ميدالية البابا للطفلة قديح
خان يونس- طارق الأسطل- "سعيدة جدا لأنني استطعت أن أنقل رسالتي إلى العالم بأجمعه، ولبابا الفاتيكان فرنسيس، أطفال غزة من حقهم أن يتمتعوا بكافة حقوقهم الانسانية، في الحرية، والعيش، بكرامة، وحياة خالية من الحروب".
هكذا وصفت الطفلة رؤى قديح (14 عاما) شعورها بعدما تسلمت أمس من المفوض العام لوكالة "الأونروا " بيير كرينبول ميدالية مرسلة من البابا فرنسيس، لاعتزازه بأطفال اللاجئين وشجاعتهم.
وكان مفوض "الأونروا" قد وجد كراسة قديح في مدرستها المدمرة أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2014، تحدثت فيها عن الأوضاع الصعبة التي مروا بها في تلك الفترة، خاصة عندما تعرض منزلهم للقصف بالقنابل المدفعية، ما جعله يحمل كراستها، وبالأخص قصيدتها "الأمل لا يخون أبدا"، الى كل دول العالم، وللبابا قبل اسبوعين أثناء عقد مؤتمر روما للمانحين.
ومن بين القصائد التي كتبتها اثناء الحرب "لا تجزع من الشدة، فإنها تقوي قلبك، وتذيقك طعم العافية، وتشد من ازرك، وترفع شأنك وتظهر صبرك".
وبينت قديح انها كتبت خواطر منها: "السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الغرباء"، مشيرة إلى أن ايام الحرب لا تنسى من ذاكرتها.
وكان منزل عائلتها تعرض للقصف المدفعي المستمر، ما أدى الى تدميره وحرقه جزئيا، وتعرض والدتها للإصابة في يدها بشظية قذيفة مدفعية، ناهيك عن الخوف والرعب الشديدين اللذين لحقا بجميعهم، خاصة الصغار.
وأكدت "أن من حق الأطفال أن يعيشوا حياتهم، ويذهبوا الى مدارسهم دون خوف او رعب، ونحن صامدون في ارضنا رغم الحصار والظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع".
والدتها تغريد قديح (37 عاما) أعربت عن فخرها بابنتها، التي نجحت في ايصال معاناتهم إلى العالم، مشيره إلى أن ابنتها متفوقة في دراستها، وتحب كتابة الشعر منذ الصغر".
وطالبت الأم العالم بفك الحصار على قطاع غزة، وكسر القيود المفروضة، متسائلة "أين الحق في الحياة والمساواة لأطفال غزة مقارنة بأطفال العالم"؟
أما والدها ناصر قديح (51 عاما) قال: شيء عظيم حصول ابنتي على هذه الميدالية، فقد أوصلت للعالم أن اطفال فلسطين رغم المعاناة التي مروا بها خلال الحروب الثلاثة الاخيرة، الا انهم متمسكون وصامدون في أرضهم، رغم انتهاكات الاحتلال بحق الحجر، والشجر، والإنسان الفلسطيني، وكل شيء على هذه الأرض.