النقل الداخلي في طوباس.. فشل بانتظار التصويب
الحارث الحصني
خط النقل الداخلي "السيرفيس" في محافظة طوباس، لم يشتغل سوى شهر واحد، لأسباب يراها البعض منطقية نظرا لعدم الاقبال، وآخرون يجدونها خطوة متسرعة كانت بحاجة لدراسة قياس نجاح المشروع من عدمه.
الثلاثون من تشرين الأول لعام 2013 اشتغل الخط، كتجربة على مركبات السفريات الخاصة، وكان من المفترض أن تعمل 6 مركبات خاصة على الخطوط الداخلية، ولكنه توقف، رغم مطالبات المواطنين بضرورة تشغيله؛ نظرا للحاجة إليه.
مدير دائرة النقل والمواصلات في طوباس وليد عبد الرازق لمراسل "وفا،" يتحدث عن أسباب توقفه، بقوله: عانى سائقو المركبات التي تم تشغيلها للنقل الداخلي من سوء المردود المادي، وقلة عدد الراكبين.
ويضيف: من أسباب فشل المشروع أن صاحب المركبة لا ينقل في اليوم أكثر من مرة، هذا بحد ذاته خسارة كبيرة، ورأينا في مديرية النقل أن الشهر كافٍ للحكم على المشروع، والدليل أن بعد هذه التجربة طرح وجود باص لكن لم يتقدم أحد للعطاء.
ويقول رئيس لجنة السير في محافظة طوباس أحمد الأسعد، "ناقشنا مشروع تشغيل الخط الداخلي بناء على متطلبات السكان مع مديرية المواصلات، والجهات ذات الاختصاص، ورغم وجود كل هذا في المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية، لم يكلل المشروع بالنجاح.
وعزا الأسعد فشل المشروع إلى الشح في عدد مرات النقل، كون المواطنين لم يتقبلوا الفكرة".
في حين يرى المواطن محمد دراغمة غير ذلك، على اعتبار أن "المؤسسات الحكومية متفرقة في أكثر من منطقة بالمدينة، والطلبات الداخلية مرتفعة، ولو مددوا فترة التجريب لتشغيل الخطوط لنجحت".
ويتفق المواطن عبيدة صوافطة مع سابقه، بالقول "لا يمكن أن تحكم على مشروع كهذا من شهر فقط".
وتقول ولاء أبو بكر، وهي إحدى القادمات إلى المدينة، "البلد بحاجة لسيرفيس داخلي، كوني من خارج المدينة، وأرغب بزيارة أحد يسكن في أطرافها، وأطالب بضرورة اعادة تشغيله، وبقوة".
وتوقع المواطنون أنه بعد اقامة المستشفى التركي الحكومي في شمال المدينة، من شأنه أن يساعد على تفعيل خط النقل الداخلي، لكنه في حقيقة الأمر لم يتغير شيء.
منتصف آذار عام 2015، وصل كتاب من لجنة السير في محافظة طوباس، يطالب مديرية النقل والمواصلات في المدينة، بإعادة دراسة موضوع وجود خط للنقل الداخلي.
ويظهر في أسفل الكتاب الموجود في سجلات مديرية النقل، اربعة أماكن رئيسية يمكن أن تساعد على تشغيل مركبات النقل، وهي المستشفى، ومنتصف البلد، والجامعة، والمحافظة.
ويبلغ طول الشارع الرئيسي في المدينة (5.5) كم، وعرضها بما في ذلك منطقة الثغرة، (4) كم، كما وضح مساعيد.
وبهذا الخصوص، قال عبد الرازق: التعامل مع المستشفى التركي كان خاصا، عندما طلبنا من مركبات النقل العمومي العاملة على خط طوباس- عقابا أن تمر من أمامه لتحميل الركاب منه، وحتى هذه الأيام يواصل المواطنون الذين يقصدون المستشفى الذي أنشأ مطلع العام 2014، استخدام المركبات على الخط المذكور.
ومن ضمن الحلول التي قدمها المواطنون في تلك المنطقة، أنهم طالبوا بتخصيص مركبات لأربعة ركاب فقط لكسب الوقت، منوهين إلى أن المركبات الحالية تتسع لسبعة ركاب، وتحتاج وقتا للتحميل.
عبد الرازق بدوره أشار إلى أن المركبات كان من المفروض ألا تتوقف، لتكتمل حمولتها بالكامل، مؤكدا أنه سيتم دراسة اعادة تشغيل الخطوط الداخلية، وربطها بمناطق أكثر حيوية حسب متطلبات المرحلة المقبلة.
وأضاف: حاليا تم نقل مكتب تكسي يعمل بنظام العداد إلى باب المستشفى التركي الحكومي، لتسهيل تنقل المواطنين من المستشفى إلى باقي الأماكن.
ولم يقتصر الأمر فقط على الذهاب إلى المراكز والدوائر الحكومية الخدماتية، فخلال السنوات الماضية بدأ تمدد البناء الأفقي في طوباس، خصوصا في مناطق وعرة استصلح مستثمرون شوارع لتوصلهم إليها.
يقول الأسعد، "إذا وصلتنا مطالبات من المواطنين بإعادة تشغيل خطوط النقل، فإننا سنناقش هذا المطلب لمعرفة مدى نجاحه من فشله، وتجنب الأمور التي أدت لإخفاقه في المرة الأولى".
" مشينا تقريبا عشرين دقيقة، كل مرة يقول لنا مضيفنا اننا اقتربنا من بيتهم، الأمر متعب وشاق، تمنيت لو مرت أي سيارة تحملنا". قالت أبو بكر.