"أنكروه"
لنا حجازي
لا يهدأ قلب عائشة بدوي منذ 16 عاماً، فقد اختفت آثار ابنها محمد البدوي في اجتياح مخيم جنين عام 2002، ولم يعرف له طريق يدل عائلته عليه أو يطمئنها على حاله.
آخر مرة شوهد فيها محمد كانت خلال الاجتياح، حيث رآه عدد من سكان المخيم في حارة الحواشين وكان مصاباً في ساقه، وقدّمت له الإسعافات الأولية ولكن لم يقدر أحد على حمله نظراً للظروف المعقدة وقت الاجتياح واقتراب قوات الاحتلال من مكان تواجده.
البعض قال إنه شهد اختطاف محمد من قبل جنود الاحتلال منقولا على حمالة، والبعض الآخر تحدث عن رؤيته في إحدى مستشفيات الداخل الفلسطيني محاطاً بجنود وضابط، وغيرهم تحدثوا عن سجون سرية للاحتلال يحتفظ فيها بمحمد ومفقودين آخرين.
كل هذه الأقوال تجتمع في قلب الأم عائشة لتحوّله إلى موقد لا تنطفئ ناره، وهي لا تعلم مصير ابنها. لجأت إلى كل الجهات التي يمكنها المساعدة ومنها الصليب الأحمر، الذي لم يحصل على رد إيجابي في كل مرة سأل فيها عن محمد.
تقول عائشة بغصة لا تفارق صوتها: "لقد أنكروه ليس وحده من اُنكر، مثله الكثيرون".