، ودائما نسمع كلمات نابية منهم، بالإضافة إلى القاذورات، والزجاجات الفارغة التي كانوا يتعمدون رميها تجاه منازلنا" تقول العزة.

وتتابع: بيتي محاط بالمستوطنين وأبراج المراقبة، وقوات الاحتلال تعتلي سطح منزل أخ زوجي المطل على ساحة بيتي منذ عام 2000 حتى الآن، يتبولون في زجاجات ويلقونها على الأشجار المثمرة ليمنعونا من الاستفادة منها!

ووصفت حياة سكان تل الرميدة عام 2015 "بالمأساوية"، بقولها: كان مسرحا للاغتيالات، بسبب تزايد الأحداث الميدانية حينها، حيث أُعدمت هديل الهشلمون بدم بارد، وكانت قوات الاحتلال تعدم شبانا، وتضع السكاكين بالقرب منهم، انتقاما ومعاداة لوجودنا، وتمسكنا بأرضنا.

وحول قصة استشهاد زوجها الناشط في لجنة مقاومة الاستيطان والجدار، قالت: كان يتطوع في شرح أوضاع المواطنين في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية للمتضامنين، وللوفود الأجنبية، وكان يطلعهم على العبارات العنصرية التي كان المستوطنون يخطوها على الجدران وتتضمن الدعوة لقتل الفلسطينيين، وترحيلهم، وتهجيرهم، كذلك الحواجز العسكرية والمضايقات اليومية، وإغلاق الطرق القريبة، بالإضافة إلى إرهاب المواطنين في بيوتهم.

وأضافت: اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من الحاجز في 21/10/2015، أطلقت خلالها وابلا من الغاز السام، ووصل زوجي هاشم العزة إلى البيت مع الوفد متأثرا كثيرا إثر استنشاق الغاز، وشعر بالاختناق، وطلبنا الإسعاف من الهلال الأحمر، ولم يكن هناك تنسيق، فاضطرت الطواقم الطبية إلى سلك طريق وعرة وبعيدة بين الزيتون، ولخطورة وضعه، حمله الشبان على أكتافهم عبر الحاجز لإسعافه ونقله إلى المستشفى، وعندما وصلوا الحاجز تم تأخيرهم لأكثر من ربع ساعة، ما تسبب بتفاقم وضعه الصحي، واستشهد فور وصوله المستشفى.

وتتابع: وقع خبر استشهاده كالصاعقة، والحسرة كانت كبيرة لأنني لم أستطع فتح بيت عزاء في بيتي، بسبب منع الاحتلال للقادمين من الدخول، مما اضطررنا إلى تلقي واجب العزاء في بيت شقيق زوجي خارج تل الرميدة ليوم واحد فقط، وعدنا إلى البيت.

 وبحزن شديد ممزوج الفراق، تقول: كان موت زوجي يوم احتفال عند المستوطنين، حيث وزعوا الحلوى، وأحيوا حفلات رقص، إلا أن مستوطنة متطرفة أوقفت ابن أخيه، وقالت له: هاشم مات عادي بالغاز، أردت أن أرى دمائه تسيل في الشارع.

"الأمر الصعب في تل الرميدة، ولا تستطيع الأم الدفاع عن أبنائها أمام المستوطنين المسلحين، مهما ضربوه أو اعتدوا عليه، وبأي طريقة، ابنتي ذات الخمس سنوات كانت تمر عبر الحاجز للوصول إلى روضتها، وهي ترتجف من الخوف، بسبب مضايقات المستوطنين، والجيش، الذي يفتش حقائب الأطفال، ما يضطرني إلى مرافقتها، في الذهاب والعودة للمنزل" تضيف.

وتابعت: أثناء عودتي إلى البيت كنت أبكي على فقدان زوجي، واستذكر مواقفه النضالية، فكان الجنود يرتابون في أمري، ويرفعون السلاح في وجهي، ويخضعونني للتفتيش".

وأشارت إلى أكثر وضع مؤثر ومؤلم مرت به، وهو خسارتها لجنينها بعد 6 سنوات من الانتظار، إثر دفع إحدى المستوطنات لها، وضربها على بطنها، مما تسببت في إجهاضها، ولم تستطع أن تقدم شكوى للشرطة في تلك الفترة، كون سلطات الاحتلال لم تمنحها حق الاقامة، ولا يوجد معها هوية، وحملت مرة أخرى، وأجهضت من المستوطنة العنصرية ذاتها، التي كانت تكره زوجها وكل المواطنين في المنطقة.

وقالت: لا أثق بحركات السلام اليهودية التي تعمل في مناطق التماس، لتحيزهم للاحتلال، رغم أنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم مع حقوق الإنسان.

وتشير إلى أنها خريجة معهد الفنون الجميلة في الجامعة الاردنية، وتعكف دائما على الرسم، وتحاول من خلال رسوماتها التي كانت تبيعها للمتضامنين الأجانب، التعبير عن الوضع الفلسطيني العام، وتل الرميدة والخليل بشكل خاص، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال وغلاة المستوطنين.

وقالت: زوجي ترك ارثا كبيرا من العزة، والصمود، والثبات، وأولادي الأربعة الذين افتخر بتربيتهم تربية صالحة، ومتمسكون بأرضنا، وبيتنا، رغم أنف الاحتلال، وممارسات المستوطنين العنصرية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024