فصح يهودي في جبال نابلس
بسام أبو الرب
وصلت أكثر من 30 أسرة من المستوطنين، إلى مستوطنة "عميحاي" الجديدة المقامة على أراضي قرية جالود جنوب نابلس، للإقامة في البيوت المؤقتة لحين الانتهاء من أعمال البناء، وإقامة احتفالات عيد "الفصح"، حسب مواقع عبرية تابعة للمستوطنين.
قرية جالود التي استولى الاحتلال على أكثر من 16 ألف دونم منذ انشاء أول مستوطنة عسكرية "معسكر" في العام 1975 على أراضيها، لم يتبق منها سوى 4 آلاف دونم، كما يقول سكانها.
نهاية العام 2017 وصل عدد المواقع الاستيطانية المحيطة في جالود 12 مستوطنة وبؤرة استيطانية، كان آخرها المصادقة على بناء مستوطنة "عميحاي" الجديدة للمستوطنين الذين تم إخلاؤهم من بؤرة "عمونا" الاستيطانية قرب رام الله، وفق ما أكده رئيس المجلس القروي عبد الله حج محمد لـ"وفا".
وقال حج محمد "إن المواقع الالكترونية التابعة للمستوطنين نشرت دعوات لإقامة الاحتفالات لمناسبة عيد" الفصح" في أراضي جالود المقامة عليها المستوطنة الجديدة".
وقد نشر موقع القناة السابعة العبرية صورا للمستوطنين وهم ينقلون أمتعهم إلى البيوت المتنقلة.
وقال حج محمد إن "الاحتلال منذ العام 1975 استولى على آلاف الدونمات منها لبناء المستوطنات، ومنها بذريعة أنها مناطق عسكرية وأراضي دولة، وأغلق أراضي بوجه المزارعين مع اندلاع انتفاضة الأقصى".
وحسب تقرير لمنظمة "السلام الآن" وهي منظمة تتابع النشاط الاستيطاني في الارض الفلسطينية، فقد تم بناء 2،783 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة في عام 2017، أي حوالي 17? فوق المعدل السنوي منذ عام 2009.
ويبين التقرير أنه في عام 2017 ، تم وضع خطط لبناء 6742 وحدة سكنية في 59 مستوطنة مختلفة (مقارنة مع 2،657 وحدة سكنية في عام 2016)، مشيرا الى ان نحو 66? من الوحدات السكنية المخططة (4،471 وحدة) موجودة في مستوطنات منعزلة إلى الشرق من المسار الذي اقترحته مبادرة جنيف.
"الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى إقامة تجمعات استيطانية كبيرة خاصة في الريف الجنوبي لمدينة نابلس، وربط المستوطنات ببعضها وصولا الى مستوطنات الاغوار"، حسب ما أكده مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس.
وبين دغلس، أن إسرائيل تحاول فرض أمر واقع بأن هذه التجمعات الاستيطانية المقامة على أراضٍ تم سرقتها والاستيلاء عليها من المواطنين الفلسطينيين، واعتبارها هيئات محلية وجزءا لا يتجزأ من دولة الاحتلال..
واضاف دغلس "ان العشرات من حركة الشبيبة الدينية "بني عكيفا"، وصلوا إلى مستوطنة "عميحاي" الجديدة لمساعدة المستوطنين على نقل المواد من الحاويات إلى المنازل ونصب المنصات المعدة لإقامة الاحتفالات، والتي تتزامن مع ذكرى يوم الأرض".
تقرير "السلام الآن" اكد أنه خلال عام 2017 تم إنشاء ثلاثة مواقع استيطانية جديدة، شمالي رام الله (نيفه إتشي)، وجنوب أريحا (كديم أرفا)، وجنوب داهاريا (مزرعة شبتاي)، وشق طريق تفصيلي جديد لصالح المستوطنين (جزء من الطريق الدائري الشرقي)، ما يسمح بوصول إضافي إلى القدس من المستوطنات شمال القدس. والاعلان عن 977 دونما أراضي دولة جنوب نابلس، لغرض إعداد وتوسيع البؤر الاستيطانية.
وتمت الموافقة على إقامة مستوطنة جديدة في الخليل بتصريح لبناء 31 وحدة سكنية في قلب مدينة الخليل، في المنطقة التي اعتادت أن تكون محطة الحافلات المركزية في الخليل، وهي الآن قاعدة عسكرية.
هناك دعوات لإقامة الاحتفالات على الموقع الالكتروني لمجلس "بنيامين الإقليمي"، على أراضي جالود المصادرة لصالح المستوطنات، والذي يتصادف مع الذكرى الـ42 ليوم الأرض.
ويحيي الفلسطينيون يوم الارض يوم الثلاثين من آذار من كل عام منذ نحو 4 عقود، عندما اقدمت السلطات الإسرائيلية على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها في العام 1976؛ وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب.