"الإسراء والمعراج" تعيد الحياة للحرم الإبراهيمي
جويد التميمي
غصت باحات وأروقة الحرم الإبراهيمي ثاني أهم المعالم الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى، بآلاف المواطنين والزائرين من مختلف المحافظات ومن الخارج، حيث توافد المصلون مع ساعات الصباح الأولى صوب البلدة القديمة والحرم المكلوم برفقة عائلاتهم، احتفالا وابتهاجا بذكرى الإسراء والمعراج.
وقرب بوابات الحرم، عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني الفلسطيني، برفقة أطفال يحملون أعلام فلسطين، وأنشدت فرق دينية الأناشيد احتفالا بالذكرى رغم إجراءات الاحتلال المشددة على مدخل الحرم، وتفاعل المواطنون مع الفقرات التي تميزت بدقة أدائها وبساطتها، كما وزعت الهدايا والحلويات على الأطفال.
المفتي العام لجمهورية الشيشان محمد صالح صلاح الدين ماجيدوف والوفد المرافق له، شاركوا المواطنين المناسبة التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إحياء لهذه الذكرى، لتعزيز صمودهم، وسعياً لأداء الشعائر الدينية في الحرم الشريف، رغم محاولة جنود الاحتلال عرقلة دخوله عند بوابات الحرم الرئيسية.
ونقل المفتي للشعب الفلسطيني تحيات الرئيس الشيشاني، قائلا: "نعم صحيح نحن بعيدون عن فلسطين بأجسادنا، لكننا قريبون بقلوبنا وهي قريبة منا، كلنا مسلمون، والقدس عاصمة فلسطين هبة الله لنا، فرحنا بزيارة الحرم الإبراهيمي الشريف، كما سررنا بزيارة المسجد الاقصى المبارك، وعلينا جميعا كمسلمين شد الرحال لهذه المقدسات ولفلسطين عامه".
من جانبه، قال محافظ الخليل كامل حميد، "هذه المناسبة جاءت لإزالة الحزن عن النبي محمد، الذي نستمد منه قوة وتعزيز إرادتنا، لنكون أقوياء في مواجهة هذا المحتل الغاصب لأرضنا، أين العرب والمسلمين ليحافظوا على هذه المقدسات، نحن وقيادتنا الفلسطينية خط الدفاع الأول عنهم، وأدعوهم لشد الرحال للحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى، لنصرتهما وتعزيز صمود شعبنا في وجه الاحتلال".
وأكد حميد، أهمية التوحد والتآلف لتكون القدس هي البوصلة الوحيدة لشعبنا، وشدد على ضرورة الوقوف إلى جانب الأسرى في معاركهم التي يخوضونها دفاعا عن فلسطين والأمه العربية والإسلامية.
من جانبه، قال نائب مدير أوقاف الخليل جمال أبو عرام في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير الاوقاف والشؤون الدينية، "حضور مفتي الشيشان رساله للمحتل بأننا لسنا وحدنا في المواجهة والمقاومة بفلسطين".
وبين، أن الأقصى غالٍ على جميع المسلمين، وأن نصرته تكون بوحدتنا، فلنحافظ على الأقصى والإبراهيمي من مخططات الاحتلال، مضيفا أن الحرم الإبراهيمي سيبقى قلب الخليل النابض، ولن يكون إلا فلسطينيا وإسلاميا، وهذا يستدعي بذل أقصى الجهود لحمايته وتحريره والمرابطة فيه وشد الرحال إليه لحمايته من مخططات الاحتلال التهويدية المتواصلة".
من جهتها قالت الحاجة أم مصعب العجلوني (54عاما) لــ "وفا"، "حضرت لأشارك في إحياء ذكرى الإسراء والمعراج، رغم الحواجز العسكرية والإلكترونية وانتشار العشرات من جنود الاحتلال في طريقنا للحرم، اصطحبت أبنائي وأحفادي كي أنمي لديهم حب التشبث بمقدساتنا".
وقال الحاج محمد غنيمات (49عاما)، من بلدة صوريف غرب الخليل "أتينا، إلى هذا المسجد الذي يحاول الاحتلال طمس معالمه وتزوير تاريخه الإسلامي، من خلال فرض هيمنته عليه وتشديد إجراءاته العنصرية على مداخله، نحن باقون في مسجدنا متجذرون فيه لن يستطيع الاحتلال منعنا دخوله والصلاة فيه."
من جانبه، قال مدير ورئيس سدنة الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة لـ "وفا"، "أمّ الحرم الابراهيمي اليوم ما يزيد عن 10 آلاف مصل، أدوا صلاة الظهر في كافة أروقته وساحاته وباحاته، وهذا العدد الكبير يؤكد أننا نحن أهل هذا البيت، وان الحواجز العسكرية والإغلاقات المفروضة على الحرم لن تثنينا عن القدوم إليه والصلاة فيه، لأننا أصحاب هذه الأرض ومتمسكون بعروبتنا ومقدساتنا، رغم إجراءات الاحتلال ومحاولات طمس هويته".