العريس الأسير
يامن نوباني
........
لأن مهمته ومهنته منذ بدايته تعكير الحياة والفرح، اعتقل الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء، الشاب نور عبد اللطيف حمادة (22) عاماً، من بلدة برقين غرب جنين، في الوقت الذي كان فيه نور يستعد لحفل زفافه بعد يومين.
لم ينهِ نور ردوده على أصدقائه وأحبائه، الذين انهالوا بتعليقات المباركة على بطاقة فرحه التي نشرها قبل 72 ساعة على صفحته على "فيسبوك".
ولم تُنتهِ عائلة نور بعد، من التحضيرات النهائية لزفاف ابنها، التي يغيب فيها عن العائلة كذلك والده الأسير عبد اللطيف حمادة، منذ 16 عاما، ويقضي حكما بالمؤبد 12 مرة.
اعتقل الوالد عبد اللطيف حين كان نجله "العريس نور" طفلا في سن السادسة، كبر الطفل وأصبح أسيراً.
نسيب العريس نور، منذر العامودي، قال لـ "وفا": "أول أمس اتصل ضابط مخابرات احتلالي بنور الذي يعمل معي في مزرعة للعجول، وطلب منه التوجه إلى معسكر سالم الاحتلالي قرب جنين، مهددا إياه بتخريب ممتلكات بيت عائلته في حال عدم قدومه للتحقيق".
وأضاف العامودي: قمنا منذ ساعات الصباح وبعد اعتقال نور مباشرة، بإلغاء جميع مظاهر وترتيبات فرحه، اتصلنا بالفرقة الغنائية التي كانت ستحيي حفلة السهرة، وبالقاعة المنوي زفافه فيها، والمدعوين، وأعلمناهم بإلغاء العرس الذي كان مقرراً في العشرين من الشهر الجاري (الجمعة القادمة)، أي بعد يومين.
وأضاف، "شعور بالحزن ساد العائلة بعد الاعتقال، والاحتلال نغص علينا فرحتنا بابننا وبنتنا، وحرمنا من فرح انتظرناه طويلا وأعددنا له كثيرا، وسبق ذلك بسنوات أن حرمنا الاحتلال من شقيقي محمد العامودي المحكوم ب11 مؤبد و20 سنة، ومنذ 10 سنوات لم أزره".
نور ينشر في كل عام على صفحته الشخصية شوقه لوالده، ويعُد السنين التي لم يره فيها، "13 عاما، 14 عاما، 15 عاما.... لم أرَ والدي".
قبل عامين كتب نور: "أبي أفخر بك.. أنا وأنت، على نفس الدرب! وها هي كلمات نور تُطبق على الأرض، ويذهب في درب والده، درب الزنازين والعتمة والفخر".
حالة الشاب نور ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد سبقه من اعتقل وهو يحضر لزفافه، أو خلاله، أو حتى بعده بساعات وأيام.
ففي أيار 2015 اعتقلت قوات الاحتلال الشاب طارق سلامة 30 عاما، ووالده زياد سلامة 60 عاما وحولتهما الى "باب المغاربة" ثم الى مخفر شرطة القشلة ثم الى المسكوبية، واحتجزتهما لحوالي 10 ساعات، للتحقيق في زفة العريس طارق التي انطلقت من المسجد الأقصى باتجاه برج اللقلق في باب حطة، وذلك بسبب ترديد الأغاني الوطنية."
وفي آذار 2016، اعتقل الاحتلال، الشاب إسلام يوسف شواهنة من بلدة سيلة الحارثية غرب جنين، قبل أيام من موعد زفافه.
وفي تشرين الثاني 2016، احتجز الاحتلال الشاب العريس عبد الفتاح الفاخوري، من سكان حارة باب حطة في البلدة القديمة من القدس بعد زفته، والتي انطلقت من المسجد الأقصى إلى برج اللقلق ساحة الاحتفال الرئيسية بزفافه، كما احتجز مصوره ومساعد المصور وحولهم إلى التحقيق في مركز شرطة الاحتلال الإسرائيلي المعروف بالقشلة في البلدة القديمة، ما اضطرهم إلى تأجيل غداء العرس والزفاف. وفي الشهر ذاته خرب الاحتلال على الشاب بكر خريوش، من مخيم طولكرم، فرحة حياته، حين قام باعتقاله قبل زفافه بأيام، ما دفع العائلة لإلغاء مراسم الزفاف.
ويُصادف اليوم الموافق السابع عشر من نيسان/ أبريل يوم الأسير الفلسطيني، وهو اليوم الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974م، وفاءً للحركة الوطنية الأسيرة في معتقلات الاحتلال، وباعتبارها الجسم الذي يُمثل ديمومة النضال والمقاومة ضد الاحتلال.
يُشار إلى أن نحو مليون حالة اعتقال وثقت منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم قرابة (6500) فلسطيني، من بينهم (350) طفلاً، و(62) امرأة من بينهن (21) أم، وثماني فتيات قاصرات، إضافة إلى (6) نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.
ومنذ بداية عام 2018 الجاري اعتقلت سلطات الاحتلال (1928) فلسطينيا وذلك حتى نهاية شهر آذار/ مارس 2018، من بينهم (369) طفلاً، و(36) امرأة.
ha