مغارة الدموع في طوباس... باطن الأرض المبهر
طوباس- الحارث الحصني- أثارت ثغرة تقود لتجويف أرضي في أحد الجبال القريبة من أعمال إنجاز محطة تنقية الصرف الصحي، بالقرب من قرية تياسير في محافظة طوباس، انتباه غسان القطب وهو سائق آلية حفر تعمل في المنطقة .
وتياسير، هي إحدى قرى محافظة طوباس، وتقع إلى الشرق منها، وهي قرية كنعانية وكان يطلق عليها اسم "اشير"، أي السعيدة، كما قال مدير دائرة السياحة والآثار في طوباس.
وانتشرت منذ اللحظات الأولى لاكتشاف المغارة عشرات الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول عبد الرازق إن المغارة المكتشفة، هي نتاج طبيعي خالص دون تدخل البشرية فيها. وبشكل مبدئي، أطلق عبد الرازق، على الاكتشاف الكبير اسم "مغارة الدموع".
يقول القطب، "عندما رأيت باب المغارة، توقفت عن العمل، وذهبت لأرى ما بداخلها. شيء مبهر(..)، خلال 30 عاما بالعمل على هذه الآلية الضخمة لم أرَ مثل هذا". قال القطب.
وأمكن مشاهدة أعمدة متساقطة صلبة تتدلى من سقف المغارة تكلست منذ ملايين السنين، كما يعتقد.
وتتفاوت أطوال تلك الهوابط والصواعد، كما تفاوتت قياسات أقطارها.
يقول عبد الرازق" الأعمدة الهابطة أو متدليات الكهوف يقصد بها التكونات المعدنية الطبيعية المتدلية من أسقف الكهوف الرطبة، في التكوين الحجري للكهف، وتعود لفترات جيولوجية قديمة تجاوزت 65 مليون سنة، ابتداء من عصر الكريتاسي"
وأضاف، إن هذه الأشكال تكونت بعد ترسب كربونات الكالسيوم وبعض أملاح معادن أخرى والتي ترسبت من محاليل مياه معدنية.
وتبلغ مساحة المغارة المكتشفة 14 مترا مربعا، بحسب قياسات دائرة الآثار في طوباس.
يقول القطب الذي كان حاضرا اليوم أمام مدخل المغارة، "لم أشأ أن أوسع مدخله باستخدام الآلية خوفا من تدميره، يمكن توسيعه ليصل حتى سقفه باستخدام اليد."
وخلال ساعتين توافد عدد من المواطنين إلى المغارة المكتشفة، وولجوا لجوفها لالتقاط الصور والتأمل بها.
وأعلنت مديرية الآثار بالتعاون مع الشرطة المختصة فيها، إغلاق الموقع القريب منها لحين إتمام العمل في المشروع، لتفتح مرة أخرى أمام الجمهور، بعد توفر شروط السلامة العامة.
يقول القطب، "هذه واحدة من إبداعات الطبيعة المخفية، الأعمدة الهابطة والصاعدة جميلة وتبهر العين".
قال عبد الرازق، هذه الأعمدة الهابطة والصاعدة، تتكون من جراء تقاطر المياه المعدنية عبر زمن طويل جدا.
وشوهدت بقع مائية صغيرة بين ثنايا الصخور داخل المغارة، كما لوحظت على رؤوس بعض الهوابط قطرات مياه صغيرة.
وحذر عبد الرازق من ملامسة تلك التشكيلات باليد، التي من الممكن أن تعطل ترسيب الماء عليها، وقد يتغير لونها أيضا.
قال عبد الرازق الذي تواجد منذ ساعات الصباح، فور الانتهاء من العمل داخل المشروع، سنعمل على ترميم مدخل الكهف وجعله منطقة سياحية، مع توفر شروط السلامة العاملة للوافدين.
وأشار إلى أن هذا الاكتشاف لن يؤثر على العمل داخل المحطة.