طلبة على أنقاض المدرسة
جويد التميمي
سبورة وطباشير، طاولة وكراسي، وسائل تعليمية وأثاث، ستائر ولوحات واوراق، ملفات تعليمية وأقلام، جميعها متناثرة على أنقاض مدرسة زنوتا الأساسية المختلطة التي دمرها الاحتلال جنوب الخليل.
الطلبة الأطفال افترشوا الأرض لاستئناف مسيرتهم التعليمية صباحا، بعد ان أصبحت مدرستهم أثرا بعد عين، في إرادة صلبة لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية التي لا تستثني من بطشها بشرا ولا حجرا ولا شجرا .
الطالبة الطفلة زينة عيسى أبو الكباش قالت لــ "وفا"، بينما كانت تنظر بحسره على بقايا المدرسة، "لما جينا الصبح على مدرستنا لقينا الجنود هادينها، لكن ما راح يقدروا يمنعونا من التعليم، راح ندرس على التراب، حتى لو هدوا مدرستنا يلي بنتلنا اياها التربية والتعليم، راح نضل نبنيها ولو هدوها اكثر من مرة".
محافظ الخليل كامل حميد، قال معلقا على الجريمة، إن هدم مدرسة الصمود التحدي، محاولة للنيل من صمود أبناء شعبنا، رسالتنا دوما كما هي "سننتصر وينتصر تلاميذ زنوتا وسنبني دولتنا المستقلة".
فيما اعتبر رئيس قسم متابعة الميدان التربوي في تربية جنوب الخليل يوسف السلامين، أن عملية الهدم تندرج ضمن سياسة الاحتلال الهادفة لتدمير كل ما هو فلسطيني، للاستيلاء على الأرض، هذه المنطقة المهمشة النائية والمحاطة بجدار الفصل العنصري والمستوطنات بحاجة ماسة لوجود مدرسة فيها، لكن الاحتلال يهاجم كل تطوير نقوم به لخدمة الأهالي وضمان ثباتهم على أرضهم.
وتابع، عشرون عائلة تقطن تجمع بدوي زنوتا شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وهي المدرسة رقم (7) ضمن مدارس التحدي التي افتتحت مؤخرا، علما اننا شيدناها بألواح "الزينكو" والطوب، وهي تحتوي على 6 غرف ومرافق ووحدة صحية.
وأشار إلى أنها تخدم عدة تجمعات بدوية وخرب وقرى، منها: الشويكة، وزنوتا، والرماضين، وغيرها من المناطق التي يقطن أهلها الخيام والكهوف والبركسات، ويعتمدون في حياتهم على الزراعة وتربية المواشي.
وقال مدير التربية والتعليم في جنوب الخليل محمد سامي لــ "وفا"، إن الوزارة انتهجت سياسة توفير التعليم في المناطق المستهدفة من الاحتلال ومستوطنيه، وقرب جدار الفصل العنصري، فكان في أعلى سلم أولوياتها التجمع البدوي في زنوتا الذي يتواجد فيه 40 تلميذا وتلميذة من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف السادس الابتدائي تقريبا، وهم يعانون من صعوبة الوصول الى المدارس، لذلك قمنا ببناء هذه المدرسة.
وأضاف، بعد أن هدم الاحتلال المدرسة نصبنا خياما لضمان استمرار العملية التعليمية، وسنعيد بناء المدرسة، وأكد أن ما حدث من مصادرة للأثاث تحت جنح الظلام، ما هو الا دليل على ضعف الاحتلال أمام إرادة الفلسطيني المتمسك بأرضه.
وناشد المؤسسات الدولية بالتدخل لحماية حقوق الطلاب التعليمية، واتخاذ موقف جدي إزاء هذه الممارسات الهمجية العدوانية، وتوفير الحماية للمدارس والطلبة والمعلمين الفلسطينيين.
يشار الى ان مستوطنين من مستوطنات "شمعة و حفات مور وغيرهما" أقدموا في الأيام الأخيرة على تصوير المدرسة، ووصفوها على صفحات التواصل الاجتماعي بـ"المدرسة العنصرية" بحسب زعمهم.
وكان محافظ الخليل كامل حميد، ووزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، افتتحا المدرسة في الخامس والعشرين من آذار الماضي، وذلك ضمن 6 مدارس أخرى حملت اسم "مدارس التحدي".