من هم شهداء هبة "يوم الأرض"؟
بدوية السامري
مساء التاسع والعشرين من آذار عام 1976 خرج أهالي قرية عرابة في مسيرة احتجاجية، ضد مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره "تهويد الجليل"، فقمعت قوات الاحتلال المسيرة، بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين ما أدى الى استشهاد الشاب خير أحمد ياسين 23 عاما.
وكان ياسين أول الشهداء الذين سقطوا في يوم سبق يوم استشهاد خمسة آخرين في أراضي 1948، ليكونوا شهداء الأرض، وإصابة واعتقال المئات.
فبعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب.
ويستعد الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي اماكن تواجدهم خارج فلسطين التاريخية، الى احياء ذكرى تلك الهبة الثانية والاربعين.
ويستغل الاحتلال الاسرائيلي أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي، حسب تقرير احصائي رسمي صدر اليوم.
وكانت الشرارة التي أشعلت غضب الجماهير العربية في يوم الأرض، إقدام السلطات الإسرائيلية بإستيلائها على نحو21 ألف دونم من أراضي عددا من القرى العربية في الجليل، ومنها: عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد، وغيرها في العام 1976، لإقامة المزيد من المستوطنات.
وعم الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار في داخل أراضي العام48، بعد اعلان خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب، وخصوصا المتضررين المباشرين.
ونتيجة لهذه الاحداث المتسارعة وفي الثلاثين من آذار سقط خمسة شهداء، ثلاثة منهم من مدينة سخنين وهم خديجة قاسم شواهنه 23عاما من سخنين، التي استشهدت بعد أن أطلق جنود الاحتلال رصاصة تجاهها استقرت بالظهر، وذلك خلال بحثها عن شقيقها بالقرب من منزلهم.
والشهيد "خضر عيد خلايلة 30 عاما" استشهد خلال محاولته اسعاف مصابة ملقاة على الأرض أصيبت في بطنها، فوجه جنود الاحتلال الرصاص تجاهه مما أدى الى إصابته وإستشهاده.
والشهيد "رجا حسين أبو ريا 23 عاما" خرج مع عدد من الشبان متحديين أمر حظر التجول، وجرت مواجهات مع قوات الاحتلال أصيب خلالها أبو ريا في وجنته اليسرى، واستشهد، بعدها بسبب عرقلة قوات الاحتلال وصوله للمستشفى.
والشهيد الفتى "محسن طه 15 عاما" الذي أصيب في رأسه، خلال مظاهرة خرجت في قرية كفر كنا.
أما آخر الشهداء هو "رأفت علي الزهيري 21 عاما" وهو من مخيم نور شمس قضاء طولكرم، واستشهد خلال مظاهرة في مدينة الطيبة بعد أن أصيب في رأسه.
وبعد مرور 42 عاماً على ذكرى يوم الأرض تواصل سلطات الاحتلال استيلاءها على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، من خلال توسيع المستوطنات القائمة التي تلتهم في كل فترة مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، وتقطع أوصالها.
وكانت سلطات الاحتلال باشرت في شهر شباط الماضي من هذا العام ببناء أول مستوطنة جديدة في الضفة الغربية منذ 25 عاما.
وشرعت جرافات وآليات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال البناء في مستوطنة "عميحاي" الجديدة الواقعة جنوب مدينة نابلس، لإعادة توطين المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية "عمونا".
وتخطط إسرائيل لبناء 50 منزلا في المستوطنة المقامة على أراضي قرية "جالود" الفلسطينية جنوبي نابلس.