... في دائرة الاستهداف
علاء حنتش
لم تتوقف جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، وفي نفس الوقت لم توضع آلية دولية رادعة لوضع حد لتغول الاحتلال على الصحفيين، بل اصبحوا في دائرة الاستهداف من قبل جنود الاحتلال.
وتصادف اليوم الذكرى العاشرة لاستشهاد الزميل الصحفي فضل شناعة في قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تواصل الاعتداء على الصحفيين الفلسطينيين الذين لا يحملون سوى الكاميرات لتغطية جرائمها بحق أبناء شعبنا.
حدة الاعتداءات زادت بصورة كبيرة، وأصبح الاستهداف موجها بحق الصحفيين بالقتل والاعتداء وحتى الاعتقال دون أي وجه حق، ودون أي احترام للقوانين والمعاهدات التي تطالب بحماية الصحفيين، وتوفير الأمن لهم خاصة في أوقات الحروب، إلا أن ذلك ليس سوى حبر على ورق لدولة الاحتلال.
عشرات الصحفيين من ممثلي مختلف مؤسسات الاعلام العربية والمحلية والدولية، وقفوا اليوم على بعد امتار من غرفة العمليات في مجمع فلسطين الطبي في رام الله التي يخضع فيها الزميل الصحفي أحمد أبو حسين من قطاع غزة، لعدة عمليات جراحية دققيقة في محاولة لانقاذ حياته بعد محاولة اغتيالة واصابته برصاص محرم دوليا فتت أعضاءه الداخلية، منددين بمسلسل الجرائم الاسرائيلية بحق الصحفيين ومطالبين بتحرك دولي عاجل لحمايتهم ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب بحقهم.
الزميل أبو حسين يسكن مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وهو المعيل الوحيد لأسرته المكونة من والدته وشقيقيه، حيث تركت أمه شقيقيه لتكون معه في مجمع فلسطين الطبي.
نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، أكد أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين أصبح سياسة اسرائيلية، لانها تدرك بأنهم عين الحقيقة وهم من ينقلون جرائمها بحق شعبنا للعالم، ويفضحون كل ما تريد التستر عليه، لتبقى متفردة في نقل الصورة والرواية التي تريدها للرأي العام العالمي.
وأشار إلى أن نقابة الصحفيين عملت خلال السنوات الماضية على محاصرة مرتكبي جرائم الحرب بحق الصحفيين الفلسطينيين، وعدم افلاتهم من العقاب، من خلال المؤسسات الدولية والحقوقية، وقتلت اسرائيل منذ عام الفين حوالي 40 صحفيا.
وأوضح أبو بكر أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ عام 2013، 2500 جريمة وانتهاك بحق الصحفيين والمؤسسات الاعلامية، تنوعت ما بين القتل والإصابة وتحطيم معداتهم الخاصة بالعمل، والاعتقال ومنع السفر.
وقال: إن العالم أجمع كان شاهدا على اعدام قوات الاحتلال في عدوان غزة عام 2014، 17 صحفيا، وقبل اسبوعين كان الشهيد ياسر مرتجى، واليوم نحن هنا الى جانب الزميل أبو حسين في المستشفى، فهذا الوضع لن يبقى على ما هو عليه، وسيعلم ساسة الاحتلال وجنوده، أن الصحفيين الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الايدي، وستطال العدالة من ارتكبوا الجرائم بحقهم.
وناشد أبو بكر كافة المؤسسات ذات العلاقة بحماية الصحافيين، من اجل حماية الصحفيين وضمان سلامتهم امام ما يتعرضون له من اعتداءات وانتهاكات وجرائم من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي التي باتت تضع الصحفيين في بؤرة استهدافها، لمنعهم من كشف حقيقة الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطينيين بأكمله، وضرورة التحرك السريع لملاحقة القتلة لما لذلك دور في وضع آلية دولية تستطيع محاكمتهم.
في الذكرى العاشرة لاستشهاد الزميل فضل شناعة، يتواصل القلق من استباحة دولة الاحتلال لدماء الصحفيين، وانها ترى نفسها فوق القانون، بعد أن برأت محكمة اسرائيلية فريق المدرعة التي استهدفت الزميل شناعة.
وحسب مركز المعلومات في وكالة "وفا"، فإن عدد شهداء الجسم الصحفي الفلسطيني منذ عام 1972 وصل الى 78 شهيدا في مختلف الساحات الخارجية والداخلية كان آخرهم الشهيد الصحفي ياسر مرتجى الذي استشهد برصاص الاحتلال الاسرائيلي في السابع من الشهر الجاري خلال تغطيته مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.