جنود يقطعون طريق السيد حجاب
الحارث الحصني
حطت مجموعة من طلاب جامعة القدس المفتوحة في طوباس، ومسؤولون، وممثلون عن فصائل العمل الوطني في طوباس، يوم أمس الاثنين، رحالها عند قمة أحد الجبال الشرقية المطلة على قرية تياسير.
وكانت المجموعة التي شاركت في المسار البيئي التعليمي الذي نظمته حركة (فتح)، تريد الوصول إلى ضريح الشهيد مازن توفيق أبو غزالة.
لكن من هو أبو غزالة الذي كان الوصول إلى ضريحه هدف المشاركين؟.
ولد أبو غزالة المعروف بـ"سيد حجاب" عام 1946 في غزة وسكن في وقت لاحق مع أهله في مدينة نابلس، واستشهد بعد عقدين وعام من تاريخ ولادته، في منطقة طوباس.
ويوم أمس أراد طلاب ومسؤولون الوصول إلى ضريحه لكنهم فشلوا.
فما السبب في ذلك؟.
فبعد السير على الأقدام لعدة كيلومترات في المسار البيئي الأول، الذي انطلق من أمام مجلس قروي تياسير، باتجاه السفوح الشرقية للقرية، تفاجأ المشاركون بوجود جنود من قوات الاحتلال المنتشرين في سفوح الجبال؛ لتنفيذ تدريبات عسكرية في المنطقة.
وأمكن سماع أصوات إطلاق نار متفرقة في الجبال القريبة من المنطقة، في تدريبات عسكرية يجريها الاحتلال بشكل دوري.
وأمكن أيضا مشاهدة خيام نصبها الاحتلال في إحدى الأراضي القريبة.
وعند آخر نقطة وصل إليها المشاركون في المسار، كان جنود الاحتلال على بعد أمتار معدودة أطلقوا النار في التدريبات، وهذا ما منع المشاركين من التقدم حسب الخطة الموضوع للمسار.
"وكان من الأهداف التي رجيت من المسار أن يضع المشاركون فيه، نصبا تذكاريا على قبر أبو غزالة، وقد كتب عليها اسمه".
"كنا نريد وضع النصب على ضريح الشهيد الذي استشهد في تشرين أول/ اكتوبر، لكنهم منعونا و أرجعونا". يقول أمين سر حركة فتح في طوباس، محمود صوافطة.
أما عضو المجلس الثوري لحركة فتح، اللواء المتقاعد، عبد الإله الأتيرة، فقال: "استشهد أبو غزالة في منطقة كانت مسارا لأبي عمار، وباقي الفدائيين للتصدي للعدوان الغاشم".
ويتابع: "في عام 1967، اكتشفت دورية إسرائيلية كانت تمر بالمنطقة آثار مجموعة من الفدائيين كان بينهم أبو غزالة، بعد انفجار أحد الألغام التي زرعها الفدائيون في المنطقة، ما جعل الاحتلال يطلب المدد، وفي ذات اليوم، دارت معركة بين الفدائيين والاحتلال استمرت يوما كاملا".
وبحسب بيان تعريفي وزعته حركة فتح في طوباس، كان في المجموعة 18 مقاوما مع السيد حجاب، الذي أمرهم ليلا بالانسحاب، بينما ظل هو مكانه حتى استشهد.
وقال القائم بأعمال محافظ طوباس أحمد الأسعد: "هذا مسار بيئي تعريفي مميز، نحن هنا لنحيي ذكرى أحد شهدائنا الذي قارعوا الاحتلال لسنوات".
وتابع: "رغم إطلاق النار إلا أن رسالتنا يجب تصل للجميع بأن الثورة الفلسطينية لا تنسى شهداءها، وأيضا تعريف الطلاب بالبيئة التي نعتز بالصمود بها".
مشاركون في المسار أكدوا أنهم عرفوا سيرة الشهيد من خلال المسار.
وقالت إحدى المشاركات فضلت عدم الكشف عن اسمها، " كنا نريد الوصول إلى ضريح الشهيد لكن جنود الاحتلال منعونا".
وكان جنود الاحتلال المنتشرين بين شجيرات نمت بجانب طريق ترابي، منعوا المشاركين بالمسار من التقدم أكثر؛ بحجة التدريبات.
ويتابع الأسعد: "الاحتلال يتخذ المنطقة للتدريبات العسكرية (...)، منعونا من الوصول إلى مكان استشهاده، رسالة للعالم بأن الشهداء لا يموتون، بل يكرمون بالسير على خطاهم".
تقول الرواية إن الاحتلال الاسرائيلي عام 1967، منع سكان المنطقة من الاقتراب ودفن جثمان الشهيد لمدة لأربعة أيام، حتى تركه الاحتلال، ليدفنه المرحوم حمدان غوري دراغمة من سكان المنطقة.
واليوم بعد خمسين عاما، يحيي الفلسطينيون ذكرى الشهيد بطرح سيرته بين طلاب الجامعات.
باختصار، حرم الجنود الذي صرخوا بأعلى صوتهم وهم يطلقون النار، أكثر من خمسين مشاركا من الوصول إلى قبر الشهيد، ووضع نصب تذكاري هناك.