لم أتبع سوى الأرض
لنا حجازي
البداية التقليدية ليوم المزارع علي عاصي (27 عاماً) هي بالذهاب للعمل في أرضه التي يحدها السياج ويفصلها عن وحدات اسيطانية تقام على أراضي قرية بيت لقيا جنوب غرب رام الله.
يشاهد دوماً من هناك مركبات عسكرية إسرائيلية، ويسمع أحياناً أزيز الطائرات الحربية، فيشعر عاصي بأنه غير آمن في أرضه، خاصة مع إدراكه ان الاحتلال يستقصد التضييق على المزارعين في كافة الأراضي المحتلة لاقتلاعهم منها والاستيلاء عليها.
ارتبط علي بالأرض منذ ولادته، وبدأ العمل فيها منذ كان طفلا لا يتجاوز 15 عاماً، رسم خطواته على الأرض ورسمت هي ملامحها على وجهه ويديه.
في فلسطين تتشكّل القصة بين المزارع وأرضه، بين حبه لها وعطائها له، بطريقة مختلفة غير تقليدية، مع إصرار الاحتلال على أن يغمس لقمة عيش الفلسطيني بالخوف وبالدم.
يقول عاصي: “لم أتبع سوى الأرض، ولم أفكر أن أعمل يوماً بسواها، وكل ما أرغب فيه أن أوسَع عملي، وأن أعيش بأمنٍ فيها”.