راجعين ع بئر السبع!!
خضر الزعنون
"سنعود إلى أرضنا يوما، عندنا أمل ومزروع فينا وراح نرجع رغم مرور السنين الطويلة والعمر المديد...أولادنا يتعلقون بالأرض وهمهم أن يعودوا إلى أرض أجدادهم في بئر السبع".
بهذه الكلمات اختصرت المسنة غالية الملالحة، رحلة وصولها إلى الأراضي الحدودية قرب موقع "ملكة" العسكري الإسرائيلي شرق غزة على مقربة من السياج الفاصل وأبراج المراقبة العسكرية.
وتشير الملالحة (60 عاما)، إلى أن عائلتها كانت تسكن في مدينة بئر السبع في أراضي عام 48، وقامت العصابات الصهيونية بتهجيرهم إبان نكبة فلسطين بشكل قسري ولجأت إلى غزة، وتقيم في قرية الملالحة بحي الزيتون بمدينة غزة، أحد أكبر أحياء المدينة.
"من يوم الجمعة وأنا أقضي كل وقتي هنا مع ربعنا ونقوم بجمع العشب وضلوع الشوك لنطعم الغنم والجمال، نحن نأتي هنا ما نخاف، ربنا معنا يرعانا ويحفظنا بعنايته وأمنه". تقول الملالحة.
وتضيف وهي جالسة فوق عشب موضوع على عربة يجرها حمار: "أجمع العشب وأطعم الماشية كوم كوم ثم أضعه على العربة، وأنقلها للبيت في القرية لمسافة بعيدة".
ورغم خطورة المكان وبعده عن التجمعات السكنية، إلا أن العشرات من البدو يقومون برعي أغنامهم وجمع الحصيد لإطعام الماشية والجمال، من خلال عربات تجرها الحمير.
ويواصل أهالي القطاع كبارا وصغارا بشكل يومي المسير باتجاه الأراضي الحدودية، وبعضهم يقيم خياما تحمل أسماء المدن والبلدات والقرى المهجرة مثل: "بئر السبع، وصفد، وحيفا، ويافا، وعكا، واللد، والرملة، والمجدل، واسدود، وبيت جرجا، وبيت دراس، ونعليا، وبرير، ويبنا"، ويرفعون أعلام وخارطة فلسطين، في تعبير عن إصرارهم بالتمسك بحق العودة.
ويستعد أهالي القطاع يوم الجمعة المقبل، لإقامة فعالية تأبين للشهداء على مقربة من الحدود الشرقية لغزة، في إطار إحياء الذكرى 42 ليوم الأرض.
وتسعى الهيئة الوطنية العليا للمسيرة لإبقاء تواجد المواطنين في الخيام ومواصلة المواجهات مع الاحتلال قرب السياج الحدودي.