بيت اسكاريا ...جذور باقية في وجه الاستيطان
أنصار اطميزة- من يدخل مجمع مستوطنات كفار عصيون الواقعة إلى الجنوب الغربي لمدينة بيت لحم لا يهيء لديه أنه سيصادف تجمعا فلسطينيا بجدارة أبى إلا أن يكون على أرضه... إنها بيت اسكاريا الصامدة أمام سرطان الاستيطان الذي يلتف حولها ويحاصرها من كافة الجهات.كما يطلق عليها أيضا خربة زكريا وهذا مسمى أطلقه الاحتلال .
و قد أقيم على أراضي القرية مجمع مستعمرات غوش قطيف والتي تتشكل من مستعمرات "الون شيفوت، اكفار عتصيون، مجدال عوز، نافي دانيا، جبعوت، بيت عين، روش تسوريم، بيار عيلليت".
تبدو بيت اسكاريا كالشوكة في حلق المستوطنين الذين يصرون على تهجير الفلسطينين منها، إلا أن لأهالي بيت اسكاريا حضورهم الصامد على أرضهم متحملين بذلك اعتداءات المستوطنين وتضييقهم.
بيت اسكاريا تبلغ مساحتها الأصلية 9آلاف دونم بينما الجزء المتبقي منها هو 7 آلاف دونم فقط ،وتتكون من 5 تجمعات سكانية متفرقة محاطة بالمستوطنات،يعيش عليها 650 نسمة يعملون بالزراعة وتربية المواشي يعيشون فيها منذ مئات السنين.
وأشار محمد عطالله سعد رئيس المجلس القروي في القرية أن اسم خربة زكريا هو اسم اطلقه الاحتلال عليها نسبة لمقام النبي زكريا -عليه السلام -الموجود في القرية .
منازل مسقوفة بالصفيح في الشتاء غرق وفي الصيف حرق ..
بيوت الخربة الصغيرة البسيطة مسقوفة بالصفيح الذي يغرقها شتاء ويحرقها صيفا فالاحتلال يمنعهم من سقف بيوتهم كما يمنعهم من البناء بالإضافة أن عددا منها قاب قوسين أو أدنى من الهدم.
فالبيوت فيها تخاف الظهور جليا حتى لا يكتشف الاحتلال تغييرا بيسطا أو ترميما فذلك أيضا محرم على أهلها، مسجد وحيد بنصف مئذنة الاحتلال حرمها أن تعاتق الشمس ،فما تزال تنظتظر فرصة تكمل قوامها ،وحتى أن الآذان بالنصف المبني ممنوع عبر مكبرات الصوت ، فإما أن يكون بصوت المؤذن وحده وإما أن يغلق المسجد كاملا.
من جهة أخرى تشكو هيا محمد وهي إحدى نساء الخربة المواصلات وسبل الحياة الصعبة التي فرضت عليها حتى أن زيارتها لأهلها في مخيم العروب شمال الخليل والتي لا تستغرق سوى 10 دقائق إلا أن تكلفها 50 شيكل في كل مرة هذا عدا عن ساعات انتظار سيارة تقلها،بالإضافة إلى أن بيتها مهدد بالهدم.
بينما تشكو امرأة أخرى ضيق منزلها وغرقه في الشتاء بسبب صقف الصفيح الذي لا يحمي منزلها من الأمطار ما يجعل وجوده كعدمه في كثير من الأحيان.
وأكد رئيس المجلس القروي لPNNأن الاحتلال يمنعهم من تعبيد الطرق وبناء منازل أخرى ويهدد 28 منزلا بالهدم بالإضافة إلى هدم عددا من المنازل وآبار المياه منذ فترة.
مدرسة نموذجية ولكن بمقاييس أخرى
ما بين شواهد المقابر التي تضم رفاة من رحلوا ومنازل الصامدين كالسنديان هنا تقع مدرسة النبي زكريا التي تتكون من عدد قليل من الغرف الصفية وساحة صغيرة لا تزيد عن ثمانية أمتار طولا وخمسة أمتار عرضا تسمى "ساحة " يقضي فيها الطلاب استراحتهم،غير أن الاحتلال منع النشيد الوطني الفلسطيني في تلك الساحة مما اضطرت إدارة المدرسة أن تدخلهم إلى ساحة داخلية مساحتها لا تتجاوز نصف الساحة الخارجية لينشدوا نشيدهم الوطني الذي يذكرهم دائما بفلسطينيتهم.
وتقول مديرة المدرسة نسرين شريعة أن المدرسة من الصف الأول إلى الصف التاسع غير أن الصفين الخامس والثامن ليسا بالمدرسة لعدم كفاية الغرف الصفية لأن البناء ممنوع وتضيف " صفوف مجمعه أي كل صفين بغرفة واحدة ما يعني أنه لايمكن للطالب أن يأخذ حقه الطبيعي في التعليم ".
وتحتوي المدرسة على 30 طالبا وطالبة يتعرضون لاعتداءات المستوطنين خاصة من الجهة الأقرب للمستوطنة، وأشارت شريعة أن
مديرية تربية بيت لحم وجهت أنظار الوفود الأجنبية نحو هذه المدرسة وتحاول جاهدة حتى تضيف غرفا صفية أخرى لكن كل ذلك بلا
فائدة،وتقول شريعة" نحاول قدر الامكان أن نعوض هذا النقص في الدراسة لكننا لم نصل بعد إلى ما هو مطلوب بالضبط".
المدرسة بشكلها ولوحتها والرسومات التي زينت حيطانها وبعدد طلابها القليل تبدو كأنها مدرسة نموذجية لكنها سرعان ما تكشف عن مأساة
وسياسةتجهيلية ينتهجها الاحتلال ضد كل من في بيت اسكاريا بما في ذلك أطفالها.
الطفلة منار سعد "13 عاما" وضعت أبسط وأقرب مقارنة بين مدرستها ومدرسة كفار عصيون التي تقابل خربتهم وتقول "مدرستنا لا ساحة فيها ولا مختبرات ومساحتها صغيرة جدا بينما نجد مدرسة المستوطنين بساحتها وملاعبها ومختبراتها وذلك كله على حسابنا نحن"وتساءلت منار عن سبب ذلك الفرق الشاسع بين مدرستها ومدرسة كفار عصيون التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن الأولى ..
وفي مبنى المدرسة أيضا غرفة لا تتعدى مساحتها 5 مترا مربع تعتبر روضة للأطفال يمارس فيها الأطفال كافة نشاطاتهم بما في ذلك اللعب واللهو والتعلم،فالاحتلال لم يتيح لهم مساحة أكبر يضعون فيها " مرجيحة " يتمرجحون عليها .
خدمات طبية شبه معدومة لولا اتحاد لجان العمل الصحي
سكان بيت اسكاريا يتحاشون المرض كثيرا وحتى إن كان أقوى منهم فإنهم يفضلون أن يأتيهم نهارا أو في أيام عيادة لجان العمل الصحي - المركز الطبي الوحيد بالخربة- حيث أنهم يؤجلون وجعهم في أيام العيادة، وهنا الحديث للطبيب معين الأطرش الذي أشار إلى نسبة عالية في أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وذلك لأسباب عزاها الأطرش إلى الوراثة ، وطبيعة حياتهم التي تتعرض لضغوط ومخاوف كبيرة.
كما أكد الأطرش على أن طبيعة بيوت الخربة والمسقوفة بالصفيح يجعل سكانها أكثر عرضة للأمراض حيث أن مساحة السكن الصغيرة تجعل العائلة معرضة للعدوى بشكل أكبر فيما لو كان البيت أكبر مساحة ،كما أن البيوت المصقوفة بالصفيح تكون باردة جدا في فصل لشتاء مما يزيد من نسبة الإصابة بأمراض هذا الفصل.
وتؤكد هيا محمد أنه لولا عياد لجان العمل الصحي لاضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة إلى بيت لحم أو غيرها لمعالجة المرضى وتضيف أن خدمة المعاينة والدواء في العيادة مجانية.
ويذكر أن مضايقات المستوطنين طالت حتى الطاقم الطبي للجان ومنع المستوطنين لهم بالدخول إلى الخربة عدة مرات خاصة في فترة انتفاضة الأقصى عام 2000.
من جهة أخرى ناشد محمد عطالله سعد رئيس المجلس القروي السلطة الفسطينية لضرورة التحرك من أجل إيجاد حد للمستوطنين والسماح لهم بالبناء بالخربة بدلا من سياسة التهجير التي ينتهجها الاحتلال حيث أن السكان يضطرون للعيش خارج الخربة لعدم تمكنهم من البناء فيها.
بيت اسكاريا شاهد حي على صفحات التاريخ يؤرخ حقه صموده ومأساته على هذه الأرض في ظل شبح استيطاني يهدد بفناءها ،لكنها تصر على أن تكون شوكة في حلق الاحتلال لتؤكد على أن هذه الأرض كانت ومازالت وستظل فلسطينية .
و قد أقيم على أراضي القرية مجمع مستعمرات غوش قطيف والتي تتشكل من مستعمرات "الون شيفوت، اكفار عتصيون، مجدال عوز، نافي دانيا، جبعوت، بيت عين، روش تسوريم، بيار عيلليت".
تبدو بيت اسكاريا كالشوكة في حلق المستوطنين الذين يصرون على تهجير الفلسطينين منها، إلا أن لأهالي بيت اسكاريا حضورهم الصامد على أرضهم متحملين بذلك اعتداءات المستوطنين وتضييقهم.
بيت اسكاريا تبلغ مساحتها الأصلية 9آلاف دونم بينما الجزء المتبقي منها هو 7 آلاف دونم فقط ،وتتكون من 5 تجمعات سكانية متفرقة محاطة بالمستوطنات،يعيش عليها 650 نسمة يعملون بالزراعة وتربية المواشي يعيشون فيها منذ مئات السنين.
وأشار محمد عطالله سعد رئيس المجلس القروي في القرية أن اسم خربة زكريا هو اسم اطلقه الاحتلال عليها نسبة لمقام النبي زكريا -عليه السلام -الموجود في القرية .
منازل مسقوفة بالصفيح في الشتاء غرق وفي الصيف حرق ..
بيوت الخربة الصغيرة البسيطة مسقوفة بالصفيح الذي يغرقها شتاء ويحرقها صيفا فالاحتلال يمنعهم من سقف بيوتهم كما يمنعهم من البناء بالإضافة أن عددا منها قاب قوسين أو أدنى من الهدم.
فالبيوت فيها تخاف الظهور جليا حتى لا يكتشف الاحتلال تغييرا بيسطا أو ترميما فذلك أيضا محرم على أهلها، مسجد وحيد بنصف مئذنة الاحتلال حرمها أن تعاتق الشمس ،فما تزال تنظتظر فرصة تكمل قوامها ،وحتى أن الآذان بالنصف المبني ممنوع عبر مكبرات الصوت ، فإما أن يكون بصوت المؤذن وحده وإما أن يغلق المسجد كاملا.
من جهة أخرى تشكو هيا محمد وهي إحدى نساء الخربة المواصلات وسبل الحياة الصعبة التي فرضت عليها حتى أن زيارتها لأهلها في مخيم العروب شمال الخليل والتي لا تستغرق سوى 10 دقائق إلا أن تكلفها 50 شيكل في كل مرة هذا عدا عن ساعات انتظار سيارة تقلها،بالإضافة إلى أن بيتها مهدد بالهدم.
بينما تشكو امرأة أخرى ضيق منزلها وغرقه في الشتاء بسبب صقف الصفيح الذي لا يحمي منزلها من الأمطار ما يجعل وجوده كعدمه في كثير من الأحيان.
وأكد رئيس المجلس القروي لPNNأن الاحتلال يمنعهم من تعبيد الطرق وبناء منازل أخرى ويهدد 28 منزلا بالهدم بالإضافة إلى هدم عددا من المنازل وآبار المياه منذ فترة.
مدرسة نموذجية ولكن بمقاييس أخرى
ما بين شواهد المقابر التي تضم رفاة من رحلوا ومنازل الصامدين كالسنديان هنا تقع مدرسة النبي زكريا التي تتكون من عدد قليل من الغرف الصفية وساحة صغيرة لا تزيد عن ثمانية أمتار طولا وخمسة أمتار عرضا تسمى "ساحة " يقضي فيها الطلاب استراحتهم،غير أن الاحتلال منع النشيد الوطني الفلسطيني في تلك الساحة مما اضطرت إدارة المدرسة أن تدخلهم إلى ساحة داخلية مساحتها لا تتجاوز نصف الساحة الخارجية لينشدوا نشيدهم الوطني الذي يذكرهم دائما بفلسطينيتهم.
وتقول مديرة المدرسة نسرين شريعة أن المدرسة من الصف الأول إلى الصف التاسع غير أن الصفين الخامس والثامن ليسا بالمدرسة لعدم كفاية الغرف الصفية لأن البناء ممنوع وتضيف " صفوف مجمعه أي كل صفين بغرفة واحدة ما يعني أنه لايمكن للطالب أن يأخذ حقه الطبيعي في التعليم ".
وتحتوي المدرسة على 30 طالبا وطالبة يتعرضون لاعتداءات المستوطنين خاصة من الجهة الأقرب للمستوطنة، وأشارت شريعة أن
مديرية تربية بيت لحم وجهت أنظار الوفود الأجنبية نحو هذه المدرسة وتحاول جاهدة حتى تضيف غرفا صفية أخرى لكن كل ذلك بلا
فائدة،وتقول شريعة" نحاول قدر الامكان أن نعوض هذا النقص في الدراسة لكننا لم نصل بعد إلى ما هو مطلوب بالضبط".
المدرسة بشكلها ولوحتها والرسومات التي زينت حيطانها وبعدد طلابها القليل تبدو كأنها مدرسة نموذجية لكنها سرعان ما تكشف عن مأساة
وسياسةتجهيلية ينتهجها الاحتلال ضد كل من في بيت اسكاريا بما في ذلك أطفالها.
الطفلة منار سعد "13 عاما" وضعت أبسط وأقرب مقارنة بين مدرستها ومدرسة كفار عصيون التي تقابل خربتهم وتقول "مدرستنا لا ساحة فيها ولا مختبرات ومساحتها صغيرة جدا بينما نجد مدرسة المستوطنين بساحتها وملاعبها ومختبراتها وذلك كله على حسابنا نحن"وتساءلت منار عن سبب ذلك الفرق الشاسع بين مدرستها ومدرسة كفار عصيون التي لا تبعد سوى بضع كيلومترات عن الأولى ..
وفي مبنى المدرسة أيضا غرفة لا تتعدى مساحتها 5 مترا مربع تعتبر روضة للأطفال يمارس فيها الأطفال كافة نشاطاتهم بما في ذلك اللعب واللهو والتعلم،فالاحتلال لم يتيح لهم مساحة أكبر يضعون فيها " مرجيحة " يتمرجحون عليها .
خدمات طبية شبه معدومة لولا اتحاد لجان العمل الصحي
سكان بيت اسكاريا يتحاشون المرض كثيرا وحتى إن كان أقوى منهم فإنهم يفضلون أن يأتيهم نهارا أو في أيام عيادة لجان العمل الصحي - المركز الطبي الوحيد بالخربة- حيث أنهم يؤجلون وجعهم في أيام العيادة، وهنا الحديث للطبيب معين الأطرش الذي أشار إلى نسبة عالية في أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وذلك لأسباب عزاها الأطرش إلى الوراثة ، وطبيعة حياتهم التي تتعرض لضغوط ومخاوف كبيرة.
كما أكد الأطرش على أن طبيعة بيوت الخربة والمسقوفة بالصفيح يجعل سكانها أكثر عرضة للأمراض حيث أن مساحة السكن الصغيرة تجعل العائلة معرضة للعدوى بشكل أكبر فيما لو كان البيت أكبر مساحة ،كما أن البيوت المصقوفة بالصفيح تكون باردة جدا في فصل لشتاء مما يزيد من نسبة الإصابة بأمراض هذا الفصل.
وتؤكد هيا محمد أنه لولا عياد لجان العمل الصحي لاضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة إلى بيت لحم أو غيرها لمعالجة المرضى وتضيف أن خدمة المعاينة والدواء في العيادة مجانية.
ويذكر أن مضايقات المستوطنين طالت حتى الطاقم الطبي للجان ومنع المستوطنين لهم بالدخول إلى الخربة عدة مرات خاصة في فترة انتفاضة الأقصى عام 2000.
من جهة أخرى ناشد محمد عطالله سعد رئيس المجلس القروي السلطة الفسطينية لضرورة التحرك من أجل إيجاد حد للمستوطنين والسماح لهم بالبناء بالخربة بدلا من سياسة التهجير التي ينتهجها الاحتلال حيث أن السكان يضطرون للعيش خارج الخربة لعدم تمكنهم من البناء فيها.
بيت اسكاريا شاهد حي على صفحات التاريخ يؤرخ حقه صموده ومأساته على هذه الأرض في ظل شبح استيطاني يهدد بفناءها ،لكنها تصر على أن تكون شوكة في حلق الاحتلال لتؤكد على أن هذه الأرض كانت ومازالت وستظل فلسطينية .