مساجد تأتيها نيران الإرهاب
بسام أبو الرب
أظهرت كاميرات المراقبة التي ثبتت على مدخل مسجد الشيخ سعادة في بلدة عقربا جنوب نابلس، عددا من المستوطنين المقنعين، وهم يسكبون مواد قابلة للاشتعال، وأضرموا النار فيها، في محاولة لإحراق المسجد بشكل كامل، الأمر الذي أدى إلى إلحاق أضرار بسيطة.
أهالي عقربا اكتشفوا جريمة المستوطنين أثناء توجههم لأداء صلاة الفجر، بعد ساعتين من اشتعال الحريق حسب ما أظهرته الكاميرات المحيطة بالمسجد.
الساعة الثانية وأربعون دقيقة اقتحمت مركبة المستوطنين المنطقة الغربية من البلدة، وترجل منها مستوطنان توجها إلى المسجد، وقاما بفعلهما خلال ثلاث دقائق حسب ما أكده عضو لجنة مقاومة الاستيطان في عقربا يوسف ديرية لمراسل "وفا".
وقال ديرية انه قبل ثلاث سنوات أقدم مستوطنون على حرق مسجد أبو بكر، فيما هدمت قوات الاحتلال المسجد التابع لخربة الطويل.
وحسب تقرير لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، رصدت خلاله الاعتداءات على مساجد منذ بداية العام 2018، حيث أخطرت قوات الاحتلال بوقف العمل والبناء في مسجد جنوب الخليل، إضافة إلى محاولة إحراق مسجد في التواني جنوب الخليل من قبل المستوطنين، فيما أقدم مستوطنون على حرق مسجد في عقربا جنوب نابلس، واتت النيران على أجزاء منه.
رئيس الوزراء رامي الحمد الله حذر من مواصلة إسرائيل استهداف مساجد فلسطين وكنائسها، وتوسعها الاستيطاني، ومحاولاتها في تهويد القدس وطمس معالمها، ما يجر المنطقة برمتها إلى دوامة من العنف، وإلى صراع ديني لا تحمد عقباه. ..."
وقال خلال تفقده مسجد الشيخ سعادة في عقربا "نحن هنا اليوم لنصلي معا في مسجد سعادة أبو شاهر الذي أضرم به المستوطنون النار وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه، في انتهاك إسرائيلي جديد يضاف إلى سلسلة طويلة من انتهاكاتها ضد أبناء شعبنا ومقدساتهم. فقد أقدم المستوطنون، قبل أعوام، على حرق مسجد أبي بكر في عقربا، وحاولوا استهداف أحد منازلها بالحرق، وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسجدا في خربة الطويل، وتوالت وتصاعدت اعتداءات المستوطنين فيها".
العام 2017 شهد 1210 اعتداءات على المسجدين الأقصى، والإبراهيمي، ودور العبادة، والمقابر والمقامات، حسب تقرير وزارة الأوقاف.
وأكد التقرير أن المسجد الأقصى يتعرض لجملة من الاعتداءات والانتهاكات الممتدة من يوم الأحد إلى الخميس من كل أسبوع لتصل إلى 35 – 45 اعتداء كل شهر، يمارس خلالها المغتصبون صلوات تلمودية، وشروحا حول أسطورة "الهيكل المزعوم"، وسط دعوات لهدم المسجد الأقصى، ومسيرات استفزازية بألفاظ نابية وشتم وسب، واستهداف لحراس وسدنة المسجد الأقصى، من اعتقال وإبعاد ودفع الغرامات العالية، وتركيب الكاميرات شديدة الحساسية وأنظمة مراقبة فائقة التطور، وبين الفترة والأخرى يتم تسيير طائرات استطلاع فوق المسجد الأقصى وتكرر الحدث عدة مرات ويزيد من خطورة الأمر تلك الحفريات المتعددة والكثيرة أسفل المسجد الأقصى والمخططات التي تنفذ لتهويد المنطقة.
وبين أن الاعتداءات على المساجد والكنائس خلال العام الماضي تمثلت في محاولة المستوطنين اقتحام مسجد النبي يونس في حلحول بمحافظة الخليل، فيما قدمت جمعية تابعة للمستوطنين تدعى حركة "رغافيم" التماسا للمحكمة العليا، لهدم مسجد يعتبره المستوطنون بأنه بني بشكل غير قانوني في بلدة يطا.
وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال داهمت مسجد بلال بن رباح في جنين، وصادرت ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات الحافظة للطاقة والتي تغذي مسجد قرية جب الذيب في بيت لحم، واقتحمت مسجد عمر بن الخطاب بقلقيلية، ومسجد أبي هريرة في العيزرية بمحافظة القدس، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال سلمت إخطارا للقائمين على مسجد التواني في مسافر يطا، بمنعهم من رفع الأذان عبر مكبرات الصوت، وهددوهم بالاستيلاء على أجهزة الصوت إذا استمر رفع الأذان.
وأكد التقرير الاعتداء على كنيسة دير الرهبان السالزيان في القدس، إضافة إلى مخطط لضم منطقة جبل مسجد بلال بن رباح للسيطرة الإسرائيلية شمال بيت لحم.