ورحل المبصر لعائلة كفيفة
حكاية شهيد
غزة- الحياة الجديدة- هاني ابو رزق- خرج جهاد أبو جاموس من بيته مع ساعات الظهيرة بعد أن أخبر زوجته وابناءه أنه سيصلي الجمعة بالقرب من الحدود من أجل المشاركة بفعاليات يوم العودة على أمل أن يعود ويخبرهم بمجريات تفاصيل ما سيحدث.
اتجه جهاد برفقة أصدقائه صوب خيام العودة قرب الشريط الحدودي، وانتفض في وجه محتل اغتصب الأرض، ليشارك رفقاءه في مسيرتهم السلمية، لكنه استشهد برصاصة غادرة من قناص احتلالي أصابت رأسه.
الاحتلال برصاصته لم يقتل جهاد وحده بل قتل أفراد عائلته المكفوفين، فكيف لا وهو كان معيلهم ومبصرهم.
الشهيد جهاد "30 عاما" من سكان بلدة بني سهيلا قرب خان يونس، له أربعة أبناء، وهو الوحيد مع شقيقه من المبصرين في ظل معاناة خمسة من أفراد العائلة المكفوفين، فقدر الله كتب له ولشقيقه النجاة من مرض وراثي أصاب العائلة.
أنهى أبو جاموس الثانوية العامة واتجه الى العمل برفقة شقيقه على عربة بمهنة جمع البلاستيك الألمونيوم وبعض المعادن الأخرى لبيعها وكسب شواقل معدودة لا تكاد تكفي سد احتياجات عائلته البسيطة.
وبقلب يعتصره الألم وحرقة الفراق على فلذة كبده، قال والده: "ابني جهاد كان بمثابة صديقي وأخي وعكازي الذي اتعكز عليه, وعندما كنت أخرج من البيت، آخذه معي ليرشدني على الطريق".
واضاف: "الحمد الله، جهاد كان محبوبا بين أصدقائه وجيرانه وعائلته، وعندما كنت احتاج لفلوس كان يعطيني الله يرحمه، في نفس اليوم الذي استشهد فيه كنت أسمع الراديو وان عدد الشهداء وصل الى 15، شعرت ان جهاد منهم، بعدها ذهبت الى المشفى الاوروبي بمدينة خان يونس فوجدته مستشهدا".
أما والدة الشهيد فقالت: "جهاد كان عمود البيت خاصة بمساعدة اخوته المكفوفين، وكان يعيل الأسرة بـ 15 شيقلا يحصل عليها مقابل عمله بجمع البلاستيك، في البداية أعلمني اصدقاؤه أنه أصيب بجروح، لكن في النهاية علمت انه استشهد، الحمدالله.. عاش بطلا واستشهد بطلا". وأضافت: "وضعي الصحي غير جيد لأنني مريضة بالسكري، الله يرحم جهاد كان يساعدني بإعالة إخوته الأربعة المكفوفين إضافة الى والده".
وناشدت والدة الشهيد جهاد، الرئيس محمود عباس بمساعدة العائلة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها.