مسافر يطا.. صامدون من أجل البقاء
صلاح الطميزي
الخيم، وحظائر الأغنام، والآبار في الأرض الفلسطينية، يتهددها خطر الهدم وتشريد ساكنيها في العراء، بذريعة الحاجة إلى تراخيص من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
سكان مسافر يطا أقصى جنوب الضفة الغربية، يؤكدون اصرارهم على الصمود في وجه المخططات الاستيطانية الرامية إلى تهجيرهم من أرضهم، خاصة بعد إخطارات هدم الخيام وبيوت الصفيح في تلك المنطقة.
رئيس مجلس قروي المسافر نضال أبو عرام قال لـ"وفا"، إن قوات الاحتلال و"الإدارة والتنظيم" الإسرائيليتين تواصلان تسليم السكان إخطارات بهدم خيامهم، وبيوتهم، في مسعى لترحيلهم، ولاجتثاث المواطن الفلسطيني الصامد في أرضه.
وأضاف أبو عرام، "ان مجلس قروي المسافر يعمل على تعزيز صمود المواطنين في ارضهم، من خلال توفير أبسط متطلبات الحياة التي يسعى السكان الى وجودها، حيث يؤمن بالتعاون مع عدد من المؤسسات الخيام، والمساكن للعائلات التي تهدم مساكنها".
وأوضح أن العمل جارٍ للبحث عن ممولين وداعمين لإعادة المساكن التي هدمها الاحتلال، وشتت سكانها في العراء.
عام 2017 شهد 125 امرا عسكريا إسرائيليا تقضى بهدم العشرات من المساكن، والخيام، وآبار المياه، وحظائر الأغنام، تم تنفيذ عدد منها، فيما ينتظر السكان وقف البعض الآخر بعد رفع القضايا الى المحاكم الدولية، رغم عدم امتثال سلطات الاحتلال للقرارات.
السكان أشاروا إلى أن "الاحتلال يهدم خيمة ونحن نبني اثنتين بدلا منها، ويهدم بئرا ونبني غيرها، لنحافظ على أنفسنا، وحتى نواجه الاستيطان، ونحافظ على أرض أجدادنا التي ورثناها عنهم، بعد أن رويت بدمائهم وعرقهم من أجل الحفاظ عليها".
وبكل آهات وأسى قال "لا يسمح لنا بالبقاء في خيمة بالية ورثناها منذ القدم، وعلى بعد أمتار معدودة يقوم المستوطنون بنصب كرفانات جديدة على رؤوس الجبال، بدعم ومساندة من قبل حكومة الاحتلال، وجيشها.
رئيس مجلس قروي اللتواني محمد ربعي كشف عن توجه للحكومة الفلسطينية بإعطاء تراخيص من قبل الهيئات المحلية واللجنة العليا للتخطيط والبناء لسكان مسافر يطا في المنطقة المصنفة (ج)، وتعتبر خارج المخطط الهيكلي لبلدية يطا، وذلك من أجل تعويض السكان، والمساهمة في تعزيز صمودهم، وتعويضهم من قبل المؤسسات المحلية، وبالشراكة مع المؤسسات الأجنبية، في حال تعرضت مساكنهم للهدم.
وأضاف ربعي، "كنا نراهن على المجتمع الدولي، في توفير الحماية للفلسطينيين الذين يصارعون الاستيطان من اجل البقاء، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لمواصلة المزيد من عمليات الهدم، والاستيطان، والاستيلاء على الأراضي، لتوسيع المستوطنات على حساب المواطنين، الذين يعتاشون على زراعة أراضيهم، ورعي أغنامهم في المناطق الرعوية، لا سيما في المناطق المهشمة القريبة من جدار الفصل العنصري، والتجمعات الاستيطانية اللاشرعية".
وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالوقوف أمام مسؤولياتهم.
خبير الخرائط والاستيطان في جنوب الضفة الغربية عبد الهادي حنتش أكد أن عمليات الهدم التي تجري في مسافر يطا تأتي في سياق مخطط إسرائيلي بقيادة المستوطنين وبتنفيذ من الحكومة الإسرائيلية وتهدف إلى إيجاد منطقة أمنية عازلة في المناطق القريبة للتجمعات الاستيطانية، وتأتي ضمن ادعاءات المستوطنين بأن هذه التجمعات تشكل خطورة على المستوطنين، إلا أن الهدف الأساسي لهم هو تضييق الخناق على المواطنين، وترحيلهم من أراضيهم، لتوسيع المستوطنات، أو شق الطرق الواصلة إليها أو استخدامها في المشاريع الزراعية الاستيطانية؛ بحجة أنها أملاك يهودية.
وأشار حنتش إلى أن ما يسمى "بمجلس المستوطنات الإسرائيلية"، بالضفة الغربية (يشع) ينفذ هذه السياسة المتواصلة لتطال جميع المناطق المحاذية للمستوطنات، وجدار التوسع العنصري، للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وبين أن عمليات الهدم والتجريف تزيد كذلك من نسبة البطالة والفقر، حيث إن غالبية العائلات في هذه التجمعات السكانية تعتمد على الزراعة، ورعي الأغنام، التي سلبت مناطقها الرعوية، وباتت بلا ماء، بعد أن هدمت الآبار التي ترتوي منها.