البيان الختامي لــ"مؤتمر القاهرة لاغاثة غزة" يندد باستمرار إسرائيل في تقييد النفاذ الإنساني للقطاع    سيناتور أميركي: حكومة نتنياهو ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في قطاع غزة    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غزة    شهداء ومصابون في تجدد الغارات الإسرائيلية على لبنان    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية  

الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية

الآن

عاشقة يافا

محمد أبو فياض

على كرسي بلاستيكي قبالة إحدى خيام العودة على الشريط الحدودي شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، جلست الحاجة "أم سمير" الحديدي، في خيمة حملت اسم يافا.

"أم سمير" التي أوشكت على إتمام العقد السادس من عمرها، بالكاد تغادر الخيمة إلا للقيام بأمر طارئ قبل أن تعود متكئة على عصا حينا، وبمساعدة زوجة ابنها وأحفادها حينا آخر.

هناك أمام الخيمة كانت تجلس "أم سمير" التي لا تقوى على المشي.. تصوب نظرها نحو الشرق حيث "الجدار الفاصل" وحيث الأرض التي هجر والداها منها قبل 70 عاما بفعل عصابات القتل.

وتضطر "أم سمير" للمبيت بعض الليالي في الخيمة، وتقول: "أخاف من ضياع فرصة العودة الى مدينتي الأصلية يافا".

تدور في خلدها أسئلة عدة، "هل ما زالت دار جدي موجودة؟ هل ظلت بيارته؟ وهل بير المي في ساحة الدار موجود؟" أسئلة كثيرة لا تعرف أم سمير الحديدي التي ولدت في غزة بعد التهجير، الإجابة عليها.

وترسم الحاجة الحديدي، صورة متخيلة عن يافا مسقط الرأس، والحبيبة، وجميلة الجميلات.. كيف لا وهي عروس البحر!.

وتسهب "أم سمير" التي لم تر يافا ولم تزرها يوما، في وصف المدينة "المتخيلة"، لأحفادها الذين يلتفون حولها في خيمة "العودة" التي تضيق بهم، راسمة لهم صورة جميلة عن تلك الأرض التي تحلم في العودة اليها ولو ليوم واحد، أو أن يحتضن ترابها جسدها بعد رحيلها.

الحاجة التي كانت تلوح بيديها ميمنة تارة، وميسرة تارة أخرى، خلال حديثها عن يافا، لا تخاف القناصة الإسرائيليين الذين كانوا يضعون أصابعهم على الزناد قبالة خيمتها.

وهي تروي الحكايات لأحفادها، كانت "عاشقة يافا" تعتمد في وصفها للمدينة وبحرها على ما قصه عليها وعلى اخوتها والدها قبل رحيله. "كان والدي يتغني بيافا ليل نهار، ورحل عن دنيانا دون ان تكتحل عيناه بترابها من جديد" قالت.

ويافا بالنسبة للجدة الحديدي، يافا هي الساحل وصاحبة البرتقال. "سنعود يا ولدي إلى ديارنا وأرضنا وقرانا مهما طال الزمن أم قصر، وإن قصرنا نحن حيكمل أحفادي المشوار.. لقد أوصيتهم أن يحملوا عظماتي في صرتي البيضة ويدفنوها في بيارة جدي". أضافت أم سمير لـ"وفا".

ويافا هي من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية، وتقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن القدس نحو 55 كيلومترا إلى الغرب. وكانت لفترة طويلة تحتل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الاستراتيجي، حتى تاريخ وقوع النكبة وتهجير معظم أهلها العرب.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024