قمة عادية في ظروف استثنائية
أسيل الأخرس
تفاؤل حذر أبداه سياسيون حيال مخرجات القمة العربية العادية المنوي عقدها الأحد المقبل في المملكة العربية السعودية، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة محليا وإقليميا ودوليا.
ويعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وما تبعه من إجراءات إسرائيلية على الأرض باتجاه تعميق وتعزيز الاستيطان وتكثيف عمليات القتل والتدمير، من المواضيع الأساسية المتعلقة بالشأن الفلسطيني والتي لا يمكن تجاوزها في القمة.
"وتنعقد القمة في ظل غياب إنجاز حقيقي بخصوص القضية الفلسطينية، ويعول الجانب الفلسطيني على موقف عربي موحد تجاه أولوية القضية وتعزيز الدعم المالي والسياسي، ويعتبر أن القمة غاية في الأهمية وطالب بتسميتها "نصرة القدس"، وفق ما صرح زير الخارجية والمغتربين رياض المالكي.
كما ستنعقد القمة العربية على وقع قرع طبول الحرب فوق أجواء دمشق في ظل تهديدات أميركية أوروبية بقصف دمشق، تحت مبرر الرد على الادعاء باعتداء كيماوي في مدينة دوما السورية. كما يقول المالكي، وهو ادعاء لم يتم حتى الان التحقيق فيه من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال المستشار السياسي وزير الخارجية والمغتربين أحمد الديك ل "وفا"، إن الطلب الفلسطيني باعتبار القمة "قمة القدس" يهدف للتأكيد على موقف جماعي عربي ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب بشأن القدس، وذلك على قاعدة ان القدس المفتاح الحقيقي للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف، "نعمل على ان تكون القضية الفلسطينية هي القضية العربية الأولى والمركزية وننتظر رد رئاسة القمة باعتبار القمة "قمة القدس"، خاصة في ظل الأوضاع الملتهبة في الإقليم.
وأشار الى أن مهمة الوزير المالكي في الاجتماعات التحضيرية صعبة بسبب شبح الاضطرابات في المنطقة وخاصة في سوريا.
وتابع، أن الموقف الفلسطيني يؤكد على أهمية تفعيل قرارات الجامعة العربية السابقة الخاصة بالقدس.
وفيما يخص مطالبة فلسطين بضرورة تغيير الآليات الخاصة بحق النقض "الفيتو" قال الديك، نتشاور بشكل جدي مع الأصدقاء في العالم حول خلق آلية منسجمة مع القانون الدولي، وذلك لان "الفيتو" الذي تصر أميركا على استخدامه مخالف للقانون الدولي ولميثاق الامم المتحدة، لأنها تقوم بتعطيل دور مجلس الأمن في تحمله لمسؤولياته فيما يتعلق بالأمن والسلم الدوليين، وحل الصراعات بالطرق السلمية.
وأوضح أنه سيتم الإعلان عن الآلية الجديدة فور تبلورها، وان فلسطين ستكون رائدة في التغيير الذي من شأنه ان يحافظ على المنظومة الدولية التي تهددها قرارات الرئيس ترمب.
وتسعى القيادة الفلسطينية إلى تبني العالم لرؤية الرئيس محمود عباس والتي طرحها في مجلس الأمن حول حل الصراع مع إسرائيل، من خلال مؤتمر دولي للسلام وآلية دولية متعددة بما يقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة وأن الولايات المتحدة اختارت أن تكون شريكا للاحتلال ولم تعد وسيطا نزيها.
من جهته توقع الباحث في الشأن السياسي عبد المجيد سويلم، عدم اتخاذ مواقف حقيقية فاعلة في القمة المقبلة، وذلك لان النظام العربي غير أولوياته ونظرته تجاه الصراع العربي مع اسرائيل، وأن محصلة القمة لن تتعدي الإعلان عن الوقوف مع الشعب الفلسطيني ضمن المواقف العربية التقليدية دون الإعلان عن أي خطوة فاعلة على الأرض.
وأوضح أنه على الرغم من أن النظام العربي لا يمكنه قبول إسرائيل، إلا أنه وفق سياساته الحالية ليس بوسعه التصدي للموقف الأميركي والإسرائيلي لتصفية القضية، مطالبا العالم العربي بالوقوف لدعم صمود أهالي القدس التي تواجه سياسات إسرائيلية التهويدية تحاول أن تخرج المدينة واقعيا من المفاوضات.