المجلس الوطني الفلسطيني في سطور
ضحى سعيد
يعتبر المجلس الوطني الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره، داخل فلسطين وخارجها، وهو: "السلطة العليا لمنظمة التحرير، يضع سياسة المنظمة ومخططاتها" بحسب نص المادة 7-أ من النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ويشكل المجلس الوطني المرجعية العليا لكل هيئات ومؤسسات "م.ت.ف"، ويختص بكافة المسائل الدستورية والقانونية والسياسية العامة المتعلقة بالقضايا المصيرية للشعب الفلسطيني، وكل ما يتعلق بمصالحه الحيوية العليا، ومن مهامه وضع السياسات والمخططات والبرامج لمنظمة التحرير وأجهزتها، وبحث التقرير السنوي الذي تقدمه اللجنة التنفيذية عن انجازاتها، وبحث الاقتراحات التي تقدم اليه من اللجنة التنفيذية وتوصيات لجان المجلس، اضافة الى إعداد التقرير السنوي للصندوق القومي واعتماد الميزانية.
وتعود نشأة المجلس الوطني الفلسطيني إلى عام 1948، حين قام الحاج أمين الحسيني بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مَثل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم (181) لعام 1947، وقام المجلس وقتها بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي الذي مثل فلسطين في جامعة الدول العربية.
وأعيد تجديد المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964، بعد أن قرر الملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربية الأولى تكليف أحمد الشقيري، ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية آنذاك، بالاتصال بالشعب الفلسطيني والدول العربية لإقامة القواعد السليمة لإنشاء الكيان الفلسطيني، وقام بجولات زار خلالها الدول العربية، واتصل بأبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم، وفي ربيع عام 1964، قامت لجان تحضيرية بإعداد قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الذي سيعقد لهذا الغرض، وعين الدكتور عزت طنوس مديراً لمكتب المؤتمر، وتم توجيه الدعوات إلى 397 شخصاً ليكونوا أعضاء في المؤتمر الفلسطيني الأول.
والتأم المؤتمر الفلسطيني الأول في 28 أيار من عام 1964، في القدس، وشهد الجلسة الافتتاحية الملك حسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وألقى خطاباً فيه، ثم ألقى عبد الخالق حسونة الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة، تلاه أحمد الشقيري الذي قال: "إن شعب فلسطين يجتمع في مدينة القدس الخالدة لأول مرة بعد كارثة فلسطين؛ ليعلن عبر هذا المؤتمر، للدنيا بأسرها، أننا نحن أهل فلسطين أصحابها الشرعيين قد التقينا على تحرير فلسطين".
وكان من أهم قرارات المؤتمر إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية، والمصادقة على الميثاق القومي (الوطني) للمنظمة، واعتبار المؤتمر بكامل أعضائه "المجلس الوطني الفلسطيني".
وصدرت قرارات أخرى مهمه عن دورات المجلس الوطني الفلسطيني من أهمها: إقرار البرنامج السياسي المرحلي لمنظمة التحرير المؤلف من عشر نقاط، الذي أكد حق شعبنا في العودة والدولة بعاصمتها القدس الشريف، وتقرير المصير، وإقامة سلطة الشعب الوطنية المستقلة على كل جزء من الأرض الفلسطينية يتم تحريره، وإنشاء المجلس المركزي الفلسطيني كحلقة وصل بين كل دورتين عاديتين للمجلس، كما أعيدت صياغة قرار الإنشاء في الدورة السابعة عشرة للمجلس عام 1984، وأصدر المجلس إعلان دولة فلسطين وقيامها فوق أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
وفي دورته الحادية والعشرين قرر بناء وترسيخ السلطة الوطنية الفلسطينية، وأكد تمسكه التام بتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وإقامة الدولة بعاصمتها القدس الشريف، وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير وممثلياتها في الخارج.
واتخذ المجلس الوطني الفلسطيني من القدس مقراً دائماً له، وذلك وفق ما جاء في المادة (7-ب) من النظام الأساسي للمنظمة، ويوجد لمكتب رئاسة المجلس مقر رئيسي مؤقت في عمان، وبعد أن أقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية، تم افتتاح فرعين لرئاسة المجلس في كل من غزة، ونابلس في الضفة الغربية.
ويعتبر أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني أعضاء في المجلس، بمجرد انتخابهم، بحسب قانون الانتخابات رقم 9 لعام 2005م، الذي صادق عليه الرئيس محمود عباس، بحيث تنص المادة الثانية منه- الفقرة الخامسة: "يكون أعضاء المجالس التشريعي الفلسطيني المنتخبون أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني فور أدائهم القسم القانوني، وفقا لأحكام النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية".
وتناوب على رئاسة المجلس أحمد الشقيري 1964-1967، ثم عبد المحسن القطان1968، تلاه يحيى حمودة في العام 1969، وخالد الفاهوم في الفترة ما بين 1974-1984، ثم عبد الحميد السائح 1984-1996، وأخيرا سليم الزعنون الذي تم تعيينه في دورة المجلس التي عقدت في غزة عام 1996، وهو يرأس المجلس حتى اللحظة.
وكان المجلس قد عقد دورة استثنائية يوم 27 آب 2009 حملت رقم 22 برئاسة سليم الزعنون في مدينه رام الله، تم خلالها انتخاب أعضاء جدد للجنة التنفيذية.