مشاغل الخياطة.. نوافذ العمل للنساء
علا موقدي
من ماكنة وخيط، تحيك النساء الفلسطينيات قوت عائلاتهن، يتوزعن على ماكينات الخياطة منذ ساعات الصباح، خيط يمتد من سنوات طويلة، لإنتاج قطع من القماش بأجمل الملابس الصغيرة والكبيرة.
في محافظ سلفيت، انخفض عدد مشاغل الخياطة من 25 إلى10 مشاغل، تُشغل نحو 150 امرأة، تُساهم في إعالة عشرات الأسر المكونة من مئات الأفراد، لتشكل مصدر رزق مهم للكثيرين، وطريقة حياة لعشرات النسوة اللواتي وجدن أنفسهن بحاجة للعمل والخروج من البيت.
في مدينة سلفيت وقراها، ذات الطابع التشغيلي الزراعي، سجلت المرأة ارتفاعا في نسبة القوى العاملة، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني/ مسح القوى العاملة الفلسطينية- التقرير السنوي 2016 فإن معدل البطالة من بين المشاركات في القوى العاملة للأفراد (15 سنة فأكثر) في محافظة سلفيت قد بلغ 23.1، ليسجل انخفاضا عن الأعوام السابقة، 2015 (28.6)، وفي عام 2014 (33.00).
محمد عليان صاحب مشغل "الغدير للخياطة" يقول لـ"وفا"، إن المشغل يقوم بتشغيل نحو 37 امرأة شهريا، ويتيح الفرصة لكافة النساء من كل الأعمار للعمل، فمعظمهن يعلن أسر كاملة وحدهن، ومعظمهن طالبات جامعة، وأخريات يساعدن أزواجهن في الظروف المعيشية اليومية.
ويضيف، هذا العمل يمتاز بالمرونة، تمتلك بعض النسوة ماكنات خياطة، فيفضلن العمل من المنزل بشكل جزئي، كي يستطعن الجمع بين العمل المنزلي والخياطة، وقمن بإرسال القطع التي تحتاج إلى كفاءة متوسطة، ووقت قصير، وغير شاق.
الأربعينية سمر قرعوش تعمل في مشغل "الشهد" للخياطة، بقرية دير بلوط، منذ عشرين عاما، توضح لـ"وفا": "أعمل في هذا المشغل منذ اليوم الأول من افتتاحه، والآن أصبحت قادرة على حياكة كل أنواع الملابس، فنحن ننتج شهريا ما يقارب 30 ألف قطعة، من البلايز والتنانير والبلاطين وغيرها".
يحدد قانون العمل الفلسطيني معدل العمل بـ45 ساعة اسبوعيا، توزع بما لا يزيد عن خمسة أيام وبما لا يزيد عن 9 ساعات في اليوم الواحد، كما يجوز للعاملات الاتفاق مع اصحاب العمل على ساعات اضافية لا تتجاوز 12 ساعات في الاسبوع ويدفع للعاملة أجر ساعة ونصف عن كل ساعة عمل إضافية، وتستحق العاملة راحة أسبوعية مدفوعة الأجر ولا تقل عن يوم واحد في حال عملها مدة 6 أيام متواصلة، ويمكن تجميعها والاستفادة منها مرة واحدة بالشهر.
كما نص القانون على الحد الأدنى للأجور بمقدار 1450 شيقلا شهريا، بمعدل 65 شيقلا يوميا، 8.5 لساعة العمل الواحدة.
رئيس قسم التفتيش بمديرية العمل في سلفيت، سامر العمد، قال لـ"وفا"، قبل سنوات كان عدد مشاغل الخياطة في المحافظة يصل إلى 25 مشغلا وبإنتاجية عالية، لكنه تراجع هذا العدد حاليا، حيث لا تتجاوز اليوم 10 مشاغل فقط، وتعود الأسباب إلى الوضع الاقتصادي العام، فاعتماد هذه المشاغل الرئيسي على المشغل الإسرائيلي، ومعظم قصات الأقمشة تأتي من هذا المشغل، فيتحكم في العدد والوقت والأسعار، كما أن معظم النساء أصبحن يتوجهن للعمل داخل المستوطنات التي تجتاح المحافظة كالغابة، نظرا للأجور المرتفعة التي يتقاضينها مقارنة بالمشاغل الفلسطينية.
وفيما يتعلق بظروف العمل وسلامة وصحة العاملات في هذه المشاغل، أوضح العمد، أنها تعتبر بمستوى فوق جيد جدا، وهناك التزام من قبل المشاغل في التأمينات الصحية وتوفير الإسعافات الأولية، والإطفائيات، والتهوية، والإضاءة المناسبة، وأكبر خطر قد تتعرض له العاملات هو استنشاق غبار الأقمشة أثناء تنظيفه.