بيتونيا التي تفاجئك
لنا حجازي
لا يعرف الكثيرون من سكان الضفة الغربية أن بلدة بيتونيا الواقعة غرب مدينة رام الله، فيها عمارة تاريخية مميزة، إذ أن البلدة القديمة تحوي ما يزيد عن 200 مبنى أثري مرتبط بتاريخ البلد والأنشطة الجمعية.
على سبيل المثال فيها منطقة "بير السطح" التي كان الغجر يأتون إليها، وكان الأطفال يقدّمون البيض لهم حتى يتسنى لهم النظر داخل صندوق العجب، أما "البَدّ" والذي ما زالت آثاره شاخصة حتى الآن، فكان الأهالي يتجمّعون فيه لعصر زيتونهم.
تقول المهندسة المعمارية شذى صافي من مركز رواق، إن بيتونيا "قرية كرسي"، بمعنى أن لها أهمية لمحيطها، حيث سكنها الشيخ الذي كان يجمع الضرائب في العهد العثماني وكان قصره فيها، موضحة أن البلدة خسرت الكثير من مبانيها القديمة بعد هجرة العديد من أهلها إلى الخارج حيث أُهملت، ومع دخول الحافلات إلى البلاد تبرعت عدة عائلات ببيوتها لتوسيع الشوارع حتى تتمكن الحافلة من الدخول إلى البلدة.
المباني الموجودة في البلدة حالياً تحاكي النمط الفلاحي، سواء كان بسيطاً أو مركباً، وتحتوي في الغالب على "قاع" وهو مكان تربية الحيوانات، أما "المصطبة" فهي للمعيشة و"الراوية" للتخزين، وتشكيل أغلب بيوتها يأتي على نمط "حوش"، تحيط به غرف تقسّم على العائلة الممتدة لتسكن فيها وتشترك بالحوش الخارجي.