هكذا أرهب جنود الاحتلال الطفل مسودة
أمل حرب
أحد الجنود المتمركزين على بعد أمتار من منزل عائلة مسودة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، احتجز طفلا يبلغ من العمر (3 سنوات)، لساعات، رغم بكائه الشديد، ومحاولة والده تخليصه، قبل أن ينجح شقيقه من سحبه.
درغام مسودة (3 سنوات) كان يلعب في محيط منزله، المحاط بالحواجز العسكرية، على بعد أمتار من الحرم الإبراهيمي الشريف، فطلب منه جندي الاقتراب، وأشهر سلاحه على رأس الطفل، وقال: أستطيع تفجير رأسك بهذا السلاح، فأسرع الطفل نحو البيت، وخرج بحفار "الكوسا والباذنجان، وأسرع باتجاه الجندي، وقال له ببراءة "هلا بفرجيك" فسقط في الاحتجاز والأسر لساعات.
وأظهر مقطع فيديو، التقطه ناشط فلسطيني، قيام جنديان باحتجاز الطفل، وهو يبكي، قبل أن ينجح والده وشقيقه من إطلاق سراحه فيما بعد.
وقال عم الطفل أكرم مسودة: يعاني ابن شقيقي من خلع في كتفه، نتيجة سحبه بعنف، من قبل الجنديين، والمشاهد موثقة عبر كاميرات الناشطين في هذا المكان، الذي أصبح مسرحا لاعتداءات جنود الاحتلال ومستوطنيه على أطفال الحي.
وتابع: بيتنا لا يبعد عن الحاجز سوى 10 أمتار في حي السهلة، لا يوجد للأطفال متنفس سوى الشارع، وعادة يستولى الجنود والمستوطنون على درجات الأطفال من امام منازلنا، يمنعونهم من اللعب، ويضايقون عليهم باستمرار.
واشار إلى أن شقيق الطفل وديع تعرض لاعتقال مماثل وهو في الخامسة، حيث كان يلهو أمام المنزل، ورمى حجرا على كلب للمستوطنين، فأصاب إحدى مركباتهم، فاحتجزه جيش الاحتلال بقوة وعنف وتجمع حوله أصدقائه يحاولون إنقاذه منهم، كما حاول المستوطنون ضربه، وهو محتجز بين يدي الجيش، وسط بكائه، ليعتقل مدة يومين.
مشاهد متكررة وقعت في مدينة الخليل وبلدتها القديمة لأطفال لم يتجاوزوا العشر سنوات من العمر، رصدتهم كاميرات الصحفيين، والناشطين الحقوقيين، لتكشف حقيقة الجندي الإسرائيلي، وسياسة الإجرام الممنهجة ضد الأطفال الفلسطينيين، كما كشفت طريقة اعتقال الفتى فوزي الجنيدي خلال هروبه من الغاز وهو عائد إلى بيته، والذي أطلقه جيش الاحتلال خلال مواجهات في باب الزاوية، حيث تكاثفت عليه كتيبة من جنود الاحتلال، وتناوبوا عليه بالضرب المبرح حتى كسرت ضلوعه، تعبر هذه المشاهد عن همجية الاحتلال وجبانة جيشه في مواجهة الأطفال الفلسطينيين.
من جانبه، أشار مدير برنامج الحماية والتفاعل المجتمعي في الحركة العالمية للدفاع عن الطفل رياض عرار، إلى أن الحركة توثق مواضيع اعتقال الأطفال، ومن الواضح أن حكومة الاحتلال تسن الكثير من القوانين والتشريعات والممارسات التي تتلاءم وطبيعته الأمنية، ونشاهد العديد من الممارسات من اعتقال الأطفال، وبغض النظر عن المعاقين واستهداف الأطفال في مدارسهم في كافة المناطق ونقاط التماس، وهي بصمة عار في جبين ممارسات جيش الاحتلال، التي تعبر عن همجية الجيش ودولة الاحتلال.
وحول التأثير النفسي من خلال ممارسة هذه الممارسات ضد الأطفال، أكد عرا ر أن اعتقال الأطفال يزيد من مخاوفهم وعمليا يتعمد الاحتلال اعتقال الأطفال واحتجازهم أمام ذويهم، وهو يهدف إلى كسر مبدأ الثقة والأمان الذي يتطلع به نحو الأسرة التي يعتبرها مصدر الأمان والقوة المدافعة عنه، ليشعر الطفل أن والديه غير قادرين على حمايته وضمان الأمان له.
وأوضح أن الحركة تتابع الحالة وتوثقها من خلال فريق متخصص على مستوى عالمي.
ويُشار إلى أن 300 طفل فلسطيني معتقل داخل سجون الاحتلال، تقلّ أعمارهم عن 18، من بينهم 10 فتيات، وذلك وفق وزارة الأسرى والمحرّرين.