هي الكلمة لا سواها
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
بكلمة الحق والمسؤولية الوطنية والأخلاقية، التي افتتح بها اجتماع القيادة الفلسطينية مساء امس الأول، وضع الرئيس أبو مازن، وعلى نحو بالغ الحسم والوضوح، للشعب والقيادة معا، وضع النقاط فوق حروفها الصحيحة، بشأن الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها حركة حماس، بمحاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها رئيس حكومة الوفاق الوطني الدكتور رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، الأسبوع الماضي قرب معبر بيت حانون، وحتى لا يكون بعد الآن، اي مجال لخطابات الكلمات الغائمة، والعلاقات العامة الانتهازية، ومواقف الدونية التي لا تليق بالروح الوطنية، وقيمها المعطرة بدم الشهداء البررة.
وبقدر ما كانت هذه الكلمة بليغة الرسالة والموقف الوطني، ان فلسطين لن تسمح بمثل هذه الاثام الارهابية، ولن تقبل بالتعامي عن الحقيقة، بقدر ما كشفت عن وجع صاحبها الرئيس ابو مازن، وتألمه من اقدام جماعة فلسطينية (..!!) على ارتكاب مثل هذه الآثام الجريمة، التي لن تمر دون حساب وعقاب، فلطالما كان الرئيس مناهضا لكل خيارات العنف ضد حماس، ولقد تحمل ما تحمل من هجومات وتشكيكات بمواقفه الوطنية المسؤولة، بل ومن طعنات الغل والضغينة المدفوعة الأجر، وباتهامات باطلة، ارادت اغتياله المعنوي والسياسي والوطني، لكنه ظل دائما يعض على الجرح ومازال، في سبيل حماية المشروع الوطني، مشروع الحرية والاستقلال.
انه موقف المسؤول الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، وموقف القائد الذي لا يتردد في خوض الصعاب كيفما كانت، من أجل المضي قدما في مسيرة الحرية نحو تحقيق اهدافها العادلة، حتى لا تذهب تضحيات شعبنا هباء ودماء شهدائنا هدرا.
والآن ثلاثة اطراف لم تتحمل كلمة الرئيس ابو مازن، الادارة الاميركية، واسرائيل، وحركة حماس التي كشفت عن غباء غوغائي لا مثيل له في بيانها المتعجل الذي اعلنته الليلة قبل الماضية، حين قالت وبالأكاذيب والادعاءات ذاتها ان كلمة الرئيس ابو مازن "تساهم في دعم مشروع ترامب التصفوي لقضيتنا الوطنية"...!!! ولا يمكن لأحد ان يعرف او يفهم او يتصور مجرد تصور، كيف يمكن ان يكون ذلك ممكنا، والعالم بأسره يعرف، ان الرئيس ابو مازن هو الذي اطاح بمشروع ترامب حين اشهر وبتحد يعز نظيره، موقف الرفض الوطني الفلسطيني لهذا المشروع، جملة وتفصيلا، طالما أنه لا يخدم سوى العمل الصهيوني بأهدافه الاستيطانية العنصرية، واللا الفلسطينية الكبرى، التي اشهرها الرئيس ابو مازن بوجه هذا المشروع وأصحابه، ما زالت مثار حديث الاوساط السياسة في العالم اجمع وبتقدير لافت.
ومن الواضح ان حماس في بيانها هذا باتت تدرك ان امرها بات مفضوحا حيث لا يدعم مشروع ترامب سوى الانقسام الذي لا تريد له نهاية، فتتوهم انها بالمزاودة والكذب والادعاء وسرقة عناوين الموقف الوطني بهذا الشأن، يمكن لها ان تنجو بجريرتها وخطيئتها التي ارتكبت بمحاولة الاغتيال الآثمة..!!
يبقى أن نشير ان الحمساوي صلاح البردويل كشف يوم أمس على فضئية الجزيرة وعلى نحو لا لبس فيه هرولة حماس نحو الادارة الأميركية ومشروعها التصفوي وهذه هي حقيقة حماس التي لا يمكن تغطيتها بأي ادعاء أو شعار بعد الآن.
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقبلون والعاقبة دائما للمتقين اصحاب كلمة الحق والمسؤولية الوطنية والأخلاقية.