الرئيس يدعو قمة القدس إلى تبني خطة السلام التي طرحها في مجلس الامن
- القدس تشهد هجمةً استيطانية غير مسبوقة بدعم من الإدارة الأميركية
- أميركا جعلت نفسها طرفاً في الصراع ما جعل الحديث عن خطة سلام أميركية أمراً غير ذي مصداقية
- دعا الأشقاء العرب للوقوف صفا واحدا للحيلولة دون وصول إسرائيل إلى عضوية مجلس الأمن
- أكد ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس
- لن نفرط بأي حق من حقوق شعبنا التي نصت عليها وضمنتها الشرائع الدولية
- مساعينا لتحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف
- ثقتنا بكم كبيرة لمواصلة دعم أهل القدس ومؤسساتها وفق الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس 2018-2022
القدس عاصمة فلسطين/ الظهران - دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مؤتمر القمة العربية، إلى تبني ودعم خطة السلام، التي طرحها في شهر شباط/ فبراير الماضي في مجلس الأمن الدولي.
وأوضح سيادته أن خطة السلام التي تستند إلى المبادرة العربية، تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق المبادرة العربية كما اعتمدت.
وقال الرئيس في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية العادية الـ29 "قمة القدس"، المنعقدة في الظهران بالمملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، إن الإدارة الأميركية الحالية، خرقت القوانين الدولية، بقرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وجعلت من نفسها طرفاً في الصراع وليست وسيطاً منفرداً لحله، ما جعل الحديث عن خطة سلام أميركية أمراً غير ذي مصداقية.
وشدد على أن الجانب الفلسطيني لم يرفض المفاوضات يوماً، واستجاب لجميع المبادرات التي قدمت، وعمل مع الرباعية الدولية وجميع الإدارات الأميركية المتعاقبة وصولاً للإدارة الحالية، والتقينا مع الرئيس ترمب عدة مرات، وانتظرنا أن تقدم خطتها للسلام، إلا ان قراراتها الأخيرة شكلت انتكاسة كبرى، رفضتها غالبية دول العالم.
وأهاب سيادته بالأشقاء العرب بالوقوف صفا واحدا للحيلولة دون وصول إسرائيل إلى عضوية مجلس الأمن، لأنها لا تستحق ذلك، وقال: "دولة لا تحترم مجلس الأمن، ولا تحترم الشرعية الدولية، وتريد ان تنصب نفسها على منصة مجلس الأمن، هذا لا يجوز".
وأكد سيادته أنه لم ولن يدخر جهداً لإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني وتحقيق سلام ينعم به الجميع، مؤكدا أنه لن يفرط بأي حق من حقوق شعبنا، التي نصت عليها وضمنتها الشرائع الدولية.
وأعرب عن ثقته لمواصلة دعم أهل القدس ومؤسساتها، وفق الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس 2018/2022 التي يرعاها البنك الإسلامي للتنمية، آملا تنفيذها ضمن جداول زمنية محددة.
وأكد الرئيس عباس ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس وفق ما أقره مجلس الجامعة العربية في آذار مارس الماضي، حتى يشعر أهلها أن الامة العربية معهم وتحتضنهم وتقف إلى جانبهم، وهذا ليس تطبيعا مع اسرائيل، لان زيارة السجين لا تعني زيارة السجان.
وبخصوص المصالحة الوطنية، أكد الرئيس أن مساعيه لتحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، وانه لم ولن يتخلى عن شعبنا في قطاع غزة.
وتساءل سيادته كيف يمكن أن تستمر حكومة الوفاق بتحمل المسؤولية دون أن يتم تمكينها من تسلم جميع مهامها كاملةً في قطاع غزة كما في الضفة والالتزام بالسلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد؟. وجدد موقفه "إما أن نتسلم كل شيء ونتحمل المسؤولية، وإما لا".
وشدد سيادته على أن المجلس الوطني سينعقد نهاية الشهر الجاري على أرض فلسطين، لتعزيز صمود شعبنا وتمتين جبهتنا الداخلية، وأكد أننا سنواصل التمسك بالثوابت الوطنية، والدفاع عن مشروعنا الوطني الذي ضحى من أجله الشهداء والأسرى والجرحى، الذين كان آخرهم شهداء وجرحى وأسرى هبة القدس، ومسيرات العودة السلمية، في ذكرى يوم الأرض.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
قبل أن أبداء كلمتي، أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على ما أعلن عنه فيما يتعلق باسم الدورة أو الدعم والمساعدات التي أعلن عنها، فهذا ليس غريبا عن المملكة، فالشكر والتقدير لكم، خاصة انكم لم تنقطعوا يوما عن مساعدة القضية الفلسطينية ودعمها، فالشعب الفلسطيني يقدر لكم كل هذا.
نجتمعُ اليومَ في الوقت الذي تشهد فيه القدس الشريف هجمةً استيطانية غير مسبوقة، تهدف للاستيلاء على أرضها، وتهجير أهلها، وطمس هويتها التاريخية، وانتمائها العربي الاسلامي والمسيحي الأصيل؛ إنها أولى القبلتين، وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، وموئِلُ الأقصى وقبة الصخرة ومسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهي أيضاً موئل كنيسة القيامة، وعلى دروبها سار سيدنا المسيح عليه السلام.
يتم ذلك كله بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية التي خرقت القوانين الدولية، بقرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة استباقية ومدانة، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة طرفاً في الصراع وليست وسيطاً منفرداً لحله، ما جعل الحديث عن خطة سلام أمريكية أمراً غير ذي مصداقية. وهنا أجدد التأكيد على أن القدس الشرقية، كانت وستبقى إلى الأبد، عاصمة لدولة فلسطين.
الأخ خادم الحرمين الشريفين رئيس القمة،
يطيب لي أن أتوجه إليكم بخالص التحية والتقدير على استضافة هذه القمة هنا في المملكة العربية السعودية التي دعمت الشعب الفلسطيني، ووقفت إلى جانب حقوقه المشروعة، سائلين الله أن يحفظكم وشعبكم وبلدكم الشقيق، ويديم عليكم نعمة الأمن والرخاء.
كما أعرب عن جزيل الشكر والتقدير لأخي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، على رئاسته الناجحة لأعمال القمة السابقة، شاكرين لجلالته دعمه الدائم لفلسطين وبصفته صاحب الرعاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والشكر أيضاً لرئيس لجنة القدس، جلالة الملك محمد السادس.
والشكر والتقدير العميق موصول للإخوة قادة الدول العربية، وشعوبها الشقيقة على مواقفهم مع شعبنا، وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية على جهودها.
الأخ خادم الحرمين رئيس القمة، الإخوة القادة،
إن قضية فلسطين بقيت دون حل بالرغم من صدور مئات القرارات عن الجمعية العامة ومجلس الأمن، لم تطبق جميعها، فإلى متى ستبقى إسرائيل دون مساءلة أو محاسبة، تتصرف كدولة فوق القانون؟. هناك 705 قرارات صدرت عن الجمعية العامة، و86 قرارا صدرت عن مجلس الامن، لم ينفذ قرار واحد منها.
إننا لم نرفض المفاوضات يوماً، واستجبنا لجميع المبادرات التي قدمت لنا، وعملنا مع الرباعية الدولية ومع جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة وصولاً للإدارة الحالية، والتقينا مع الرئيس ترمب عدة مرات، وانتظرنا أن تقدم الإدارة الأمريكية خطتها للسلام، وإذا بها تقوم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتقرر نقل سفارتها إليها، وتعلن أنها رفعت ملف القدس عن طاولة المفاوضات، وتقرر خفض المخصصات المقدمة للأونروا، تمهيداً لإزاحة ملف اللاجئين عن طاولة المفاوضات، كل ذلك في خرق صريح للقانون الدولي، وفي سابقة اعتبرناها انتكاسة كبرى، رفضتها غالبية دول العالم.
الأخ خادم الحرمين رئيس القمة، الإخوة القادة،
إن مساعينا لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، فقد أتحنا لذلك الفرصة تلو الأخرى منذ أحد عشر عاماً وحتى الآن، وتجاوبنا مع جميع الجهود العربية والمصرية، والتي كان آخرها الاتفاق الذي جرى في القاهرة في 12 تشرين أول من العام الماضي، برعاية مصرية مشكورة، لتمكين حكومة الوفاق الوطني من تحمل مسؤولياتها والذهاب لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وفي مقابل ذلك وقعت محاولة آثمة لاغتيال رئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته بالكامل حركة حماس التي تتصرف كسلطة أمر واقع. إننا لم ولن نتخلى عن شعبنا في قطاع غزة، حيث تحملنا المسؤولية وقدمنا نصف موازنتنا الحكومية لشعبنا في غزة وهذه ليست منة وانما واجبنا ودعونا الدول المانحة إلى تقديم المشروعات لإعادة إعمارها وتنميتها،.
ولكن كيف يمكن أن تتحمل حكومة الوفاق المسؤولية دون أن يتم تمكينها من تسلم جميع مهامها كاملةً وبشكل فعلي، والقيام بمسؤولياتها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية والالتزام بالسلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد؟ .ولذلك هذا هو موقفنا، إما أن نتسلم كل شيء ونتحمل المسؤولية، وإما لا.
في نهاية هذا الشهر، ولتمتين جبهتنا الداخلية، سينعقد المجلس الوطني الفلسطيني على أرض فلسطين، لتعزيز صمود شعبنا، مؤكدين بأننا سنواصل التمسك بالثوابت الوطنية، والدفاع عن مشروعنا الوطني الذي ضحى من أجله الشهداء والأسرى والجرحى، الذين كان آخرهم شهداء وجرحى وأسرى هبة القدس، ومسيرات العودة السلمية، في ذكرى يوم الأرض، ومع الأسف فقد واجهها جيش الاحتلال بالرصاص الحي.
الأخ خادم الحرمين رئيس القمة، الإخوة القادة،
قمت في شهر فبراير الماضي بطرح خطة سلام في مجلس الأمن الدولي، تستند في الأساس إلى مبادرة السلام العربية، أكدنا خلالها على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية، وقد تم اعتمادها من مجلس وزراء الخارجية العرب، وتتلخص فيما يلي:
ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في العام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما اعتمدت، أي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
هذه الخطة التي قدمناها، ونتمنى على قمتكم أن تتبناها لنستمر في محاولات تطبيقها، وأعتقد أنها هي الأنسب للوصول لسلام بيننا وبين الاسرائيليين.
وقبل أن أختتم كلمتي، أقول إن اسرائيل تحاول في هذه الأيام أن تتقدم بطلب لعضوية مجلس الأمن، ولا ادري كيف تكون اسرائيل عضوا في مجلس الامن وهي التي اخترقت وتخلت ورفضت أن تطبق أي قرار من قرارات الامم منذ عام 1947 إلى يومنا هذا، لا قرارات الجمعية العامة ولا قرارات مجلس الأمن، ولذلك نهيب بكل الأشقاء أن نقف وقفة واحدة لنحول دون وصول إسرائيل إلى عضوية مجلس الأمن لأنها لا تستحق ذلك، فدولة لا تحترم مجلس الأمن، ولا تحترم الشرعية الدولية، وتريد ان تنصب نفسها على منصة مجلس الأمن، هذا لا يجوز.
وختاماً أقول إن الآلاف من شعبنا وأمتنا قد ضحوا بحياتهم من أجل القدس، ولا ضير أن نواصل السير على درب الآلام والصمود والبناء دفاعاً عن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ومقدساتها وحق شعبنا في الحرية والاستقلال.
إننا على ثقة تامة بأنكم لن تتخلوا عن القدس الشريف وعن قضية شعبنا وحقوقه الوطنية الثابتة، كما أن ثقتنا بكم كبيرة لمواصلة دعم أهل القدس ومؤسساتها، وفق الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس 2018/2022 التي يرعاها البنك الإسلامي للتنمية التي قدمت لكم، آملين تنفيذها ضمن جداول زمنية محددة.
ونؤكد على ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس وفق ما أقره مجلس الجامعة العربية في آذار مارس الماضي، نتمنى عليكم ان تدعو لزيارة القدس، أن لا تتركوا اهلها وحدهم، حتى يشعر أهل القدس أن الامة العربية معهم وتحتضنهم وتقف إلى جانبهم، وهذا بصراحة ليس تطبيعا مع اسرائيل، لان زيارة السجين ليست زيارة السجان.
إنني أيها الإخوة الأعزاء، لم ولن أدخر جهداً لإنهاء معاناة شعبي وتحقيق سلام ينعم به الجميع، ولكني لن أفرط بأي حق من حقوق هذا الشعب التي نصت عليها وضمنتها الشرائع الدولية.
أخي خادم الحرمين الشريفيين، لكم ولكل القادة الأشقاء كل الشكر، وإن فلسطين وشعبها سيحفظون لكم مواقفكم النبيلة، متطلعين إلى اليوم الذي نستقبلكم في القدس عاصمة دولة فلسطين ندعوكم من الآن ونعقد القمة العربية في يوم قريب إن شاء الله لنصلي معاً في المسجد الأقصى.