مروان قديح..رصاصة متفجرة تخطف حياته
حاتم أبو دقة
رصاصة متفجرة أصابت ركبتي مروان قديح (45 عاما)، أقعدته 5 أيام في العناية المركزة، ورغم بترهما، إلا أن انتكاسة صحية ألمَّت به يوم أمس، فارتقى شهيدا.
الشهيد قديح أصيب أثناء مشاركته في أحداث الجمعة الأولى لمسيرة العودة شرق بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة، ولم يتوقع أحد ان تؤدي إصابته بالساقين، الى استشهاده، ولكن الرصاصة المتفجرة نهشت جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
رئيس قسم الأوعية الدموية في مستشفى غزة الأوروبي سامي أبو سنيمة، قال: وصل قديح مصابا برصاصة في ركبتيه مدخل ومخرج، أدت الى تهتك في الاوعية الدموية والأعصاب وكسر في العظام، وأجريت له عملية مستعجلة، لتوصيل الأوعية الدموية حفاظا على حياته.
وتابع: بعد مرور 5 أيام على اجراء العملية فوجئنا بانفجار الأوعية الدموية مكان الإصابة، وخضع لعملية عاجلة لوقف النزيف، وعمل وصلة ثانية مؤقتة، لحين علاج الالتهاب، وتنظيف الجرح.
ونوّه إلى أنه تم تخفيف الضغط على العضلات بفتح الساق من الجهتين، وإعطائه كافة المضادات الحيوية اللازمة، ولكن بعد يومين ازدادت حالته سوءا، وتبين وجود انتفاخ في الساقين استدعى نقله إلى غرفة العمليات، وتبين حينها أن 90% من عضلات الساقين قد تلفت، وتم إخضاعه للمتابعة لمدة 48 ساعة، قبل اتخاد قرار عملية البتر.
وأكد أن الرصاص المستخدم من نوع خاص، بحيث تجد فتحة المدخل لا تزيد عن (2 سم ) ومخرج يزيد عن ( 15 سم)، ويؤدي الى موت بشكل بطيء للإنسان المصاب.
وأشار إلى أنه يبدوا للوهلة الأولى لأهل المصاب ولكافة المتابعين عبر وسائل الإعلام أن معظم الإصابات في الأطراف يسهل علاجها، ولكن من خلال متابعتنا لأكثر من 40 حالة وصلت الى المستشفى تعاني من إصابات في الأوعية الدموية تبين استخدام الاحتلال لرصاص من نوع خاص متفجر ويحتوي على مادة سامة تتفاعل داخل جسم الانسان، ولا تستجيب الجروح بعدها لكافة المضادات الحيوية، ويؤدي إلى الوفاة.
وأوضح أبو سنيمة انه ومنذ عمله في المستشفى مع بدية الانتفاضة الثانية، والحروب السابقة عالج أكثر من 3000 حالة إصابة في الأطراف، دون حدوث مضاعفات إلا ما نذر.
وبين ان أصعب الحالات التي مرت عليه هي في الحرب الأخيرة ومسيرة العودة، حيث تعمد الاحتلال الى استخدام رصاص من نوع خاص يؤدي الى الموت البطيء، وإحداث إعاقات لأكبر عدد ممكن.
وقال: انه تم حتى اللحظة اجراء أربع عمليات بتر ومرشح حالتين جدد، مناشدا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكافة مؤسسات حقوق الانسان الى تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة نوع الرصاص المستخدم، ومعاقبة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا الأعزل.
زوجة الشهيد الحامل لم تستفق بعد من الفاجعة، عشرات النسوة يحاولن التخفيف من مصابها، حفاظا عليها، وعلى الجنين.
صرخات شقيقات الشهيد وأبنائه السبعة الذي لم يكمل أكبرهم (الـ 15عاما ) تعالت حزنا وألما على فراق والدهم، الذي نجا بأعجوبة من الموت خلال الحرب الأخيرة على غزة، عندما بقي في مزرعته، ولم يخرج منها رغم كافة نداءات قوات الاحتلال بإخلاء البلدة، وارتكاب مجازر بحق أهلها.
أحد أقرباء الشهيد المصاب كريم أبو رجيلة أشار إلى أنه كان يقف كباقي المواطنين عندما تفاجأوا بإصابته ووقوعه على الأرض ملطخا بدمائه.