ترجل الفارس وبقيت الحقيقة
زكريا المدهون
رحل الزميل الصحفي المصور ياسر مرتجى قبل تحقيق حلمه بالتحليق في السماء، عندما اغتالته رصاصة قناص اسرائيلي على الحدود الشرقية لقطاع غزة امس.
إشارة الصحافة والدرع الواقي الذي كان يرتديه الشهيد لم تشفع له عند قوات الاحتلال الاسرائيلي التي كان يبعد عنها أكثر من 350 متراً.
اليوم شيع المئات من الصحفيين ياسر الى مثواه الأخير وسط حالة من الحزن والسخط الشديدين على فراق زميل عزيز.
منذ انطلاق مسيرات ذكرى يوم الارض في الثلاثين من الشهر الماضي، تستهدف قوات الاحتلال الصحفيين "عين الحقيقة" بشكل متعمد لثنيهم عن فضح جرائمها بحق أبناء شعبنا الأعزل.
نقابة الصحفيين نعت الزميل مرتجى، معتبرة جريمة قتله اصرارا من جيش الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب الجرائم المتعمدة بحق الصحفيين الفلسطينيين، مغطاة بقرارات من المستوى السياسي في كيان الاحتلال، الذي يبرر ويشجع على قتل الصحفيين واستهدافهم بشتى الوسائل.
وأكدت النقابة أنها ستلاحق قتلة الشهيد في المحافل والمحاكم الدولية، وأنها ستكثف خطواتها وجهودها لتقديم قتلة الصحفيين للعدالة الدولية، داعية الامم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المختصة بحماية الصحفيين الى التحرك الفوري، وترجمة قراراتها وخاصة قرار مجلس الامن الدولي رقم 2222 الى خطوات ملموسة وتوفير حماية ميدانية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين.
بدوره أكد الزميل المصور حاتم موسى، "أنه مهما استشهد من الصحفيين أو أصيب منهم المئات ولو بقيت يد واحدة لنا سنواصل المشوار واظهار الحقيقة للعالم ما يقع من ظلم على شعبنا."
موسى الذي أصيب بجروح خطيرة خلال عدوان 2014، قال:" إن ياسر كان يرتدي درعا واقياً ومكتوب عليه بشكل واضح باللغة الانجليزية صحافة.. أعتقد أن الجيش الإسرائيلي يميز جيدا أنه صحفي."
وشدد "على أنه لا يمنعنا اية إعاقة مهما كانت عن تكميل المشوار واظهار الحقيقة وفضح جرائم الاحتلال الاسرائيلي حت أخر قطرة دم فينا وهذا عهد علينا."
من جانبه أكد الزميل والكاتب الصحفي فايز أبو عون، أن ما حدث بالأمس من قتل الصحفي ياسر مرتجى وإصابة عدد آخر من الصحافيين والإعلاميين، ما هو إلا امتداد للإجرام الإسرائيلي الذي ينتهجه ضد شعب أعزل يحاول بكل بالوسائل السلمية إظهار أننا شعب يريد أرضه التي هُجر عنها في العام 48، وأن نعيش كباقي شعوب العالم بأمن وسلام."
وشدد على أن الإعلام الفلسطيني هو بمثابة شوكة في حلق المحتل الغاصب، وصورته سريعة الانتشار في العالم أجمع، لكسب التأييد العربي والأوروبي وحتى الأميركي مع هذه القضية العادلة، وصورة الطفل التميمي في الخليل التي فضحت الإجرام من خلالها، وإظهار للعالم أن جنود مدججين بالسلاح لا يفرقون بين طفل وشاب، بل كلهم في دائرة الاستهداف واحد."
وقال أبو عون: "إنه منذ ظهور الإعلام الإلكتروني على اختلاف أنواعه ومسمياته، والذي عمل على فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لحظة بلحظة وتوثيقها ونشرها للعالم، وهو يتخبط، حيث حاول الناطقون العسكريون لديه تزوير الحقيقة من خلال أخذ بعض الصور والرسوم الكاريكاتورية واللعب فيها عبر "الفوتوشوب" وإدخال بعض الرسومات التي يحاول من خلالها طمس الحقيقة، إلا أن نشر الصور الحقيقية بجانب الصور المزورة، فضح كذبهم ليس في ارتكاب الجرائم فحسب، بل في تزوير الحقيقة أيضاً."