نابلس.. هل ينهي "شريان الحياة" أزمة المياه؟
زهران معالي
تشير نتائج إحصائية لبلدية نابلس، إلى أن كميات المياه المنتجة من ست آبار جوفية وعيون مياه أخرى تغذي المدينة، تبلغ سنويا قرابة ثمانية ملايين متر مكعب.
الكمية وفق البلدية تغطي حوالي 70% من إجمالي احتياجات السكان التي تزداد معاناتهم سنويا خلال فصل الصيف؛ نظرا لزيادة الطلب على المياه.
ويعتبر بئرا الفارعة والباذان أهم الآبار الجوفية التي تملكها بلدية نابلس، حيث تبلغ كمية المياه المنتجة سنويا من البئرين حوالي ثلاثة ملايين متر مكعب سنويا (حوالي 400م3/الساعة)، يتم ضخ تلك المياه عبر خط مياه ناقل بطول 6000 متر، حتى محطة ضخ المساكن الشعبية شرق المدينة.
ونظرا للحاجة لضخ كميات إضافية لمواجهة الطلب على المياه خاصة في فصل الصيف، دشنت بلدية نابلس اليوم الثلاثاء، مشروع "شريان الحياة" الاستراتيجي كبديل لخط مياه الباذان الناقل القديم، برعاية رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم، ودعم من صندوق إقراض وتطوير البلديات وبلدية نابلس.
وقال عضو مجلس بلدية نابلس حافظ شاهين لـ"وفا"، إن الخط الناقل الجديد سيكون بقطر "20 إنشا" وبطول ستة كيلومترات من الباذان وصولا للمساكن الشعبية، وسيحل بدلا من الخط القديم الذي شيد قبل 45 عاما بقطر "12 إنشا" عندما كان معزوز المصري يرأس البلدية في سبعينيات القرن الماضي.
وأطلقت البلدية اسم "شريان الحياة" على الخط الناقل الجديد؛ كون المدينة عانت العام الماضي من أزمة مياه تتفاقم منذ عدة سنوات؛ نظرا لشح مياه الأمطار المغذية للينابيع والآبار الجوفية وتراجعها عن المعدل السنوي خلال الخمس سنوات الماضية، وفق ما أوضح شاهين.
وأشار إلى أن البلدية لجأت خلال العام الماضي لشراء المياه من أصحاب الآبار الخاصة في سهل سميط بمنطقة النصارية، ومدت خطوطا منها إلى بئري الباذان والفارعة، ونقلت إلى عين دفنه شرق المدينة لتجاوز مشكلة المياه.
وأضاف شاهين: البلدية لجأت لتشييد خط "شريان الحياة"، نتيجة محدودية كميات المياه التي يمكن ضخها في الخط القديم نتيجة الزيادة السكانية وزيادة الطلب على المياه خاصة خلال فصل الصيف، وهناك حاجة لزيادة كميات المياه المزودة لمدينة نابلس من جهة الباذان، وبالتالي فإن قطر الخط الحالي غير كاف لاستيعاب كميات مياه إضافية.
ونوه إلى أن "شريان الحياة" سيعمل على نقل المياه عبر الخط الناقل بقدرة ضخ تتراوح بين 800-1000 متر مكعب/ ساعة، تجمع في خزان مياه مزود بمضخة دافعة، حيث تم طرح عطاء لإنشاء المشروع، وقدمت عددا من العروض يجري دراستها حاليا، متأملا أن ينتهي العمل بالمشروع قبل بداية فصل الصيف.
ووفق ما أعلنت بلدية نابلس خلال مؤتمر صحفي اليوم، فإن الخط القديم يتطلب تكاليف صيانة مرتفعة، حيث إن الخط القائم قديم جدا ومهترئ، وتجاوز عمره العمر الافتراضي حسب توصية الشركة الصانعة، حيث تجري أعمال صيانة تتم على الخط بشكل شهري .
ونوهت إلى أن الفاقد في الخط القديم مرتفع ويبلغ قرابة 70 ألف متر مكعب سنويا، أي ما يعادل 400,000 شيقل سنويا، إضافة إلى وجود الخط بأراضي المواطنين وليس في الشارع العام، وهناك عدة مطالبات من أصحاب قطع الأراضي إلى نقل وإزاحة الخط من أراضيهم لأغراض البناء.
وأوضح رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، أن المشروع الجديد يعمل على تحقيق أهداف عدة، أبرزها توفير كميات مياه إضافية لأغراض الشرب لمدينة نابلس وبعض القرى المجاورة والمخيمات الأربعة التابعة لمدينة نابلس، وذلك عن طريق زيادة كميات المياه التي تضخ في الخط بعد شراء مياه من آبار خاصة وعن طريق خفض الفاقد. وكذلك إلى تقليل تكاليف الصيانة المرتفعة والتخفيف من أعباء أعمال الصيانة المتكررة الناتجة عن اهتراء الخط القديم؛ خاصة أن مسار الخط الحالي في أراض وعرة يصعب الوصول إليها، وتمكين أصحاب الأراضي من البناء في أراضيهم بإزاحة الخط الجديد إلى الشارع العام.
وأشار يعيش إلى توفير في تكلفة الطاقة اللازمة لضخ المياه، حيث تقدر تكلفة ضخ المتر المكعب من المياه بعد تنفيذ الخط الجديد بحوالي 0.66 شيقل بدل من 0.78 شيقل.
وساهمت سلطة المياه الفلسطينية بجزء من الأنابيب اللازمة للمشروع بطول حوالي 2500 متر، فيما طرحت بلدية نابلس عطاء لأعمال التنفيذ بتكلفة تقديرية بلغت ثلاثة ملايين شيقل، بينما سيطرح عطاء لتوريد باقي الأنابيب والقطع اللازمة للمشروع بتكلفة بلغت ثلاثة ملايين ونصف المليون شيقل.
من جهته، أكد رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم، أن الأمن المائي مفتاح الأمن القومي والدولة الفلسطينية المستقلة، مشددا على أن الاستقرار السياسي والاجتماعي والتنمية الاقتصادية لا يتم دون توفر المياه.
وأوضح غنيم، أن التحدي الأول الذي يواجه الشعب الفلسطيني هو توفير مياه الشرب، مؤكدا وجود أزمة مائية في نابلس وبقية الوطن خاصة في منطقة الجنوب، وأن سلطة المياه تعمل على توفير كل ما تستطيع.
ونوه إلى مجموعة من المشاريع على مستوى الوطن لتحسين قطاع المياه، حيث بلغت المشاريع في قطاع غزة مليار ونصف المليار دولار خلال السنوات الماضية، لتحسين وضع المياه وإنقاذ قطاع غزة من الكارثة البيئية.
وتابع: الضفة الغربية تعاني من مشكلة في كمية المياه وحصار مائي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.