أحد الشعانين... الصلاة من أجل الشهداء
إيهاب الريماوي
يستعد الشاب سالم فواضلة (28 عاماً) من قرية عابود شمال غرب رام الله، للتوجه هو وعائلته إلى رام الله للمشاركة في مسيرة الشموع تضامناً وحداداً مع شهداء غزة.
وقال فواضلة: "هذا اليوم ستكون احتفالاتنا مختلفة عن الأعوام الماضية، نحن جزء أصيل من هذا الشعب، قدمنا شهداء وجرحى وأسرى، كيف لنا أن نقيم احتفالات وأهلنا في غزة الحبيبة يقتلون، هذه الجرائم تمسنا جميعاً".
وأضاف: "بالصلاة والدعاء في الكنائس، هناك رسالة مهمة نوجهها للعالم بأن شعبنا لا ينطوي تحت الطائفية بل هو موحد بالدم والروح، وكلنا نعاني من مجرم وجلاد واحد وهو الاحتلال".
وكانت سرية رام الله الأولى نشرت بيانا مقتضبا اكدت فيه إلغاء كافة الفعاليات العامة وعروض الكشافة في شوارع رام الله تضامناً وحداداً على أرواح الشهداء، وجاء في البيان، "لأننا أبناء أرض السلام ومهد الديانات، قررنا إلغاء استعراض أحد الشعانين تضامناً مع أهلنا في قطاع غزة، بعد المجزرة التي ارتكبت بحق شعبنا في قطاع غزة بذكرى يوم الارض الخالد".
بدوره، رأى راعي كنيسة اللاتين في رام الله الأب جمال خضر، أنه لا يمكن الاحتفال العام بأحد الشعانين وأهل غزة في ألم وحزن، بعد ارتقاء 15 شهيداً وإصابة نحو 1500.
وأضاف في اتصال مع "وفــا": "ما حصل في قطاع غزة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية ألم كبير، وقررنا أن تقتصر احتفالاتنا على الشعائر الدينية، والصلوات في الكنائس والأديرة".
وقال خضر: "قررنا إلغاء الاحتفالات احتراماً وإجلالاً لدماء الشهداء والجرحى، وفي المساء سنقوم بمسيرة شموع وعلى أرواح شهداء مجزرة غزة، وسنرفع الدعاء والصلوات بالكنائس، من أجل السلام العادل في بلادنا".
من جهته، قال رئيس أساقفة اللاتين في القدس، البطريرك ميشيل صباح: "اليوم هو عيد المجد والفرح والأمل، وفي غزة هو يوم موت وحداد، غزة تحركت بسلام، الآلاف من سكانها المحاصرين قاموا بمسيرات سلام، ولاقوا الموت".
وتابع: "فلسطين تبقى قضية إنسان يبحث عن الحق والعدل والمساواة والكرامة الواحدة التي منحها الله للجميع".
يذكر أن أحد الشعانين هو الأحد الأخير قبل عيد الفصح المجيد، وتحتفل الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي في فلسطين وسائر أنحاء العالم.