سوسيا.. تجذر البسطاء في وجه الاحتلال
جويد التميمي
بالرغم من محاولات الاقتلاع الحثيثة التي تكررها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحق المواطنين البسطاء في قرية سوسيا جنوب الخليل، إلا أن المواطن محمد النواجعة يصر على البقاء، متحديا كل سياسات تضييق الخناق التي ينتهجها الاحتلال على مدار الساعة لإجباره وعائلته على الرحيل.
في حديثه عن الصمود والتحدي قال النواجعة لـ"وفا"، "تجذرنا بأرضنا في وجه الاحتلال ومستوطنيه، مقاومة، هذا هو عنوان صمودنا، لن نرحل، لن نرحل، سوسيا قريتنا ونحن أحق بها من هؤلاء الدخلاء المعتدين، سنبقى هنا منغرسين رغم أنف الاحتلال، حب الوطن فطرة وشرف وغاية سامية، وليس مجرد حكاية".
أهالي سوسيا تعاهدوا على الصمود والتجذر في الأرض، والبقاء فيها مهما بلغت التضحيات ورغم ممارسات واعتداءات الاحتلال المتواصلة بهدف سرقة أراضيهم لأهداف توسعية استيطانية، مؤكدين أن ضنك العيش في مساكنهم وخيمهم التي ثبتوها بالحجارة والألواح الخشبية من كل جانب، لن يثنيهم عن الصمود.
تقع سوسيا جنوب الخليل ويقطنها 450 فردا من عائلات شنران، وابو ملش، ودعاجنة، ومغنم، واشريتح، وبلل، والنواجعة، سرق الاحتلال نحو 2000 دونم، من مجمل أراضيها الــ3269 دونما، ويعتمد جميع الأهالي هناك في تأمين قوت يومهم على مصادر رزق متواضعة ورثوها جيلا عن جيل، كرعي الأغنام والزراعة في أراضيهم التي عمروها بعرقهم الممزوج بقساوة الحياة.
وأضاف النواجعة، "لا نأبه لمحاكمهم وأحكامهم ولا بقراراتها، سرقوا الكثير من ممتلكاتنا وأراضينا، دمروا مزروعاتنا وهاجموا رعاة الغنم، قلعوا أشجارنا وخربوا حياتنا، لكننا مصرون على البقاء، ونجد في صمودنا ووجودنا تحديا للاستيطان".
وتابع بغصة، شارحاً حال قريته، "الاهالي يقطنون في بركسات وخيم وبيوت ومساكن من صفيح، نحن صامدون هنا، مستوطنو ما تسمى مستوطنة "سوسيا"، لا يألون جهدا في الاعتداء علينا، فهم يهاجمون قريتنا تارة، ويرشقوننا بالحجارة تارة اخرى، ويشتموننا ويعتدون على مراعينا ومحاصيلنا الزراعية ويهاجمون بكلابهم المسعورة قطعان ماشيتنا، ويقلعون أشجارنا، حتى المتضامنين الأجانب الذين يأتون لمؤازرتنا لا يسلمون أيضا من اعتداءاتهم، إنهم يحاولون تهويد سوسيا وهذا لن يكون".
من جانبه أوضح الناشط ضد الاستيطان الذي يقطن سوسيا نصر النواجعة لــ"وفا" أن محكمة الاحتلال قررت خلال الايام القليلة الماضية اقتلاع وهدم 7 مساكن في القرية تعود ملكيتها للمواطنين، عزام يوسف النواجعة، ومحمد موسى مغنم، وعبد المحسن محمود النواجعة، وبحرقة، قال: "إنها تؤوي ما يقارب 42 فردا، وهذا القرار في حال نُفذ، ستبقى هذه العائلات في العراء بلا مأوى".
وأشار عدد من مواطني سوسيا في أحاديث منفصلة لـ"وفا"، "إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تصعيد إجراءاتها في قريتنا وتغلق الطرق، وتنصب الحواجز بزعم إجراء تدريبات عسكرية في المسافر، وتحتجز أطفالنا التلاميذ تارة، والمعلمين تارة أخرى، انهم يتبادلون الادوار مع مستوطنيهم الذين يهاجمون منازلنا بالحجارة والقاذورات، وهم يحملون أعتى الأسلحة والاكثر تطورا في المنطقة، ويحاولون بشتى الطرق اللاانسانية سد منافذ الحياة علينا لكسر صمودنا وإجبارنا على الرحيل، حكايتنا طويلة لكن إرادتنا أعظم من جبروتهم".