الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

عين شبلي تشكو شُح مياهها

 زهران معالي

حتى سنوات قليلة ماضية، كانت بيارات الحمضيات وحقول الخضروات المروية تملأ المنطقة الممتدة على طول الطريق بين عين شبلي حتى مشارف الجفتلك إلى الجنوب الشرقي من مدينة نابلس.. بيد أن اللوحة "الخضراء والزهية" لم تعد كذلك اليوم.

وفي اليوم العالمي للمياه، الذي أقرته الأمم المتحدة؛ لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة، يقف رئيس مجلس قروي عين شبلي محمود أبو حطب، على شرفة هيئته المحلية ويشير بيده إلى مساحات واسعة جرداء فقدت حمضياتها التي كانت تصدر قبل سنوات لعدد من دول العالم.

"اليوم قطع أصحاب الأراضي أشجارهم الميتة، بعد أن جف نبع عين شبلي"، قال ابو حطب.

وأدى توقف تدفق العين عن الجريان في القنوات واقتصارها على "نزازة" بقطر 2 انش على رأس النبع، لجفاف نحو 25 ألف دونم كانت تستفيد من العين، ورحيل سبع عائلات خلال السنوات الماضية كانت تعتمد على تلك المياه في تربية الحيوانات وزراعة الأرض، وفق ما اكده أبو حطب.

قرية عين شبلي أقيمت على مساحة 580 دونما، ويسكنها 890 نسمة من عائلة أبو حطب، بالإضافة لقرابة 300 من البدو يعيشون بالقرب من أراضي القرية، يعتمد 60% منهم على العمل بالزراعة.

واضاف أبو حطب "إن المياه في عين شبلي، سبب وجود السكان في القرية، فقبل عام 2000 كانت متدفقة وتخدم كل القرى المحيطة بالقرية، تصل حتى بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس، وقرى سالم ودير الحطب وطمون، والفارعة، وياصيد، والنصارية، والعقربانية، وبيت حسن، فالجميع كان يشرب من النبعة".

مشهد اصطفاف الجرارات الزراعية في السنوات الماضية، أمام العين لتعبئة خزاناتهم، كون تلك العين مصدر إحياء لمنطقة الأغوار الشرقية والوسطى، بقيت في ذاكرة ابو حطب، الذي قال إنها جفت بشكل شبه نهائي.

واضاف "في مثل هذه الفترة من العام، كان تدفق جريان العين في الأودية والقنوات أمر اعتياديا، فيوميا كانت تستفيد المنطقة من قرابة 5300 كوب من المياه، لكن تراجعت تلك الكميات منذ عام 2000 إلى هذا العام لتصل الكمية المتدفقة الى 170 كوبا يوميا فقط".

وبين أبو حطب أن أسباب كثيرة أدت لتدمير مصدر الحياة في عين شبلي والمنطقة القريبة، كحفر الآبار وحُفر التجميع العشوائية قبل رأس العين، ونقص الرقابة من سلطة المياه الفلسطينية، غير أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتعمدة لتجفيف العين كانت السبب الأبرز في ضياعها.

وابدى أبو حطب تخوفه من اخلاء المنطقة نظرا لنقص المياه، خاصة أن هناك سبع عائلات رحلت عن البلدة نتيجة نقص مصدر المياه الذي يعتمدون عليه في عملهم بمجال الزراعة وتربية الحيوانات.

قبل إقرار العالم بالاحتفال بالمياه بيوم خاص بها، وتحديدا في العام 1992 كانت عين شبلي على موعد مع افتتاح أول مسبح في الضفة الغربية، لكن هذا المسبح اضطر لإغلاق أبوابه عام 2012 بعد أن كان وجهة للمتنزهين من كل أنحاء الضفة الغربية والداخل الفلسطيني.

أسامة جابر (45 عاما) صاحب مسبح في عين شبلي، قال إن برك المياه شيدت على نظام المياه الجارية التي لا تعتمد على فلاتر كبقية المتنزهات، وانه اضطر لإغلاقه بعد تراجع كميات المياه بشكل كبير إثر تدريبات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته وحفر الآبار والحفر العشوائية من قبل المزارعين في القرية.

داخل المنتزه ثلاث برك إحداها كتب عليها "خطر المياه على عمق 3 أمتار" تتسع لألف كوب من المياه كانت تحتاج ثلاث ساعات فقط لتعبئتها من النبع الجاري، لكنها باتت خالية اليوم إلا من أوراق الشجر المتعطشة للمياه التي تغطي قاعها، بعد أن باتت تحتاج لأكثر من 20 ساعة لتعبئتها، وفق جابر.

وأضاف جابر "نظرا للتكلفة المرتفعة وضرورة إعادة تأهيل البرك للتناسب مع نقص المياه وإضافة فلاتر إليها، أغلق المنتزه".

المنتزه ليس المشروع الاستثماري الوحيد الذي توقف لجابر، بل اضطر قبل أيام لاقتلاع أشجار الحمضيات من 28 دونما زرعت منذ السبعينيات، بعد أن جفت أشجارها وتراجعت جودتها إثر نقص المياه.

"خلال الأربع سنوات المقبلة لن يبقى بيارات في منطقة الأغوار نظرا لنقص المياه وغزو الحمضيات الإسرائيلية الأسواق الفلسطينية"، أكد جابر.

وتابع: "العودة للاستثمار في عين شبلي مرتبط بعودة المياه هناك".

وحتى العام 2010 كانت المنطقة الممتدة من عين شبلي حتى مشارف الجفتلك تزخر ببيارات الحمضيات على مساحة 2500 دونم تنتج قرابة خمسة آلاف طن يصدر 50% إلى الأردن، لكن تلك الكميات تراجعت بشكل ملحوظ إلى أن وصلت 500 دونم فقط خلال العام الماضي، وفق ما اكده رئيس قسم البستنة الشجرية في مديرية زراعة نابلس محمد عاشور.

"كانت حمضيات الأغوار مشهورة بجودتها وحجمها لكن اليوم لم تعد كذلك، كما تراجعت مساحة الأراضي المروية في المنطقة من 2500 دونم كانت تزرع بالخضار، وانخفضت لعشرات الدونمات" قال عاشور.

ملايين أكواب المياه كانت تصل لتلك المنطقة سنويا لكن باتت جافة تماما اليوم".

عين شبلي تعاني من مشاكل عدة كازدياد عدد السكان وزيادة الرقعة الزراعية في المنطقة الذي زاد استهلاك المياه بشكل أكبر واستغلال المياه بطريقة أكبر من طاقة الحوض، جميعها أدت لهبوط نسبة المياه الجوفية في تلك المنطقة؛ نتيجة الاستخراج الجائر للمياه واستخدامها بشكل عشوائي، حسب ما اكده القائم بأعمال مدير الرقابة المائية في سلطة المياه الفلسطينية عماد الصيفي.

وقال "إن مصادر المياه مشكلة حقيقية نتيجة محدودية المصادر بشكل أساسي، وسيطرة الاحتلال الإسرائيلية على أكثر من 85% من مصادر المياه في الضفة الغربية".

وبين الصيفي أن نبع عين شبلي كان بشكل أساسي يزود الأراضي الزراعية المروية، إلا أن بعض المزارعين سحبوا مياهه لمناطق أخرى بعيدة كانت تعتمد على الزراعة البعلية ليست لها حقوق في تلك المياه.

التغير المناخي وتذبذب كميات الأمطار خلال الأعوام السابقة التي لم تصل للمعدل العام، أثر بشكل مباشر على مخزون المياه الجوفية بالضفة الغربية ومنها منطقة الأغوار.

لكن الشيء الأكثر تأثيرا على العين وفق الصيفي، يعود للتدريبات العسكرية الإسرائيلية التي تركزت بمحيط نبع عين شبلي، حيث عمل الاحتلال على إقامة حفر عميقة أثرت بشكل كبير على كمية المياه المتدفقة من النبع.

ونوه الصيفي إلى أن سلطة المياه تابعت العديد من الشكاوى حول حفر الآبار والحفر في حرم النبع، وألزمت من أقدم على ذلك بطمرها، إلا أن عين شبلي تأثرت بتلك الحفريات.

وحول حفر آبار لحل مشكلة تناقص المياه في عين شبلي، يشير الصيفي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع من خلال وجود اللجنة المشتركة من حفر آبار عميقة تلبي احتياجات المواطنين في المنطقة من مياه الشرب أو الزراعة، فلا يمنح الموافقات اللازمة ويضع العراقيل باستمرار.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024