"سامحنا" الأم المثالية للعام 2018
بدوية السامري
بدموع ترجمت صبر وتحمل أمومة نادرة على مدى 50 عاما، وبين أبنائها الأربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، استلمت السيدة باسمة سامحنا من نابلس المرسوم الرئاسي الذي يقضي بمنحها لقب الأم المثالية للعام 2018.
وكان الرئيس محمود عباس أصدر أمس مرسوما رئاسيا يمنح السيدة باسمة محمود منيب سامحنا "أم نضال" من مدينة نابلس لقب الأم المثالية للعام 2018.
وسلم محافظ نابلس أكرم الرجوب، صباح اليوم الخميس، سامحنا المرسوم الرئاسي الذي ينص على منحها لقب الأم المثالية للعام 2018 تقديرا لما بذلته من جهود وتضحيات كبيرة في خدمة عائلتها وأبنائها الأربعة، وتحديها للمصاعب البالغة، والمعاناة الكبيرة في تربيتهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، على مدى خمسين عاما متواصلة.
وأرسل الرئيس من خلال الرجوب مساعدة مالية للعائلة، ودعا لصرف راتب شهري لها، وأوعز لجميع الوزارات والجهات المعنية بتقديم كل ما يلزم من مساعدات طبية، وعينية للعائلة، بعد أن شاهد تقريرا مصورا على فضائية فلسطين عن حياتها.
وفي بيت متواضع قضت سامحنا وهي ترعى أبناءها الأربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أكبرهم يتجاوز الخمسين عاما، وأصغرهم يقارب الأربعين، ربت الأم، وتعبت، وبكت بصبر وجلد، لكي لا يحتاج نضال وعماد وعمار والأصغر إياد، مساعدة من أي أحد.
قضت حياتها من أجل أبنائها، ولم تطأ قدم الأم خارج المنزل إلا لحاجة ملحة لزيارة طبيب، أو لألم مفاجئ، فهي تذكر جيدا عدد المرات التي فعلت فيها ذلك، كما تقول.
لم تكن تفرق الأم سامحنا بين الليل والنهار خلال الخمسين عاما الماضية، تمر الساعات وهي في خدمة أبنائها، وعند سؤالها عن عدد ساعات النوم التي كانت تنامها، ردت باستغراب: "نوم؟ لم يتسنَ لي في حياتي عد ساعات النوم حتى، كنت أسرقه بين هدوء قليل داخل المنزل، كما لم يتسن لي الكثير من الأمور التي فضلت خدمة أبنائي عليها".
ولا تزال الأم التي تعاني من مشاكل صحية وآلام بالظهر، بسبب حملها لأبنائها المتواصل ومساعدتهم على الحركة حتى يومنا هذا، فهي إلى الآن من يطعمهم بيديها، وتغسل، وتنظف، وتعتني بنظافتهم.
فهي من رفضت دائما إرسال أبنائها للمراكز طوال تلك السنوات، فضلت أن يكونوا تحت نظرها، يكفيها في هذه الحياة رؤية ابتساماتهم، وأن تعلو أصوات بعض الكلمات التي تكاد تفهم على شفاههم.
وكانت باشرت الطواقم الطبية اليوم فحص أبناء سامحنا الأربعة، وقال مدير عام المستشفيات حمدي النابلسي، إن طواقم طبية برئاسة مديري المستشفيين الحكوميين رفيديا والوطني في نابلس، باشرت بفحص أبناء سامحنا الأربعة، والأم وتقديم كل ما يلزم لعلاجهم، وسنتكفل بكل ما يلزم العائلة طبيا.
كما تم طرح توفير مصعد خاص لهم للمنزل للتسهيل عليهم وقت الخروج من ذلك المنزل الذي يحتاج الصعود اليه العديد من السلالم.