احتفالات سبت النور تجسيد لحق العودة وانتصار للشهداء
بلال غيث كسواني
من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، تعالت هتافات المحتفلون لحظة وصول شعلة النور بعد مسيرة طويلة من كنيسة القيامة بالقدس المحتلة إلى رام الله، مرورا بحواجز الاحتلال وجدرانه.
المحتفلون الذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى كنيسة القيامة للاحتفال بسبت النور، طافوا في شوارع مدينة رام الله حاملين شموع وقناديل أضيئت نارها من شعلة النور المقدسة، رافضين الإذعان لشروط سلطات الاحتلال بالحصول على تصاريح خاصة لدخول القدس، بعد اقتصارها على فئة قليلة منهم.
وقال خليل ميخائيل أحد المحتفلين بسبت النور في رام الله لـ"وفا": "إنه رغم الادعاءات الإسرائيلية بمنح حرية العبادة للفلسطينيين إلا أن الإجراءات على الأرض تتناقض مع هذه الادعاءات، حيث رفضت إسرائيل السماح للمسيحيين بدخول القدس عدا لأعداد قليلة منهم قدموا من الضفة الغربية وقطاع غزة".
ونظمت في عدد من شوارع مدينة رام الله عروضا كشفية ومسيرات احتفالية شارك فيها رجال دين مسيحيون، وسط فرحة بوصول "النور العظيم" القادم من كنيسة القيامة في القدس.
وتقدمت المسيرات لافتات ضخمة كتب عليها "القدس عاصمتنا"، و"لشهدائنا عهد أن نبقى على الدرب"، استذكارا لشهداء فلسطين عموما وللشهداء الذين سقطوا في جمعتي العودة في قطاع غزة.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام لــ"وفا"، "نهنئ أبناء شعبنا بسبت النور، والعيد اليوم يمثل نور العودة استذكارا لشهداء مسيرة العودة، فالاحتلال يريد أن يلغي كل ما هو فلسطين ولكنه لن ينجح في ذلك".
وأضافت غنام "نأمل أن يكون استقبالنا للنور في العيد المقبل بالقدس وقد تحررت من الاحتلال، والاحتفالات التي تشهدها رام الله تجسد التآخي المسيحي والإسلامي، وهي محاولة لرسم البسمة والفرحة في نفوس أطفالنا الذين يحاول الاحتلال بث اليأس في نفوسهم".
وقال راعي كنيسة تجلي الرب الأرثوذكسية في رام الله، الرئيس الروحي لمحافظة رام الله والبيرة الأب إلياس عواد، إن نور المسيح هذا يدفع الأسرة البشريّة إلى الدأب في السعي وراء العدالة والمصالحة والسلام، كما يدفع إلى أن نكون واحداً منسجمين مع بعضنا البعض".
وأضاف "بهذه المناسبة تقام الصلوات والقداديس في مختلف الكنائس في المدن الفلسطينية الرئيسية اليوم، وتضاء الشموع والقناديل".
وتابع: إن "رسالتنا هي رسالة سلام ومحبة، وأن يقي ربنا الأبرياء من الإرهاب، وإن شاء الله نحتفل في القدس العام المقبل وقد تحررت من الاحتلال".
ويعتبر سبت النور آخر يوم في أسبوع الآلام عند المسيحيين، ويستعدون فيه لعيد الفصح والذي يطلق عليه أيضا عيد القيامة، وهو يرمز عند المسيحيين إلى عودة المسيح عليه السلام أو قيامته.
وينقل النور في طائرات ويعبر قارات مختلفة للوصول إلى كنائس العالم المحتفلة بهذا العيد حيث يعبر عن قيامة السيد المسيح وفرح المسيحيين بتضحيته لأجلهم.
وتحتفل الطوائف التي تسير على الحساب الشرقي غداً بعيد الفصح، فيما احتفلت الطوائف المسيحية التي تسير على التقويم الغربي الأسبوع الماضي بالعيد.
وأغلقت كنيسة القيامة أبوابها قبل عدة أسابيع احتجاجا على قيام الاحتلال بفرض ضرائب على الأوقاف المسيحية في القدس المحتلة، لمدة ثلاثة أيام قبل إعادة افتتاحها بعد أن تراجع عن قراره، في مشهد مشابه لمحاولات الاحتلال وضع بوابات إلكترونية لتفيش المصلين في محيط المسجد الأقصى قبل عام تقريبا وقد فشل في ذلك أيضا.